مسؤول أميركي: روسيا تخاطر بالسقوط في مستنقع بسورية

طائرة حربية روسية -(أرشيفية)
طائرة حربية روسية -(أرشيفية)

المنامة -  قال أنتوني بلينكن نائب وزير الخارجية الأميركي أمس إن تدخل روسيا في الصراع السوري سيعود عليها بعواقب غير متوقعة تجرها إلى مستنقع وتنفر منها المسلمين السنة في أنحاء المنطقة.اضافة اعلان
وتشن الولايات المتحدة حملة جوية ضد تنظيم "داعش" وتدعم أيضا جماعات غير جهادية معارضة للرئيس السوري بشار الأسد بينما تستهدف الضربات الجوية الروسية إبقاء الأسد في السلطة.
وقال بلينكن في مؤتمر أمني في المنامة "المستنقع سيتسع ويزداد عمقا‭‭ ‬‬وسيجر روسيا إليه بشكل أكبر. سينظر إلى روسيا على أنها في رباط مع الأسد وحزب الله وإيران مما سينفر ملايين السنة في سورية والمنطقة بل وفي روسيا نفسها."
وقال الزعيم السوري المعارض خالد خوجة في المنامة إن شهرا مر منذ "الاحتلال الروسي" وقتل أكثر من 1400 جميعهم مدنيون في مناطق خارج نطاق سيطرة تنظيم "داعش".
وشاركت السعودية وإيران معا ولأول مرة في محادثات استضافتها فيينا الجمعة لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية.
لكن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال في مقابلة تلفزيونية أمس إن على روسيا وإيران الاتفاق على موعد وسبل رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة وعلى سحب كل القوات الأجنبية الداعمة له من سورية.
وعند سؤاله في المنامة متى يتعين القيام بذلك أجاب قائلا إنه يجب عليه أن يرحل بعد ظهر اليوم وإنه كلما كان ذلك أقرب كان أفضل. وأضاف أن الرياض تدرس في نفس الوقت تعزيز دعمها للمعارضة السورية المعتدلة من خلال تزويدها بأسلحة قتالية لكنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل في هذا الشأن.
وقال بلينكن إن تدخل روسيا يمكن أن يزيد من نفوذها على الأسد لكن الصراع سيخلق أيضا "حافزا مقنعا لروسيا للعمل من أجل -وليس ضد- الانتقال السياسي."
وأضاف "لن تقدر روسيا على مواصلة هجومها العسكري على كل من يعارض حكم الأسد الوحشي. التكلفة ستزداد يوما بعد يوم فيما يتعلق بالمصالح الاقتصادية والسياسية والأمنية."
وعن إيران قال بلينكن إن الولايات المتحدة ما تزال تركز تماما على ما وصفه بتصرفات طهران غير المقبولة في أعقاب التوصل لاتفاق نووي مع القوى العالمية بما في ذلك دعم الإرهاب في المنطقة.
وأضاف أن انخراط الولايات المتحدة في الشرق الأوسط أعمق من ذي قبل وهو انخراط واسع يتجاوز الجانب العسكري. وقال إنه ليس هناك حل عسكري للحرب في سورية.
كانت الولايات المتحدة كشفت الجمعة عن خطط لنشر قوات برية في سورية لأول مرة في إطار محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وتسعى واشنطن لطمأنة حلفائها في الخليج إلى أن عزوفها عن المشاركة الفعالة في الجهود العسكرية لإزاحة الأسد عن السلطة لا يعني أنها تدير ظهرها للمنطقة وحلفائها العرب.
وشارك في مؤتمر المنامة وزراء ودبلوماسيون ومسؤولو مخابرات من بلدان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخليج علاوة على الولايات المتحدة وبريطانيا. وشارك فيه أيضا دبلوماسيون روس مقيمون بالخليج.
وخلال المؤتمر قال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إنه يرى أن الدعم الإيراني للتخريب في البلدان العربية يشكل تهديدا لا يقل خطرا عن تهديد "داعش".
وقال وزير الخارجية السعودي إنه يأمل أن تستغل إيران الإيرادات الإضافية التي ستتدفق عليها بعد الاتفاق النووي في تطوير اقتصادها وليس استخدامها في سياسات عدائية.
وتدعم الولايات المتحدة التحالف العربي الذي يقاتل في اليمن للحيلولة دون سيطرة الحوثيين المدعومين من إيران على السلطة.
وفي الشأن اليمني قال بلينكن إن اليمنيين في حاجة ماسة للمساعدات ولا يمكنهم الانتظار أطول من هذا لإحلال السلام مضيفا أنه يتحتم "على كل المعنيين" السماح بوصول مساعدات الإغاثة الإنسانية إلى كل من يحتاجها.
وقال الجبير إنه يعتقد أن الصراع في اليمن يدخل مرحلة أخيرة مستشهدا بالنجاحات العسكرية التي حققها التحالف الذي تقوده السعودية.
من جهته، لم يستبعد وزير الخارجية الأميركي جون كيري في بشكيك ارسال مزيد من القوات الخاصة الى سورية لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية.
واضاف كيري في عاصمة قيرغزستان، خلال جولة في آسيا الوسطى، انه يؤيد تماما قرار الرئيس باراك أوباما ارسال قوات
 الى سورية.
وتابع انه لم يتم ارسال الجنود لمحاربة نظام الرئيس بشار الاسد، أو التورط في الحرب الاهلية السورية، ولكن ببساطة للمساعدة في القضاء على التنظيم المتطرف.
واوضح ان "تنظيم الدولة الاسلامية هو التجسيد الحديث للشر".
وقال ان "الرئيس اوباما اتخذ قرارا واضحا جدا وبسيطا تماما تماشيا مع سياسته التي تقضي بوجوب هزيمة وتدمير داعش".
واضاف "ليس قرارا للدخول في حرب اهلية في سورية، وليس قرارا او خيارا يركز على الاسد. انه يركز حصرا على داعش وزيادة قدرتنا على مهاجمته بسرعة أكبر والقيام بعمل أفضل للقضاء" عليه.
وردا على سؤال عما اذا كان يستبعد ارسال مزيد من القوات، اجاب كيري "لا أستطيع التنبؤ بما سيجلبه المستقبل عندما تكون سياستنا تدمير داعش، ومحاربة هذا الشر".
واضاف "لكنني اعتقد ان الرئيس اتخذ قرارا ادعمه واتفق معه".
وكان كيري يتحدث في مؤتمر صحفي مع وزير خارجية قيرغيزستان ارلان عبد الضيف مشيرا الى ان التنظيم المتطرف يجند مقاتلين من هذا البلد.
وقال الرجلان ان كلا البلدين سيعملان معا بشكل وثيق ضد هذا التهديد.-(وكالات)