مساحات العمل المرنة.. الحل الأنسب لمواجهة التكاليف الباهظة للمكاتب

13x1000
13x1000

كاترينا مانو*

دبي- تعد تكلفة تأسيس مكتب جديد من بين المصروفات الباهظة التي تتحملها الشركات. ووفقا لتقرير حديث، يتراوح سعر تجهيز مكتب جديد في أي مكان ما بين 36 ألفا و46 ألف درهم إماراتي؛ في حين تبلغ تكلفة استئجار مساحة مكتبية ما بين 350 و500 درهم لكل موظف شهرياً. في دولة الإمارات، تبدأ قيمة تكاليف إنشاء مكتب جديد مما يقارب 45 ألف درهم في السنة.اضافة اعلان
علاوة على ما سبق، ثمة المزيد من التكاليف المرتفعة الأخرى؛ فبالإضافة إلى النفقات الأولية للتجهيزات مثل معدات الحوسبة والبنية التحتية لاتصالات النطاق العريض والطابعات والخوادم والمكاتب والقرطاسية، تتحمل الشركات كذلك مصروفات مستدامة أخرى كالتأمين وفواتير التدفئة والكهرباء والصيانة.
وعند الشروع في اختيار مكتب جديد، يتصدر موقعه قائمة الأولويات التي يتم التركيز عليها، لتحديد مدى قرب الموقع من منطقة الأعمال التجارية، ومن الموردين والعملاء المحتملين، كما تود الشركات أن يكون في مقدورها الحصول على الخدمات المكتبية، والوصول إلى تسهيلات عقد الاجتماعات ومقابلة الشركاء التجاريين، بما يسمح لهم بترسيخ علاقات عمل متينة. ولسوء الحظ، فإن أفضل المرافق قد لا تكون دائما مطروحة للتأجير أو البيع عندما تحتاج الشركة إليها. لذلك، قد لا يكون العثور على المساحة المناسبة للمكتب أمراً سهلاً دائماً.
ومن جانب آخر، يلعب الموقع دوراً رئيسياً بالنسبة للموظفين أنفسهم. ووفقا لتقرير صادر عن شركة "ديليوت" للأبحاث، يفضل جيل الألفية إيجاد توازن أفضل بين العمل والحياة، وهو ما يمكن تحقيقه عن طريق الموقع المناسب لمكان العمل وما يشتمل عليه من مرافق عصرية وأجواء العمل نابضة بالحياة في محيطه، فضلاً عن توفر المطاعم وأماكن الترفيه، وبما يتيح تنقلا مُيسرا وبأسعار معقولة للموظفين. وقد تكون مساحات العمل المرنة أحد البدائل للشركات التي تتطلع إلى خفض تكاليف الشركات الناشئة، وتوفير توازن أفضل بين العمل والحياة.
وتتمتع دولة الإمارات بمجتمع حيوي ومتناغم لرواد الأعمال الشباب والشركات الناشئة التي تبحث عن مساحات مكتبية نشطة ومجهزة بأحدث المعدات والتقنيات لتلبية متطلبات أعمالهم وعملائهم. وهنا نستطيع القول إن مساحات العمل المرنة هي أحد الحلول الفعالة، خصوصاً مع ما توفره من مكاتب مزودة بخدمات متكاملة وشاملة، بما في ذلك الإنترنت فائق السرعة والأثاث المكتبي والتجهيزات الفعالة؛ فضلاً عن أحدث التقنيات التي تسمح بعقد المؤتمرات الفيديوية، والمعدات السمعية والبصرية والإنترنت الآمن المخصص للاتصالات التجارية، وشبكات الواي فاي وسماعات الهاتف والخطوط الهاتفية، حتى يتمكن المستخدمون من أداء أعمالهم على أكمل وجه وتحقيق الاستفادة القصوى.
وعلى صعيد متصل، تزداد شعبية العمل عبر الأجهزة المحمولة؛ ومن أجل ذلك، يبحث الأفراد عن أماكن احترافية لملاقاة العملاء أو شركاء العمل ليزداد الطلب على المساحات المكتبية المرنة والوحدات. وبما أن الأعمال التجارية أصبحت تمارس أكثر أثناء التنقل، فإن الطلب على مساحات العمل المرنة سيشهد مزيداً من الارتفاع. وهنا تعمل الرقمنة على تغيير طريقة أداء الناس لأعمالهم؛ حيث يؤدي حالياً 53 % من العاملين في جميع أنحاء العالم أعمالهم عن بُعد لنصف أسبوع العمل على الأقل.
وتتمتع أماكن العمل المرنة بالعديد من المزايا التي تجعلها خيارا أكثر تنافسية مقارنة بالمساحات المكتبية التقليدية؛ وتسهم بشكل عام، في زيادة الإنتاجية للشركات، وتوفر للموظفين ساعات طويلة كانت تضيع في الوصول إلى المكاتب؛ كل ذلك يساعد الشركات على تجنب العناء في التجهيز، فضلاً عن العمل ضمن بيئة عمل ممتعة وبالتالي تعزيز استبقاء الموظفين.
ومن خلال هذه المساحات، يعمل الموظفون العصريون ضمن أجواء عمل صحية ومنفتحة؛ كما يمكنهم التمتع بنظم العمل المرن من خلال بيئات المكاتب المميزة والاستفادة من جميع العناصر التي يشتمل عليها نموذج مساحة العمل المرنة. وقبل كل شيء، يتم التركيز على راحة وسعادة الموظفين بشكل جيد، كما تساعد المرافق مثل المطبخ المشترك وصالات العمل ومناطق الاستراحة على خلق شعور مجتمعي رائع، ناهيك عن زيادة الإنتاجية بين الموظفين.
لقد أصبح واضحاً أن الحضور الذي باتت تتمتع به مساحات العمل المرنة سيواصل حصد الزخم؛ حيث تبدأ المزيد من الشركات في التحول إلى العمل المرن لتقليل النفقات الرأسمالية والتشغيلية، أو اختيار مواقع عمل مرنة أفضل لمساعدتها على التخلص من الأصول غير الضرورية وإدارة المخاطر وتوطيد محفظتها.

*نائب الرئيس الإقليمي في "ريجس"