مستشارة نتنياهو السابقة: مطلب "يهودية الدولة" هدفه إفشال المفاوضات

برهوم جرايسي

الناصرة - أكدت المستشار الإعلامية السابقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة مطولة نشرت أمس، أن نتنياهو طرح مطلب اعتراف الفلسطينيين بما يسمى "يهودية دولة إسرائيل" هدفه إفشال المفاوضات، وشددت على أن نتنياهو رفض بلورة استراتيجيات وسياسات جريئة لإنهاء الصراع، من منظور حسابات حزبية، وأيضا نظرا لخلفيته السياسية هو وعائلته.
وقالت د.أوريت غليلي تسوكر، التي كانت المستشارة الإعلامية الأولى في مكتب رئيس الوزراء، حتى قبل أشهر قليلة، إنها عملت إلى جانب نتنياهو رغم خلفيتها السياسية ذات الميول "اليسارية"، على أمل أن يغير نتنياهو شيئا ما في السياسة العامة، ويقود عمليات سياسية تاريخية، إلا أن نتنياهو اختار أن يكون القائد الذي يهدف إلى "مكافأة شركائه" بتطبيق أجنداتهم السياسية، وليس القائد الذي يبلور السياسات والقادر على إحداث التغيير. وشدد غليلي تسوكر، على أنها وطاقم العاملين معها، عرضوا على نتنياهو مرارا أبحاثا واستطلاعات تؤكد أن الجمهور سيتقبل عمليات سياسية تاريخية يبادر لها نتنياهو، وأنه بالفعل سيحصل على مردود انتخابي، حتى لو ظهر له الوضع مخالفا بداية، إلا أن نتنياهو رفض كل هذه الأبحاث واختار المسار الذي من شأنه أن يعزز تحالف اليمين المتطرف، ما يعني أن نتنياهو عمل كل ما هو مضمون من ناحيته ليبقى في منصبه ومكانته.
وقالت غليلي تسوكر، إنه في الوقت الذي كان على نتنياهو أن يتخذ فيه قرارات حاسمة، مثل، أن يذكر حدود 1967، وأن يطلق كل الأسرى الذين يقبعون في السجون منذ ما قبل اتفاقيات أوسلو، بمن فيهم أسرى 48، كان نتنياهو يتراجع خوفا من أن يخسر الحكم، ولهذا أبقى خطابه الذي أعلن فيه موافقته على "دولتين لشعبين" فارغ المضمون.
وردا على سؤال حول مطلب نتنياهو ليتعرف الفلسطينيون "بيهودية إسرائيل"، قالت غليلي تسوكر، "بالتأكيد إن هذا الشرط الذي وضعه نتنياهو مع بدء المفاوضات مع الفلسطينيين، كان يهدف إلى جر الاتصالات "إلى لا مكان"، فنتنياهو منذ البداية ناور في المفاوضات كي يحصل من الأميركان على عام إضافي دون ضغوط، من أجل أن ينظم نفسه حزبيا، وعلى نفس الأساس عرض نتنياهو في الايام الأخيرة سن قانون "دولة القومية اليهودية"، من أجل ضمان هدوءا في حزبه، فخط العمل الذي يتبعه نتنياهو يهدف دائما إلى كسب الوقت من أجل البقاء في منصبه، وهو منشغل بهذا الهدف أكثر من انشغاله في مسألة الصراع".
وردا على سؤال حول خطة نتنياهو العامة، قالت غليلي تسوكر، "حسبما هو معلوم لي، فإن الخطة التي وضعها قبل عام كانت تقضي بطرح مطلب الاعتراف بيهودية الدولة، وكدول الشعب اليهودي، مع معرفته المسبقة أن (الرئيس) أبو مازن لا يستطيع بدء المفاوضات بشرط كهذا، والاحتمال الوحيد لهذا المطلب كان يمكن أن يكون في نهاية المفاوضات، حينما يتم الإعلان عن دولتين قوميتين، ولكن نتنياهو طرح هذا المطلب كي يتجنب الخوض في مسألة حدود الدولة التي كان عليه أن يعرضها، إلى جانب مسألتي المستوطنات والقدس، وكان نتنياهو على علم بأن تسيبي ليفني لا تستطيع الاعتراض على هذا المطلب، لأنها هي التي طرحت هذا المطلب في الماضي".
وشددت غليلي تسوكر، على أنه لم تكن لنتنياهو خطة لحل الصراع، "ولكن خلافا لوزرائه المتطرفين، فهو يعرف تماما ماذا ستكون نتيجة عدم التوصل إلى حل، ولكن لأسفي، فمن أجل أن يعزز حكمه، كان عليه أن يُفرط في تقديم تنازلات ضخمة لليمين المتطرف في حزبه الليكود".
ولكن غليلي تسوكر، تشير أيضا إلى أن نتنياهو متأثر أيضا بما أسمته "ميراث عائلته" بقصد السياسة اليمينية المتطرفة التي كان يتبعها والده بنتسيون نتنياهو.

اضافة اعلان

[email protected]