مستشفى النديم في مادبا: اكتظاظ بالمراجعين ونقص في الكادر

مبنى مستشفى النديم بمادبا -(أرشيفية)
مبنى مستشفى النديم بمادبا -(أرشيفية)

أحمد الشوابكة

مادبا - يعاني مستشفى النديم الحكومي في مدينة مادبا من اختلال معادلة أعداد المراجعين وحجم طاقمه الطبي، ما يفرض على المرضى الانتظار لساعات في أقسام العيادات الخارجية وقسم الطوارئ لحين إجراء معاينة طبية. اضافة اعلان
كما يعاني المستشفى وفق مراجعين من نقص في بعض أنواع الأدوية ونقص في الأسرة مقابل اكتظاظ في أعداد المرضى والمراجعين.
ويقر مدير المستشفى موسى الشهوان بأن تقديم الرعاية الطبية والعلاجية للأعداد المتزايدة من المراجعين، يتطلب رفد المستشفى بالكوادر الطبية، أو اعتماده كمستشفى تدريبي للأطباء المقيمين.
وأمام ما يصفه الشهوان بـ"ضغط هائل" على أقسام المستشفى نتيجة كثرة المراجعين، يجهد الأطباء والممرضون في العمل بأقصى طاقة ممكنة لمواجة الضغط، وتقديم الخدمات الطبية.
على ان ما يعتبره الشهوان جهودا مضنية يبذلها الطاقم الطبي للمستشفى للحد من مشكلة نقص الكادر، تبدو متواضعة في عيون مراجعين اكدوا اضطرارهم الى الانتظار لساعات طويلة لحين حصولهم على معاينة طبية خاصة في قسم الطوارئ وأقسام العيادات الخارجية.  
ويشير الأربعيني محمد علي الى اضطرار المريض في بعض الأحيان الانتظار قرابة  3 ساعات، لإجراء المعاينة الطبية، لا سيما في عيادة الأمراض الباطنية.
ويتابع، أخذت إجازة من عملي لمرافقة والدي المسن في مراجعته لطبيب الأمراض الباطنية، إلا أن اكتظاظ العيادة بالمراجعين حال دون تمكن والده من الدخول للطبيب، ما اضطره للعودة في اليوم التالي، مطالباً بزيادة عدد الأطباء واعتماد نظام إلكتروني لتنظيم مواعيد المرضى.
كذلك، انتظر المريض سالم سليمان ساعات طويلة لإجراء فحص لقياس مستوى السكر في الدم في حين ان إجراء الفحص يتم خلال دقائق في عيادات القطاع الخاص حسبما يؤكد.
ويعزو السليمان الاكتظاظ في أقسام العيادات الخارجية إلى سوء تنظيم المواعيد وعدم وجود نظام لتصنيف المراجعين حسب الحالة الصحية وسبب المراجعة.
ويتفق ليث أبو قاعود مع السليمان حول مشكلة غياب التنظيم الذي يتسبب باكتظاظ المراجعين على أبواب العيادات، إذ ان تجديد الوصفة الطبية لوالدته المسنة شهريا يضطره إلى الانتظار الطويل في كل مرة، في حين ان تجديد الوصفة يمكن أن يكون من خلال موظف إداري أو تمريضي يقوم بكتابتها ومن ثم ختمها من الطبيب المختص دون الحاجة إلى مزاحمة المرضى والمراجعين.
وتشكو خالدة الشوابكة من عدم توفر دواء تنظيم إفراز الغدة الدرقية "لثايروكسين"، وتؤكد حاجتها لتناول حبة يومياً لتلافي تأثيرات سلبية على حالتها الصحية.
وتتابع ممتعضة "لن انتظر لحين توفر الدواء وسأشتريه من صيدليات القطاع الخاص على الرغم من أني منتفعة بخدمات التأمين الصحي".
وتكررت شكوى المراجعين حول نقص الأدوية لاسيما أدوية القلب و"البروستاتا"، بحيث يضطر المريض إلى قبول الأدوية المتوفرة أو شرائها من صيدليات القطاع الخاص باسعار مرتفعة.
ومع استمرار شكاوى المراجعين حول واقع المستشفى يبدو ان قسم الطوارئ هو اكثر ما يدور حوله الجدل، ففيما يشير مراجعون ان ورود حالة طارئة الى القسم يتبعه توقف الطبيب المناوب عن استقبال المراجعين لحين حضور الطبيب المختص، فضلاً عن أن أجهزة قياس الضغط في القسم الطوارئ غير كافية، يؤكد الشهوان على كثرة مراجعي القسم من دون وجود سبب طبي طارئ، وأن معظم المراجعين يعانون من أمراض مزمنة تعالج في المراكز الصحية أو العيادات لا في الطوارئ.
وأشار إلى توفر الرعاية الصحية الأولية الشاملة والخدمات الصحية في المراكز الصحية والتي يمكن للمواطنين مراجعتها والحصول على الخدمات الطبية الكاملة.
ويرى الشهوان أن تطبيق نظام الكشفية للحالات غير الطارئة سيحد من حالات الازدحام غير المبرر في قسم الطوارئ، وباستثناء الدواء المخصص لمرضى عدم انتظام الغدة الدرقية، ينفي وجود أي نقص في الأدوية، مرجعاً سبب الشكاوى في كثير من الأحيان إلى رغبة بعض المرضى بالحصول على الأدوية بأسمائها التجارية لا العلمية.
ويتابع أن الوزارة توفر جميع أنواع العلاجات وتقوم بشراء الدواء من صيدليات القطاع الخاص على حساب التأمين الصحي في حال عدم توفر البديل المناسب للمريض.
وأوضح الشهوان أن المستشفى يشهد حجم عمل كبيرا حيث يقدم الخدمة الطبية لأكثر من نصف مليون مواطن داخل محافظة مادبا ولواءي الجيزة وناعور بحكم قربهما لمادبا، في حين فإن عدد اسرة المستشفى تبلغ 120 سريرا و80 طبيباً، مؤكداً توفر كافة الأجهزة الطبية في المستشفى.
وعودة الى سلسلة الشكاوى، يشكو مرضى كبار السن من عدم وجود مصاعد في عيادات الاختصاص، ما يفاقم معاناتهم عند مراجعة العيادات، مطالبين بايجاد مصاعد خاصة بالحالات المرضية الضرورية وكبار السن وبخاصة في عيادات النسائية والباطني
و المسالك البولية والعيون و الجراجة كونها في الطابق العلوي من مبنى العيادات الذي اعتبروه غير ملائم لتأدية الغرض العلاجي لهم.
شكوى المراجعين لا تقتصر على الاكتظاظ في أقسام العيادات الخارجية وقسم الطوارئ فقط، إذ يعاني المرضى من قلة عدد أسرة المستشفى، وقلة عدد الاختصاصيين، إضافة إلى عدم وجود اختصاصيين للقلب والشرايين و الغدد والعصاب.
كما اشتكى المراجعون من عدم وجود أسرة كافية للحالات الطارئة في أقسام الباطني رجال ونساء والنسائية والجراحة، ما يفرض نقل بعض الحالات إلى مستشفيات أخرى بعد تأمين الأسرة.

[email protected]