مساحة نقاش على تويتر "الغد": هل تبرر الدوافع فعل الانتحار؟

مبنى صحيفة الغد في عمان-(أرشيفية)
مبنى صحيفة الغد في عمان-(أرشيفية)

غادة الشيخ

عمّان - كشف حجم التفاعل مع حلقة برنامج "مساحة نقاش" أول من أمس، التي حملت عنوان "الانتحار ..هل تبرر الدوافع الفعل؟"، الذي يبث على حساب "الغد" على "توتير"، عن حجم الألم الناجم عن فقدان الأمل لدى أشخاص يفضلون إنهاء حياتهم بعد شعورهم بالهزيمة أمام معاركهم ضد اليأس.اضافة اعلان
وتزامنت الحلقة، مع أخبار تفاعل معها أردنيون مؤخراً تناولت الحديث عن حالات انتحار كان آخرها حرق شخص نفسه في منطقة الجسور العشرة، والتي قرعت جرس التنبيه عن حالة بائسة يمر بها شباب أردنيون وتحتاج إلى تسليط عين الاهتمام عليها.
وفي دراسة رسمية صدرت الشهر الماضي، سجل العام 2020 أعلى معدلات انتحار في الأردن منذ خمسة أعوام، وصلت إلى 152 حالة، بزيادة قدرها 33 حالة على العام 2019 الذي وصل فيه عدد حالات الانتحار إلى 119 حالة.
وكان رأي المغرد أحمد الزبون في مداخلته في البرنامج، أن ارتفاع حالات الانتحار في الأردن سببه الرئيسي الفقر، مضيفا: "حتى لو أخفت حكومة عمر الرزاز دراسة الفقر عن الناس، لكننا نعلم أن هذه الآفة تنهشنا وتدمر الشباب".
وقال: "يجب أن ننظر بعين الخوف إلى حالات الانتحار التي تحدث، وعلى الحكومة أن تضع خطة تعاف اجتماعي، إضافة إلى خطط التعافي الاقتصادي، فالأمل لدى الشباب الأردنيين انعدم، وهم بحاجة إلى التعافي".
ولدى سؤاله عن شعوره عندما يقرأ خبر انتحار أجاب الزبون: "ينتابني شعور سيئ ومؤلم جداً، خصوصاً أننا في السابق لم نكن نسمع عن هذه الأخبار بالحجم الذي نقرأ عنه مؤخراً".
بدوره، عزا المغرد محمد وليد في مداخلته الأسباب التي تؤدي إلى الانتحار، إلى الضغوطات الاجتماعية والاقتصادية خصوصاً لدى فئة الشباب، حيث بات الشاب يشعر أن جميع الأبواب أمامه مغلقة، ولا يوجد اهتمام حكومي به، حتى أبواب الهجرة باتت مغلقة بسبب ظروف جائحة كورونا.
وأضاف أن "الشاب الذي يعاني من اليأس، يرى في الوقت ذاته المحسوبية والفساد يتغللان في مجتمعه، ويحرمانه من حقه في الحصول على عمل وحياة كريمة"، معتبرا أن الحلول للحد من الانتحار ليس بيد المجتمع بل بيد الحكومة.
وفي مداخلته، اعتبر المغرد عدي أبو زيد أن الانتحار "له ثقافات تختلف باختلاف المجتمعات، لكن تتوحد دوافعه في الوطن العربي بشكل عام والأردن بشكل خاص، وهو الشعور أن أساسيات الحياة لدى من يقدم على الانتحار غير موجودة".
ويضيف: "الظروف الاجتماعية والاقتصادية صعبة جداً، والفقر والجهل والأمراض هي ثالوث يعزز من الشعور باليأس وعدم الرغبة باستكمال الحياة، والحل يكمن بالعدل لأنه أساس الحكم، فمن ينتحر يشعر مسبقاً أنه تعرض للظلم وحرم من العدالة، خصوصاً عندما يرى فرصا فلكية تتاح لغيره بسبب الواسطة والمحسوبية".
من جهته، اعتبر المغرد عمر الطويل في مداخلته أنه "من الأجدى أن يكون تركيز وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على أخبار قصص النجاح وليس قصص لا تشكل ظاهرة في الأردن مثل الانتحار".
