مساهمة أردان في نجاح الـ BDS

هآرتس

جدعون ليفي

10/9/2018

الوزير جلعاد أردان هو نجاح كبير لـ BDS. وزارة الشؤون الاستراتيجية هي نجاح كبير لـ BDS، أيضا قانون المقاطعة. وكل ناشط من أجل حقوق الانسان، المطلوب من قبل إسرائيل، او تم التحقيق معه في مطار بن غوريون، هو نجاح لـ BDS. كذلك رسالة اتحاد الاذاعات الاوروبية هو نجاح لحركة المقاطعة الدولية لإسرائيل.اضافة اعلان
أكثر من الغاء زيارة المغنية لينا دل راي، اكثر من نقل مصنع "صودا ستريم" من الضفة إلى النقب. ومن نجاحات المقاطعة الاقتصادية، الاكاديمية والثقافية فقد نجحت حركة المقاطعة في مكان آخر بدون أي جهد، ربما حتى بدون أن تقصد ذلك. لقد نجحت الـ BDS في تخريب الذخر الاهم للاعلام الإسرائيلي، الصورة الديمقراطية والليبرالية لإسرائيل في العالم. كان ذلك هو بالتحديد اتحاد الاذاعة الاوروبية، وهي منظمة ليست سياسية بعيدة جدا عن الـ BDS، التي احسنت وصف ابعاد الضرر على إسرائيل: هذا الاتحاد قارن بينها وبين اوكرانيا وأذربيجان في الشروط التي وضعتها لاجراء مسابقة اليوروفيجين في حدودها. أوكرانيا وأذربيجان واللذان لا يعتبرهما أحد بجدية دول ديمقراطية. هكذا إسرائيل تعتبر الان في نظر مخرجي مسابقة الاغاني.
هكذا هي إسرائيل في لغة الاف- ني، في الجديدة "حي حي شعب إسرائيل حي". ولكن ليس في اليوروفيجين. مرتان جرت المسابقة في القدس ولم يفكر احد في وضع شروط للمحافظة على حرية المشاركين. الان يجب ذلك. وذلك لكي يتم ضمان منذ البداية وكتابة ما هو مفهوم ضمنا في الديمقراطية: حرية دخول وحركة لكل من سيحضرون للمسابقة. في إسرائيل مثلما هو الامر في اوكرانيا وأذربيجان هذا لم يعد مفهوما ضمنا. في الـ 13 عام من وجودها لم تكن الـ BDS تستطيع ان تحلم على انجاز اكبر من هذا.
الفضل الأساسي يعود بالطبع لحكومة إسرائيل، التي شنت حرب على الـ BDS، وبهذا قدمت أحد المساهمات الكبرى للحركة. مع رجل عسكري مثل الوزير أردان الذي يثور على التدخل في "التشريع الذي تسنه دولة ديمقراطية" ولا يفهم البشاعة الموجودة في اقواله، ومع وزارة حكومية ليست سوى شرطة افكار دولية، فان الحكومة تقول للعالم: إسرائيل ليست كما اعتقدتم. لقد اعتقدتم لسنوات ان إسرائيل هي ديمقراطية ليبرالية. إذا اغمضتم عيونكم عن رؤية ما يجري في ساحتها الخلفية.
اعتقدتم ان الاحتلال منفصل عن الدولة، وان بالإمكان القيام به في دولة ديمقراطية حيث انه بالتأكيد امر مؤقت وسينتهي بعد لحظة. وعلى الاقل إسرائيل السيادية هي جزء من الغرب. ولكن الامر ليس كذلك. الحكومة مزقت القناع. ليس فقط يجب على الـ BDS ان تشكرها أيضا كل محبي حقوق الانسان. الحرب ضد الـ BDS، وهي حركة احتجاج شرعية ليست عنيفة، جرّت إسرائيل إلى مواقع جديدة.
عمر برغوثي ورفاقه يمكنهم ان يفركوا ايديهم برضى وبفخر. هم ينجحوا في البدء بتفكيك النظام الساري أيضا داخل إسرائيل. ليس هنالك ديمقراطية بوجود وزارة للشؤون الاستراتيجية التي تتجسس على منتقدي الدولة والنظام في أرجاء العالم. ويجهز قوائم سوداء للمرفوضين من الدخول حسب ارائهم او نشاطهم السياسي. ليس هنالك ديمقراطية تسأل على الحدود ضيوفها عن ارائهم كشرط لدخولهم. ليس هنالك ديمقراطية تنقب في حواسيب ضيوفها وبنمط حياتهم، لدى دخولهم وخروجهم. أوكرانيا وأذربيجان ربما يتصرفان هكذا وكذلك تركيا وروسيا.
أيضا سابقا كان بالامكان ويجب الادعاء أن إسرائيل لا يمكن أن تعتبر ديمقراطية بسبب الاحتلال. ولكن الان اجتازت إسرائيل الحدود. هي لم تمحو فقط الخط الاخضر بل بدأت بعملية ضم تشمل نسخ تدريجي للنظام من الضفة نحو الغرب. المسافة بين كلا النظامين، في المناطق وإسرائيل ما زالت كبيرة، ولكن تشريع السنوات الاخيرة بدأت في تقليصها.
شباك العرض الفاخر بالدولة مع كل اضواء النيون الساطعة وحفيف اوراق السلفان للحرية والمساواة، فإن اعضاء كنيست وصيادلة عرب وحياة الليل الصاخبة وكل باقي التألقات الاخرى بدأت في التصدع. في اليوروفيجين فهموا ذلك.