مزارعون بمشروع حسبان يطالبون بسد تخزيني

حابس العدوان

الشونة الجنوبية - في الوقت الذي يعاني فيه مزارعو وادي الأردن من أوضاع متردية نتيجة تدني أسعار بيع منتوجاتهم، يفاقم شح مياه الري معاناة مزارعي حوض حسبان في لواء الشونة الجنوبية، ما يزيد من خسائرهم السنوية.اضافة اعلان
معاناة مزارعي غور الرامة تتجدد كل عام مع تناقص كمية مياه وادي حسبان التي تغذي أراضي المشروع الزراعي، ما يتسبب سنويا بخسائر فادحة نتيجة عطش المزروعات، وخاصة خلال الموسم الحالي مع تأخر الهطل المطري. وكانت سلطة وادي الأردن قد أقرت العام 2015 ضمن خططها إنشاء سد جديد على وادي حسبان لري ما يقارب من 350 وحدة زراعية، إضافة الى الأحواض الزراعية المجاورة، إلا أن المشروع لم ير النور إلى الآن.
ويؤكد مزارعون، أن تجدد المشكلة كل عام دفع بالكثير من المزارعين إلى الاستغناء عن زراعة الأرض، ما أحال مساحات كبيرة منها إلى أراض جرداء، في حين ما تزال الجهات المعنية عاجزة عن استغلال كميات كبيرة من مياه الأمطار المهدورة كان بالإمكان الاستفادة منها خلال فترة نقص مياه الوادي.
ويبين المزارع حسين العدوان، أن شح المياه خلال فصل الصيف يتسبب بخسائر كبيرة للمزارعين كل عام، الا أنه في الموسم الحالي كانت المشكلة أكبر، لتراجع كمية المياه في سيل حسبان مع تراجع الأمطار، موضحا أن المزارع يقوم بزراعة أرضه ورعايتها وبذل الكثير من السيولة المادية، إلا أن نقص المياه يأتي عادة لينسف كل الجهود المبذولة ويعمق من جراحهم.
ويقول المزارع مفيد حسين إن غالبية الأراضي ما تزال بورا باستثناء مساحات قليلة تروى من الآبار الارتوازية، ما يضاعف من كلف زراعتها، لافتا إلى أن كلف استخراج المياه وتحليتها مرتفعة، ما يجعل من استغلالها غير مجد.
معاناة المزارعين لا يمكن إنهاؤها، بحسب رئيس جمعية مستخدمي مياه حسبان طلال العدوان، إلا بإنشاء سد تخزيني سيمكن من الاحتفاظ بأكبر كمية من المياه الجارية خلال فصل الشتاء، موضحا أن وزارة المياه والري وعدت منذ أعوام بإنشاء السد، وقامت بإجراء الدراسات الفنية، إلا أن شيئا لم يحدث على أرض الواقع.
ويؤكد أن مشكلة شح مياه الري في مشروع حسبان مرده تناقص كمية مياه السيل خلال فصل الصيف من مصدرها الرئيس في المناطق الشفوية وكثرة الاعتداء عليها من مزارعي المناطق الشفاغورية، لافتا إلى أن معاناة المزارعين تتجدد كل عام دون وجود أي حل للمشكلة.
ويشير إلى أن إنشاء سد على وادي حسبان سيعالج مشكلة نقص مياه الري خلال فصل الصيف ويساعد سلطة وادي الأردن على إيصال المياه بشكل أفضل من خلال إسالة المياه الى الوحدات الزراعية عن طريق الضخ بدلا من إسالتها بشكل انسيابي، مضيفا أن كمية مياه الأمطار الفاقدة تقدر سنويا بما يزيد على مليوني متر مكعب كل عام.
ويؤكد رئيس الجمعية، أن إنشاء سد سيعمل على زيادة الرقعة الزراعية في المشروع؛ حيث إن المياه الحالية المسالة لكل وحدة زراعية لا تكفي لزراعة 25 بالمائة من مساحتها، مبينا أن عدد الوحدات الزراعية التي تروى من مشروع سيل حسبان يبلغ 316 وحدة بمساحة إجمالية تقدر بألف دونم.
ومن جانبه، قال أمين عام سلطة وادي الأردن منار المحاسنة، إن مياه ري مشروع وادي حسبان تعتمد على مياه الينابيع، مشيرا إلى أنه في فصل الصيف تنخفض الكميات المتاحة للري، وفي فصل الشتاء تعود المياه الى طبيعتها، ونتيجة تأخر الموسم المطري الحالي، فإن كميات المياه المتاحة حاليا ما تزال شحيحة.
وأضاف المحاسنة، أن مشروع ري حسبان يدار من قبل جمعية مستخدمي مياه؛ حيث تقوم الجمعية بتوزيع جميع كميات المياه المتاحة على المزارعين، فيما تعكف سلطة وادي الأردن حاليا على البحث عن مصادر مياه غير تقليدية لحل مشكلة نقص مياه الري في المنطقة، التي من خلالها يمكن زيادة كميات مياه الري المزودة للمزارعين في المنطقة، مؤكدا أنه بعد توفر التمويل اللازم ستقوم السلطة بعمل دراسات لإنشاء سد تجميعي لهذه المياه ومياه الشتاء حسب الكميات المتوقع توفرها، للاستفادة منها في المشروع الزراعي، وهو مدرج على خطط السلطة للمشاريع المستقبلية.