مزارعون بالأغوار: ارتفاع كلف الإنتاج وراء زيادة أسعار الخضراوات

حابس العدوان وادي الأردن– في وقت ارتفعت فيه أسعار الخضراوات، نتيجة تراجع الإنتاج، يؤكد مزارعون أن تخلي المزارعين عن زراعة أراضيهم، يأتي كنتيجة لارتفاع كلف الإنتاج باعتبارها سببا رئيسا لتراجع الإنتاج الخضري في وادي الأردن، لافتين الى ان عوامل الطقس والصقيع، ذات تأثيرات محدودة على الإنتاج الذي تراجع بنسبة كبيرة مقارنة بالمواسم الماضية. ويشيرون إلى ان تقلص المساحات المزروعة، بسبب ارتفاع الكلف، وتحول مزارعين إلى زراعة أصناف غير تقليدية، اقل كلفة أدى إلى تراجع الكميات المنتجة حاليا بأكثر من 50 % مقارنة بالموسم الماضي، واكثر من 150 % مقارنة بمواسم سابقة. ويقول المزارع نواش اليازجين، ان جميع التوقعات كانت تصب في اتجاه تراجع الإنتاج الخضري، نتيجة عدم قدرة المزارع على توفير متطلبات زراعة الأرض، ما أدى إلى عزوف عدد من المزارعين، وتوجه آخرين إلى زراعة أراضيهم بمحاصيل أخرى، لا تحتاج إلى كلف كبيرة أو إلى عمالة مستمرة، مقارنة بالمحاصيل التقليدية، كالجزر والذرة والورقيات. ويشير إلى أن مساحات كبيرة من الأراضي التي كان من المفترض بان يبدأ إنتاجها مع بداية الموسم، لم يتمكن أصحابها من زراعتها حتى الآن، موضحا أن شبح الخوف من تكرار خسائر الموسم الماضية في ظل ارتفاع كلف الإنتاج إلى مستويات قياسية، كان له دور كبير في تراجع المساحات المزروعة الأمر الذي انعكس على حجم الإنتاج في الوادي. ويشير المزارع وليد الفقير، إلى ان بعض كلف الإنتاج ارتفع ثمنها بمعدل خمسة أضعاف وأخرى بمعدل ثلاثة أضعاف كالأسمدة والبذور، موضحا انه وفي ظل هذا الارتفاع الذي يصفه بالجنوني، فان مستقبل الزراعة في الوادي بات يواجه خطر الانهيار والاندثار. ويضيف ان ارتفاع كلف الإنتاج دفع بعدد كبير من المزارعين إلى اللجوء إلى البذور المقلدة والمهربة والأسمدة المغشوشة، ما انعكس لاحقا على حجم ونوعية الإنتاج والذي لا يقارن مع حجم ونوعية الإنتاج في حال استخدام البذور والاسمدة والمبيدات الأصلية، مشددا على ضرورة العمل على خفض كلف الإنتاج لمساعدة العازفين على زراعة اراضيهم. ويوضح ان أي كلام عن ان الصقيع هو السبب في ارتفاع الأسعار غير صحيح، لأن ضربة الصقيع كانت محدودة، ولم تؤثر بنسبة كبيرة على الإنتاج، لافتا إلى ان انخفاض درجات الحرارة يلعب دورا في انخفاض الإنتاج كل موسم، وبرغم ذلك فان الإنتاج عادة ما يكون ضعف الإنتاج الحالي، كون معظم المزروعات هي زراعات محمية، لا تتأثر بالعوامل الجوية ونسبة قليلة من الخضراوات المكشوفة التي تتأثر بالعوامل الجوية. وكانت وزارة الزراعة، قد أعلنت عن تعديلات نشرت في الجريدة الرسمية، هدفها تحرير أسواق مستلزمات الإنتاج الزراعي، لخلق بيئة تنافسية وعادلة للمستثمرين، وإلغاء القيود المفروضة على تداول هذه المستلزمات، والتي تسهم بتخفيض الأسعار ومنع الاحتكار. ويؤكد رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام، أن ارتفاع كلف الإنتاج الزراعي أدى إلى عزوف حوالي 50 % من المزارعين عن زراعة أراضيهم، ممن عانوا من الخسائر المتتالية التي لحقت بهم خلال المواسم الماضية. ويلفت إلى أن ارتفاع المديونية ونقص السيولة، وارتفاع الكلف بمجملها أجبرت الكثيرين على ترك أراضيهم دون زراعة، ما انعكس على حجم الإنتاج الخضري في الوادي. ويقول إن "هذا ما كنا نحذر منه على الدوام، فالأمر قد يصل إلى زعزعة الأمن الغذائي للمواطن، نتيجة تراجع الإنتاج، إذ أن تراجع أوضاع القطاع بشكل مستمر أنهك المزارعين وحرمهم من الاستمرار في زراعة أراضيهم. وأوضح "ان المزارع بات يصارع على جميع الجبهات دون أدنى مساعدة أو دعم حتى وصل به الحال الى عدم القدرة على الصمود في وجه التحديات". ويبين أن تصدير الخضار في الوقت الحالي يقتصر على محصول الخيار، وهو الأكثر إنتاجا في الوادي، فيما ارتفاع الأسعار طال جميع الأصناف دون استثناء، ما يدل على ان تراجع الإنتاج، هو السبب الرئيس لارتفاع الاسعار، مشددا على ضرورة اتخاذ اجراءات عاجلة من شأنها الدفع، باتجاه التغلب على التحديات التي تواجه المزارع وعلى رأسها تقليل كلف الإنتاج وتوفير العمالة الزراعية الكافية وتوفير الدعم اللازم لتمكين المزارع من العودة لزراعة أرضه.اضافة اعلان