"مسار" و "رواد الخير" يساندان الأسر العفيفة في القرى النائية

جانب من مشروع حفر الآبار في القرى النائية- (من المصدر)
جانب من مشروع حفر الآبار في القرى النائية- (من المصدر)

تغريد السعايدة

عمان- كالأعوام السابقة، وقت يهب نداء الخير في الشهر الفضيل، وفي كل وقت تحتاج فيه العديد من العائلات المعوزة إلى من يقدم لها يد المساعدة، يتطلب عمل الخير المساعدة ممن تتوفر لديهم إمكانات الوصول للعائلات في أطراف القرى النائية، كما تحرص على تحقيق ذلك مبادرة "مسار الخير" للتنمية المستدامة. وبالتعاون مع عدة جهات داعمة، قال مؤسس مبادرة مسار الخير محمد القرالة، إن العمل على تنظيم الفعاليات الخيرية الرمضانية انطلق قبل حلول الشهر بأيام، حتى نتمكن من إيصال المساعدات في الوقت المناسب.اضافة اعلان
وأضاف القرالة، كانت الانطلاقة بالتعاون مع جمعية "رواد الخير" لبناء المجتمع المحلي، و"مسار الخير"، وبدعم من محلات "جبنالك" في عمان وأهل الخير، في حملة توزيع الطرود الغذائية، مستهدفين الأهل في مختلف مناطق المملكة معلنين البدء في تلقي الدعم من المجتمع المحلي، ومتعاونين في خدمة التوصيل والتوزيع حسب البرامج المحددة.
وأوضح القرالة في حديثه لـ "الغد"، أن الدعم والمساعدة مستمر طيلة العام، فيما في شهر رمضان يكون بشكل مضاعف، عدا عن تغيير طبيعة المساعدات في الوقت ذاته بسبب جائحة كورونا، والحد من إقامة التجمعات وموائد الرحمن، لذا فإن المساعدات الآن تعتمد على توزيع المواد الغذائية، وتقوم العائلات بإعداد وجباتها في البيت، للحد من التقارب الجسدي حماية لهم من تبعات الجائحة.
الحملات شملت مختلف محافظات المملكة، كما بين القرالة، بيد أن المناطق الأقل حظا والأكثر كثافة في عدد السكان كان لها النصيب الأكبر من الدعم، بسبب زيادة أعداد الأسر المحتاجة والمتضررة جراء الوضع الاقتصادي للكثير منهم، وخاصه في ظل كورونا.
وشملت الحمله الأولى في التوزيع ما يقارب (350) طرداً غذائياً، في المناطق الشمالية والوسطى والجنوبية والمخيمات والبوادي الشمالية والغربية، وتخصيص عدد جيد للأسر التي تعتمد على عمالة أطفالها لإعفائهم، وحمايتهم من مخاطر العمل.
وحول عمالة الأطفال، قال القرالة، إن المسار ورواد الخير يعمدون خلال هذه الفترة على تقديم المشاريع الإنتاجية المستدامة للعائلات التي تضم عمالة أطفال في سبيل حماية الأسرة من الحاجة إلى توظيف أبنائها في أعمال مهنية خطيرة عليهم جسديا وتربويا وتعليميا، لذا فقد تم تنظيم عدة مشاريع بيتية مميزة تدر دخلا على العائلة، وتساهم في عودة الطفل للدراسة، مشيرا إلى أن هذه المشاريع المنزلية تتميز بالآثر الربحي السريع، ويغني الأسرة عن الحاجة المستمرة للمساعدات.
ومن المشاريع الرائدة التي عمدت مسار الخير إلى تفعيلها خلال الفترة الماضية، المشروع الخاص بمتابعة الطلبة في القرى النائية من الناحية التعليمية، وخاصة ممن يفتقر أهاليهم إلى توفر الكهرباء لديهم، ما يجعل من الصعوبة أن يتابع الطلبة دروسهم، لذا تم توفير شاشات تلفزيونية لبعض المنازل التي يتوفر لديها كهرباء، ثم تجميع الطلاب في تلك المنازل، ومتابعة الدروس من خلال متطوعين من الأهالي في تلك المناطق.
كما تم توفير أجهزة محمولة لطلبة الثانوية العامة في تلك القرى من أجل مساعدتهم على متابعة الدروس المخصصة لهم ومساعدتهم على تخطي هذه المرحله الدراسية بنجاح.
ويعتبر القرالة هذا المشروع من المتابعات المهمة التي عمد المسار إلى الاهتمام بها، خاصة الحياة الصعبة التي تقسو على أهالي القرى في ظل جائحة كورونا حاليا.
ومن ناحيه أخرى، ومن ضمن المشاريع التي عمل مسار الخير على تحقيقها قبيل رمضان كان مشروع توفير المياه الصالحة للشرب للمواطنين في عدة قرى نائية كذلك، كما في قرية جديا ووادي الموجب، حيث تم حفر آبار مياه، ليستفيد منها السكان خلال شهر رمضان، وعلى المدى البعيد كذلك.
وبالتعاون مع جمعية رواد الخير، تم التنسيق لعقد اتفاقية متابعة وصيانة المشاريع السابقة التي قام المسار بإنشائها في عدة مناطق في المحافظات، إضافة إلى تنظيم مشاريع خيرية جديدة في الوقت الحالي والمقبل.
مدير جمعية رواد الخير أحمد البطاط أكد أن هذه الحملة تهدف لدعم سلسلة المشاريع ذات الأثر السريع التي أطلقتها "رواد" و"مسار الخير" في قرى ومحافظات المملكة للحد من عمالة الأطفال والمساهمة في التنمية المستدامة، فيما ثمن القرالة هذا التعاون، ومساهمة كل الجهات الداعمة في الحملة.

طرود الخير التي تقدمها الحملة- (من المصدر)