مستشفى الملكة رانيا في البترا.. نقص الكوادر ونقلها بـ"الواسطة" يربك الخدمات

مستشفى الملكة رانيا العبدالله في البترا-(الغد)
مستشفى الملكة رانيا العبدالله في البترا-(الغد)
حسين كريشان البترا - كشفت مصادر طبية عاملة في مستشفى الملكة رانيا العبدالله بلواء البترا، أن ما يعانيه المستشفى من نقص في كوادره الطبية والتمريضية والفنية، ومن ارباك في خدماته، مرده "الواسطة والمحسوبية" التي تتدخل بنقل أطباء وعاملين فيه، دون تقديم بدلاء لهم. ووفق مدير المستشفى محمد النوافلة، فإن عمليات نقل الكوادر الطبية الى مستشفيات في محافظات أخرى، يتسببت بتراجع خدمات المستشفى، بخاصة ونحن نعاني من تبعات جائحة كورونا، الى افتقار المستشفى لأجهزة طبية ضرورية، وعدم توافر الأدوية على النحو المطلوب، ما يربك عمله ويفاقم معاناة مراجعيه من المرضى. كما ردت مصادر فضلت عدم الكشف عن اسمها، عملية نقل الكوادر الطبية في المستشفى، إلى وقف تعيينات وزارة الصحة للأطباء والعاملين في المجال الصحي داخل المستشفى، باستثناء تعيين قابلة قانونية واحدة، مؤكدة ما أفصح عنه النوافلة، من أن عمليات النقل تتكرر، وتحدث بصورة مفاجئة بين فينة وأخرى. ولفتت الى أن عمليات النقل هذه، تجري دون توفير بدلاء للمنقولين، وانها تأتي بضغوطات من بعضهم. ولم يقتصر النقل فقط على التسبب بضعف خدمات المستشفى التي تحتاج أساسا الى تطوير وتحسين، لكن ما يشهده مثلا قسم الإسعاف الطوارئ، بعد نقل 5 أطباء منه مؤخرا، من أصل 11 طبيبا، كشف عن أن بقاء 6 أطباء فيه، يتناوبون العمل بنظام الشفتات، يثير المخاوف من أن يؤدي ذلك الى عجز في النظام الصحي للمستشفى، لتغطية المرضى والحالات الطارئة، جراء الضغط الكبير على القسم. ولفتو إلى أن هذا النقل من قسم الطوارئ غير مبرر، بخاصة وان منطقة البترا يؤمها الزوار والسياح، ما يجعل حركة التنقل من والى المنطقة مستمرة، وبالتالي فإن التوقعات بوقوع حوادث سير أو غيرها من حوادث التنقل كبيرة، ما يتطلب جاهزية قسم الطوارئ باستمرار، وتجهيزه بالمعدات والكوادر على اكمل وجه. ولفتوا الى أن هناك مسؤولين يتذرعون بأن جائحة كورونا هي من ادت الى نقص في كوادر المستشفى الطبية، والتي تؤدي حتما الى تفاقم سوء الخدمة للمرضى، نتيجة الضغط على الكوادر الباقية فيه. وتساءلوا حول الجوانب التي تدفع الى النقل المفاجئ للكوادر، دون إحلال بدلاء مكانهم، في وقت يعتبر فيه هذه المستشفى واحدا من النقاط الصحية الرئيسة في الجنوب، لوقوعه في منطقة سياحية، الى جانب أنه قريب من الطرق الرئيسة التي تربط أجزاءه ببعضها، والتي تشهد حوادث خطرة باستمرار. ويخدم المستشفى 45 ألف مواطن، الى جانب الزوار والسياح للمناطق الاثرية في اللواء، بخاصة الى مدينة البترا ووادي رم، ما يعزز المطالب بحل سريع وعملي لنقص الكوادر، تلاشيا لوقوع كوارث طبية. وشكا مرضى من عجزهم عن متابعة علاجهم في المستشفى، جراء ازدحام جدول مواعيد الاطباء الباقين فيه، ولغياب بعض اطباء الاختصاص، ما يؤدي الى تأخير معالجتهم، ما يجعلهم يلجأون الى البحث عن العلاج خارج اللواء، لاختصار الوقت والابتعاد عن ساعات الانتظار الطويلة، وحماية انفسهم من الوقوع بين يدي طبيب أرهقته ساعات الدوام الطويلة، ما قد يؤدي لوقوعه في خطأ طبي. ويبدي أهال استياءهم من أن أعداد الأطباء في المستشفى لا يتناسب مع عدد المرضى والمراجعين، يقابله تذمر الأطباء أنفسهم من أن تزايد أعداد المرضى، يولد ضغطا يفوق قدرتهم على العمل، ويحول دون تقديم رعاية صحية جيدة لهم. واشاروا الى عدم جاهزية المستشفى لمواجهة الحالات الطارئة على النحو المطلوب، والنقص الكبير في الأدوية والأطباء، وعدم انتظام مواعيد المرضى، الذين يتزاحمون أمام العيادات، وغيرها من المشاكل الإدارية والطبية. وطالب المواطن مدالله الحمادين من سكان مدينة البترا، بحل عاجل وحاسم لأوضاع المستشفى المتردية، كوقف نقل الكوادر منه، دون توافر بدلاء لهم، والنظر الى المنطقة بعين الاهتمام، باعتبارها منطقة سياحية، يؤمها الزوار والسياح من داخل وخارج المملكة، ما يجعل حاجتها الى مستشفى متكامل أمرا ملحا وضروريا جدا. واعتبر الحمادين، أن عمليات نقل الاطباء غير المبررة، أدى الى تعطل بعض العيادات المتخصصة في المستشفى، ما شكل استياء عاما بين أبناء اللواء، لتأثير ذلك على مستوى الخدمة الطبية في مستشفاهم الوحيد. ولفت إلى مواصلة معاناة المرضى المراجعين من اكتظاظ العيادات وأقسام الإسعاف والطوارئ، ما دفع بمرضى عديدين للبحث عن حلول بديلة، طلبا للعلاج خارج اللواء. وطالب المواطن عبدالله المشاعلة من اللواء، بتوفير الخدمات العلاجية والفنية في المستشفى، مشيرا الى أن قلة الكوادر الطبية، أضعفت الخدمات العلاجية جراء الاكتظاظ والضغط الشديدين لمراجعيه، ما يؤثر على جودة وكفاءة خدماته، الى جانب نقص الأدوية والأجهزة الطبية الضرورية. مدير المستشفى الدكتور محمد النوافلة، أكد أن نقص الكوادر الطبية، من أهم العوائق التي تواجه تحسين الخدمة الطبية في المستشفى الذي تعاني من النقل المفاجئ دون توافر بدلاء لمن ينقلون. وأشار النوافلة، الى أن التنقلات المفاجئة للكوادر الطبية، تسببت بتراجع خدمات المستشفى في ظل جائحة كورونا، لافتا الى أن انتقال خمسة أطباء، جاء تحت بند الالتحاق ببرنامج الإقامة، حسب تعليمات المجلس الطبي الأردني ووزارة الصحة، كي لا يفقد الطبيب في سنة الإقامة حقه في الاختصاص. وأشار الى أنه جرت مخاطبة الوزارة لسد نقص شواغر الأطباء المنقولين، لتقديم خدمة طبية أفضل للمرضى المراجعين، مبينا أن إدارة المستشفى تلقت وعودا من الوزارة برفده بثلاثة أطباء الأسبوع المقبل، بالاضافة لأطباء آخرين مدرجين على جدول التعيينات الشهرين المقبلين.اضافة اعلان