وبين أن "الأسباب التي تؤدي إلى الانتحار هي فقدان الأمل والاكتئاب، وبشكل عام الأمراض النفسية"، مضيفا: "من المستحيل أن تكون الدوافع طبيعية، بل هي مرضية نفسية بامتياز".
واقترح أن يقدم الحقوقيون والحكومة، ممثلة بوزارة التنمية الاجتماعية، حلولا مترجمة على شكل دراسات علمية واجتماعية تحد من الانتحار.
فيما جاءت وجهة نظر المغرد أسامة بني حمد لتقول إن "من يتجه إلى الانتحار ليس بالضرورة أن يكون مريضاً نفسياً، بل هناك أسباب أخرى مثل الضغوطات المجتمعية"، معتبراً أن "هلاك أي دولة هو الجهل، والفقر، والمرض، وللأسف هذه العوامل موجودة إلى حد ما في الأردن".
واعتبر أن "غياب الوازعين الداخلي (الدين والتربية)، والخارجي (قوة القانون) عاملان مهمان لنوايا الانتحار، وعندما يشعر شخص أن كل أبواب تحقيق آفاقة مغلقة ويصطدم كل يوم بارتفاع المعيشة وعدم تناسبها مع حجم الرواتب، فيما الدولة لا تضع حلولا لها، فقد يدفعه ذلك إلى فخ اليأس وانعدام رغبة الاستمرار بالحياة، ناهيك عن شعور الشخص بالعوز والظلم المجتمعي وعجزه عن تلبية احتياجاته الأساسية"، متسائلا: "ماذا نتوقع من هذا الشخص؟".
واقترح حلولا لوقف حالات انتحار، من خلال استثمار قوة تأثير مواقع التواصل الاجتماعي واستغلالها لبث رسائل توعوية وحملات إلكترونية، وجعل المشاهير والمؤثرين على تلك المواقع يتبنون تلك الحملات، كما اقترح على الحكومة أن تقوم بحملات توعوية، مثل الرسائل النصية من خلال وزارة الاتصالات، ونشر هذا النوع من الرسائل في الشوارع والحافلات.
وبحسب رأي المغرد مؤيد الخطيب، فإن "عنوان الحلقة يلامس هما نعيشه، والانتحار في النهاية هو إعلان شخص عن انهزامه أمام عدة معارك واجهها سواء كانت نفسية، أو ظروفا اقتصادية أو اجتماعية".
والحل في رأيه: "توعية هذه الفئة من الأشخاص بضرورة أن ينتصر أمام تلك المعارك من خلال إضعاف عدوه الذي قد يكون الفقر، وتذكيره أنه مهما كانت الدوافع ضاغطة، فهناك من مروا بظروف أصعب وأكثر قهرا منها واستطاعوا أن يهزموا عدوهم".
وعزت المغردة تالين المجالي السبب الرئيسي للانتحار من منطقة "اللاوعي للشخص الذي يقدم على ذلك، فهناك جانب لا إرادي في داخله يجبره على إنهاء حياته"، معتبرة أن الظروف القاهرة التي ارتفعت حدتها مع جائحة كورونا عززت شعور النفور المجتمعي واليأس وفقدان الأمل.
ووفق رأي المغرد معاوية ريالات، فإن "للانتحار سببين متناقضين، هما الجرأة الزائدة والضعف الشديد، وكلها تتمحور حول الشعور بالفراغ والاكتئاب، وليست مرتبطة بظروف محددة، حيث إنها تحصل في أرقى المجتمعات، لكن عواملها مرضية".
أما أهم دوافع الانتحار في الوطن العربي بالنسبة للمغرد الليبي فرج عناب، فهي "المشاكل الاجتماعية والضغوطات النفسية، حيث يلجأ بعض الأشخاص إلى خيار الهروب إلى الأمام والانتحار من دون أن ينظروا إلى الخلف، وكان الأجدى أن يبحثوا عن حلول لمشاكلهم حتى يخرجوا منتصرين في معاركهم بدلاً من أن يتخذوا الطريق الأسهل وينهوا حياتهم".