مسؤولان فرنسيان إلى فلسطين للتحضير للاجتماع الدولي للعملية السياسية

عشرات المستوطنين بحراسة حراب الجيش الإسرائيلي يستبيحون ساحات الحرم القدسي - ( ا ف ب )
عشرات المستوطنين بحراسة حراب الجيش الإسرائيلي يستبيحون ساحات الحرم القدسي - ( ا ف ب )

نادية سعد الدين

عمان- يصل وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، نهاية الأسبوع الحالي، في زيارة رسمية، لبحث جهود التحضير للاجتماع الوزاري الدولي لتحريك العملية السياسية، الذي تستضيفه باريس نهاية الشهر الحالي، تمهيداً لعقد المؤتمر الدولي للسلام.اضافة اعلان
وتعكف فرنسا على تكثيف جهودها خلال الفترة الراهنة، في محاولة لإعادة تحريك العملية السياسية بين الجانبين الفلسطيني – الإسرائيلي، حيث تعقب زيارة وزير الخارجية الفرنسي، زيارة مماثلة لرئيس الحكومة مانويل فالس، نهاية الأسبوع المقبل.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، إن زيارة المسؤول الفرنسي تأتي ضمن "سياق التحضير للمؤتمر المزمع عقده في الثلاثين من الشهر الحالي، حيث نأمل نجاح الأفكار والجهود الدولية".
وأضاف، لـ"الغد" من فلسطين المحتلة، إن "الجانب الفلسطيني رحب منذ البداية بالأفكار الفرنسية على أساس تبلورها إلى مبادرة تستند إلى قرارات الشرعية الدولية، لأجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتقرير المصير وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين".
وأوضح "لقد تم الترحيب بالجهود الفرنسية وفق أسّ التمسك بالحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة في التحرير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة".
ونوه إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "هو الوحيد الذي رفضها لصالح حديثه المتواترّ عن العودة إلى المفاوضات الثنائية الممتدة، والتي لم تسفر عن أي نتائج ملموسة".
واعتبر أن "أهمية الأفكار الفرنسية والحديث عن عقد مؤتمر دولي يكمن في الخروج من دائرة المفاوضات الثنائية إلى حيز تدويل القضية الفلسطينية على اساس إنهاء الاحتلال وتقرير المصير وحق العودة".
وكان وزير الخارجية الفرنسية قال في تصريحات أمام مجلس النواب الفرنسي، أول أمس، إنه سيقوم "بإجراء مشاورات مع الأطراف المعنية تمهيداً لزيارة رئيس الوزراء الفرنسي الأسبوع المقبل".
ومن المقرر أن يلتقي فالس بنظيره الإسرائيلي، نتنياهو، والرئيس محمود عباس، إلى جانب عدد من المسؤولين لبحث المبادرة الفرنسية.
وأعلنت رئاسة الوزراء الفرنسية في بيان إن "زيارة فالس ستبدأ في 21 أيار (مايو) الجاري وتستمر حتى الـ 24 منه، طابعها "سياسي بالدرجة الأولى"، وسيجري خلالها مباحثات تندرج في إطار استئناف فرنسا جهودها للتوصل إلى اتفاق سلام يستند إلى حل الدولتين".
وتستعد العاصمة الفرنسية باريس، في 30 أيار (مايو) المقبل، لاستضافة اجتماع وزاري دولي لبحث العملية السياسية من أجل تحريك المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية المتوقفة منذ عامين، ولكن بغياب الطرفين المعنيين؛ حيث سيفتتحه الرئيس فرانسوا هولاند، بمشاركة عشرين دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وإذا تكلّل هذا الاجتماع بالنجاح؛ تستضيف عندها العاصمة الفرنسية مؤتمراً دولياً قبل نهاية العام، يحضره هذه المرة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
غير أن الجانب الإسرائيلي يعارض بشدة المبادرة الفرنسية، ويزعم بضرورة الاستئناف الفوري للمفاوضات الثنائية بدون شروط مسبقة.
وكانت المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، التي تدعمها الولايات المتحدة، قد إنهارت في نيسان (أبريل) 2014 بعد تسعة أشهر من انطلاقها، بسبب التعنت ألإسرائيلي.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن مشروع القرار الفرنسي، وهو قديم جديد، "اقترح الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة ونهائية، وتحديد مهلة 18 شهرًا للتوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض، تقوم على إنشاء دولة فلسطينية بالاستناد إلى حدود 1967، مع تبادل للأراضي، والقدس عاصمة مشتركة للدولتين".
