مزاج الإدارة الأميركية يتغير تجاه إيران

ثمة اختلاف واضح في تصريحات المسؤولين الأميركيين الأخيرة سواء في حديث الرئيس أوباما عن التبعات التي ستتحملها ايران إن هي لم تتعاون مع المجتمع الدولي، أو حديث وزيرة الخارجية كلينتون في لندن من أن الوقت يمضي بسرعة فيما يتعلق بالملف النووي الايراني.

اضافة اعلان

 بل حتى وزير الدفاع الأميركي الذي مثّل الحمائم سابقاً تجاه إيران، فقد تحول الى "صقر" حالياً.

موقف إدارة أوباما من إيران، في البداية، بدا أقرب إلى ترجيح خيار الدبلوماسية، لكن ذلك أخذ يتراجع بسبب التبعات التي تركتها الانتخابات الرئاسية الايرانية العاشرة، مع التأثير الدائم للصورة السلبية المتبادلة (بين البلدين) وضغوط الكونغرس للمضي في قرار عقوبات ضد الشركات التي تصدّر مادة البنزين الى إيران.

موقف الادارة بدا منسجما مع المخطط الزمني الذي استند الى أن الادارة تريد أن تعطي نفسها حتى نهاية 2009 قبل أن تبدأ بتبني مواقف أكثر وضوحا من إيران.

الموقف الآن بدأ يتضح، فدبلوماسية العقوبات تعمل على مستوى إقناع الصين للموافقة على قرار عقوبات جديد. هناك جهد يبذل مع اليابان لتنضم للمجموعة 5+1، وهناك جهود تبذل لإقناع الشركات الالمانية بتخفيض إضافي لأعمالها التجارية مع إيران، مما يهدد وفق رؤساء نقابات عمال ألمانيين بخسارة 40 ألف فرصة عمل. هناك جهد يبذل مع تركيا لثنيها عن موقفها من إيران، الذي قد تفسره واشنطن على أنه تأييد الى طهران.

وزير الدفاع، روبرت جيتس، يتحدث كما تحدث كلّ من أوباما وكلينتون عن مزيد من العزلة لإيران، ويبدو أن هذا الهدف أصبح في حد ذاته نوعاً من الحرب على إيران ربما يكون أكثر تأثيراً من الحرب الفعلية.

بالنسبة لواشنطن، قد يكون ما تسميه "بالعزلة الاضافية"، إضافة الى الجهد الاستخباراتي الدولي، كافيين لضمان بقاء إسرائيل بعيدة عن الملف، وهو أمر يخدم صورة إدارة أوباما بشكل حقيقي. ربما ما يعزز تغيير المزاج الاميركي تتلقاه واشنطن بأن إيران تبدو متعثرة في زيادة عدد أجهزة الطرد. وبعبارة أخرى، فإن أجهزة الطرد التي يقدر عددها بـ8000 في موقع نطنز تواجه مشكلات فنية، وهو الامر الذي يفسر أميركيا أنه نتيجة سياسة المقاطعة والعقوبات، منذ أكثر من 3 عقود.

روسيا هي الأخرى، بعد وقف برنامج الدرع الصاروخية في شرق أوروبا، تبدو أقرب الى التشدد في مواقفها من البرنامج النووي الايراني. ولعل تصريحات وزير الخارجية الروسي الاخيرة في لندن بأن العالم لن ينتظر جواب ايران فيما يتعلق بعملية تبادل اليورانيوم الى الابد، تعطي مثل هذا الانطباع، اضافة الى التأخير المتكرر في تسليم مفاعل بوشهر وتشغيله.

إذن، ثمة إشارات على تغير في مزاج الإدارة الأميركية، لكن السؤال الجوهري: ما هو الحد الذي سيقف عنده هذا التغير؟