مسؤوليتنا جميعا في الحملة الوطنية للتطعيم

غداً يوم آخر في مسيرة الجهد الوطني لمكافحة وباء كوفيد 19. جهود استثنائية قامت بها الحكومة الأردنية ممثلة بوزارة الصحة للحصول على أكبر كمية من اللقاحات ومن مصادر متعددة، وهي مهمة ليست سهلة كما يتوقع البعض، فدول العالم وخاصة التي تملك إمكانيات مالية هائلة تتسابق للحصول على الحصة الأكبر لتتمكن من تطعيم أكبر عدد من مواطنيها.اضافة اعلان
في لقاء مع معالي وزير الصحة وعطوفة الأمين العام لشؤون الأوبئة قبل أيام اطلعنا على خطة الوزارة للبدء بالحملة التي تبدأ صباح الأربعاء الموافق 13/1/2021، بدءاً من وصول اللقاح للمطار واستكمال الإجراءات والنقل والتخزين والاستعداد لأي طارئ قد يحدث سواء أثناء عملية النقل من المطار أو النقل الى المراكز الرئيسية ومنها الى المراكز الفرعية بما في ذلك سيارات التبريد ومولدات الطاقة الاحتياطية في حال انقطاع التيار الكهربائي أو حدوث ظروف جوية كالثلوج أو الأمطار او أي حدث قد يعيق نقل المطاعيم.
المهم في كل ذلك هو أن خطة الاستجابة الأردنية التي أعدها فريق وزارة الصحة بالتعاون مع مركز الأزمات بدءاً من موقع التسجيل وصولاً لكافة الترتيبات التي تضمن وصول المطاعيم إلى المواطن أو المقيم وكل من يتواجد على أراضي المملكة الأردنية الهاشمية الذين تنطبق عليه الشروط وضمن سلم أولويات طبي دقيق اطلعت عليه شركات إنتاج المطاعيم واللقاحات ومنظمة الصحة العالمية ولاقى استحسانها وإشادتها؛ بل إن هناك طلبا رسميا للحصول عليه وتوزيعه على العديد من الدول التي لا تملك تجربة للتعامل مع الأزمة.
الجهد الاستثنائي في الحصول وبوقت قياسي على المطاعيم -على الرغم من صعوبة ذلك-حيث تحقق ذلك بوصول دفعة من المطعوم الصيني الإماراتي سينوفارم ولقاح شركة فايزر وسيتوالى وصولها أسبوعياً بحيث يكون لدى الوزارة القدرة على إعطاء اللقاح لأحقاً لما يقارب من مائة ألف شخص شهرياً للوصول إلى ما تم التعاقد عليه وهو يقارب نسبة العشرين بالمائة سواء بشكل مباشر أو من خلال تحالف كوفاكس؛ ولكن الوزارة لا تمانع في جلب المزيد من اللقاحات طالما أن هناك من يرغب بالتطعيم مهما كان عددهم.
التحدي الذي يواجه الحملة الوطنية للتطعيم ضد كوفيد 19 ليس فقط في صعوبة الحصول على كميات كافية من اللقاحات في ظل تنافس عالمي بل في حجم الضخ الإعلامي والإشاعة التي تملأ الفضاء العام وتشكك في سلامة ومأمونية المطاعيم، وهو ما لا يقتصر على الأردن بل تسود هذه الموجه العالم كله.
الخبراء والمختصون وهم أصحاب تجربة علمية مهمة يتصدون بشكل حثيث ومستمر للتأكيد على أن المطاعيم آمنة وسليمة. ولعل كثافة حضور وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات والدكتور وائل هياجنة والدكتور عزمي محافظة ومعظم أعضاء لجنة الأوبئة والأطباء المختصين في مجال مكافحة الأوبئة والفيروسات للتأكيد على سلامة وأهمية أخذ اللقاح تبين أنه السبيل الوحيد للعودة لحياتنا الطبيعية وتجنب الإصابات المباشرة التي تعني فقدان الكثيرين لحياتهم وأن المهم اليوم المقارنة بين خطورة الإصابة بالوباء واحتمالية فقدان الحياة وأخذ المطعوم الذي لن تتجاوز آثاره مجرد أعراض بسيطة قد لا تظهر أصلاً.
لا تقع المسؤولية اليوم فقط على الحكومة ممثلة بفريق إدارة الأزمة صحياً بل تطال كل وسائل الاعلام والمؤثرين من خلال حثّ الجميع على تحكيم العقل والمنطق بالدعوة للتسجيل على الموقع المخصص وعدم الإنصات لكل محاولات التشكيك ونشر الإشاعات التي تعتمد على كلام عبثي ينشر على منصات التواصل الاجتماعي دون سند علمي وحثّ الناس على تلقي المعلومة الدقيقة من مصدرها وهو وزارة الصحة ولجنة الأوبئة والقامات الطبية التي يحق لبلدنا أن يفتخر بها.
من يريد ان تعود الحياة لطبيعتها عليه ان يبادر لطعم حملة التطعيم وان لا يلتفت لكل الكلام العبثي الذي لا يستند للعلم وتدحضه تصريحات العلماء والخبراء.