وبحسب بيان رئاسة الوزراء الفرنسية فإن "فالس سيبحث خلال الزيارة أيضاً ملفي "الاقتصاد والتعاون"، كما سيكون للزيارة أيضاً طابع "ثقافي واستذكاري"، وذلك عبر زيارات يقوم بها رئيس الوزراء الفرنسي إلى أماكن ترتدي دلالات رمزية"، بحسب قوله.
وفي هذا الإطار يلتقي فالس الرئيس الإسرائيلي الأسبق شيمون بيريز، ليلتقي بعدها الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، ثم زعيم المعارضة العمالية اسحق هرتزوغ، على أن يختتم النهار بلقاء نتنياهو.
وفي 24 أيار (مايو) يزور فالس ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل (الشهيد) ياسر عرفات، ثم يلتقي رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدلله في رام الله.
بموازاة ذلك؛ واصل المستوطنون المتطرفون، أمس، اقتحام المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، تحت حماية قوات الاحتلال.
في حين تصدى المصلون لعدوان المستوطنين وجولاتها الاستفزازية بهتافات التكبير الاحتجاجية، بينما واصلت قوات الاحتلال فرض اجراءاتها المشددة على دخول المصلين من الشبان والنساء واحتجزت بطاقاتهم خلال دخولهم الى المسجد.
وعلى صعيد متصل، اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال في القدس المحتلة، أسفرت عن وقوع العديد من الإصابات والاعتقالات بين صفوف المواطنين.
وقالت "جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني"، إن شابيّن فلسطينيّيْن أصيبا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، عقب اقتحامها أمس، لبلدة كفر عقب الواقعة شمالي القدس المحتلة".
وأفادت بأن "طواقمها تعاملت مع إصابتين بالرصاص الحي؛ إحداهما خطيرة حيث تم نقلها للعلاج في المشافي بالقدس المحتلة، في حين نُقلت الأخرى للعلاج في مشافي رام الله".
وأضافت أن "المُصاب الذي وُصفت حالته بـ "الخطيرة" يبلغ من العمر 16 عاماً وقد تعرّض لعيار ناري في منطقة الصدر، في حين يبلغ الآخر سن الـ 25 من العمر، وقد أصيب بالرصاص في قدمه."
وكانت قوات عسكرية إسرائيلية معززة قد اقتحمت بلدة كفر عقب، وفتحت نيرانها بكثافة في شوارع البلدة، وخاصة شارع المدارس، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع الطلبة والشبان الفلسطينيين الذين ردّوا برشق الحجارة على جنود الاحتلال.
فيما زعمت المواقع الإسرائيلية بأن "الفلسطينيين قرب مخيم قلنديا ألقوا الحجارة والزجاجات الحارقة باتجاه قوات الجيش التي ردّت بإطلاق النار بالهواء"، حسب مزاعمها.
وقد استكملت قوات الاحتلال عدوانها في الأراضي المحتلة؛ حيث شنّت حملة اقتحامات واسعة لمختلف أنحاء المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية، ودهمت منازل الفلسطينيين وعبثت بمحتوياتها؛ قبل أن تعتقل ثلاثة مواطنين وتنقلهم لجهة غير معلومة.
ورصدت الأنباء الفلسطينية "اعتقال قوات الاحتلال لشابين من قرية تل، غربي مدينة نابلس، وآخر من بلدة العيزرية، شرقي القدس المحتلة".
كما داهمت قوات الاحتلال بلدتي "خاراس" و"بيت أولا"، شمالي غرب الخليل، وسيّرت دوريات عسكرية في شوارعها، دون الإبلاغ عن اعتقالات، ومن ثم بلدة الخضر، غربي المدينة، وداهمت أحد المحال التجارية؛ قبل الاستيلاء على محتوياتها وكاميرات المراقبة منه.
وفي السياق ذاته، واصلت قوات الاحتلال فرض حصار وإغلاق على بلدة حزما، شمالي شرق القدس المحتلة، وقامت بنصب الحواجز العسكرية عند مداخل البلدة الفلسطينية؛ عقب إصابة ثلاثة إسرائيليين بجراح مختلفة جرّاء انفجار "عبوة ناسفة" في قوة إسرائيلية قرب مفترق حزما، في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس.