مستشفى معان الميداني.. خلل في خزان الأكسجين يمنع تشغيله منذ شهرين

22
22

حسين كريشان

معان- كشفت مصادر طبية عاملة في المستشفى الميداني في معان، أن المستشفى لم يستطع استقبال مرضى فيروس "كورونا" رغم افتتاحه قبل شهرين، وذلك بسبب تعطل أجهزة خزان الأكسجين المزود لأسطوانات التنفس الاصطناعي للمرضى، وعدم استكمال نواقص مستلزمات أجهزة وكوادر طبية.اضافة اعلان
وأشارت المصادر إلى أن "خزان الأكسجين" الذي تم تركيبه داخل المستشفى قبل افتتاحه منذ أكثر من شهرين معطل وغير صالح للعمل والاستخدام، مؤكدة أن جميع الحالات المصابة بفيروس "كورونا" ما يزال يتم إدخالها إلى مستشفى معان الحكومي، بسبب عدم جاهزية المستشفى الميداني.
وقالت إن المستشفى الميداني والمخصص لاستقبال المصابين بفيروس "كورونا" لإقليم الجنوب يعاني عدم استكمال بعض نواقص ومستلزمات الأجهزة الطبية والترتيبات اللوجستية والكوادر البشرية، الى جانب أن المستشفى يفتقر لـ"سكنات" خاصة بالكوادر الطبية والتمريضية العاملة في هذا المستشفى، ما يؤثر على استقرارها داخل المدينة.
فيما أشارت مصادر طبية أخرى عاملة بمحافظة معان إلى أن مستشفى معان الحكومي سيصبح غير قادر على استيعاب أي أعداد جديدة من الإصابات حال تأخر تشغيل المستشفى الميداني، في الوقت الذي حذرت فيه من أن الوضع ما يزال ينذر بالخطر لارتفاع المؤشرات الوبائية والوتيرة التصاعدية لمعدل الإصابات منذ ظهور الموجة الثانية لوباء "كورونا" في المملكة، بعد أن دخلت المدينة مرحلة الانتشار المجتمعي للوباء، واستمرار النسق التصاعدي للإصابات في مدينة معان خلال الأسبوعين الماضيين.
وتوقعت أن تشهد المدينة، خلال الأيام المقبلة، أرقاما مفزعة، بعد ظهور نتائج لمئات العينات المخبرية التي تزيد فيها هذه الحالات بشكل مطرد، الأمر الذي سيؤدي إلى نفاد السعة السريرية المخصصة لإيواء المرضى بمستشفيي معان والملكة رانيا العبدالله الموجود هو الآخر في المحافظة.
ويتوالى ارتفاع مؤشر الإصابات في المحافظة منذ ظهور الموجة الثانية للوباء، بحسب الإحصاءات الرسمية؛ حيث سجلت 7 إصابات في 7 شباط (فبراير) الشهر الماضي، إلى أن وصلت إلى ذروتها في الأيام الأخيرة، بعد أن كانت المحافظة تسجل صفر إصابة خلال الفترة الماضية؛ إذ بدأت الإصابات في المحافظة بثلاث حالات إلى أن وصلت أول من أمس إلى 571 إصابة منها 99 حالة إصابة في مدينة البترا.
ويؤكد سكان في مدينة معان، أن تأخر تشغيل وحدات الاستقبال في المستشفى الميداني لمصابي "كورونا"، واعتذاره عن عدم استقبال المرضى على أسرة الإنعاش المخصصة للتنفس الاصطناعي بسبب تعطل خزان الأكسجين، يثير مخاوفهم من دخول المحافظة "كارثة صحية"، إذا بقي التعامل مع الوباء على هذا المستوى.
وطالبوا بدعم عاجل من وزارة الصحة لتشغيل المستشفى الميداني، الذي جاء إنشاؤه لحماية المجتمعات المحلية من فيروس "كورونا" المستجد، من خلال استكمال النواقص والأجهزة والمستلزمات الطبية والكوادر البشرية، وتذليل العقبات كافة والوقوف على مدى الاحتياجات الضرورية وتوفير الأكسجين أولا بأول لمواجهة الزيادة في أعداد الإصابات، إلى جانب رصد احتياجات المستشفى والوقوف على تقديم الدعم لكل الكوادر الصحية والطبية والتمريضية في المستشفى، التي من المفترض أن تقف يوميا في مقدمة هذه المعركة مع هذا الوباء.
ويؤكد أحد سكان المدينة أسامة أبوهلالة، أنه تم عمل فحص "كورونا" له ولأسرته المكونة من ثلاثة أفراد، وبعد أن ظهرت نتيجة الفحص الإيجابية لجميع أسرته، راجع المستشفى الميداني، وفوجئ من العاملين في المستشفى بالاعتذار عن عدم استقبال حالات مصابي "كورونا"، بحجة عدم وجود "أكسجين" على أسرة العناية الحثيثة، بسبب خلل وتعطل جهاز الخزان المزود للأسطوانات، مستغربا عدم جاهزية المستشفى الميداني لغاية الآن لاستقبال المرضى، خاصة والمملكة على أعتاب الموجة الثانية من فيروس "كورونا".
وطالب عبدالله آل خطاب، بضرورة التغلب على المعوقات والصعوبات، التي تحول دون تشغيل المستشفى منذ أكثر من شهرين والمخصص لاستقبال المصابين بفيروس "كورونا"، ما يتسبب في انتظار عشرات الأسر طلبا لتقديم الرعاية الصحية للمصابين بهذا الفيروس.
الى ذلك، أقر مدير المستشفى الميداني الدكتور حسين كريشان، بأن لجنة مشكلة من قبل وزارة الصحة اكتشفت خللا وعطلا فنيا يتعلق بخزان الأكسجين الرئيسي، الذي تم تركيبه سابقا من قبل الشركة المنفذة لأعمال المستشفى.
وأضاف أنه، ونظرا لعدم إمكانية إصلاح العطل الموجود، أوصت اللجنة باستبدال الخزان بآخر جديد كونه يحتوي على شبكة ومنظومة متكاملة لعملية التزويد حتى نقطة وصول الأكسجين الى أسرة المرضى.
وأوضح كريشان لـ"الغد"، أن الشركة، وبناء على تقرير اللجنة المشكلة من الأبنية وهندسة الغازات والأجهزة الطبية، قامت وعلى الفور، بالعمل على استبدال خزان الأكسجين وهو حاليا في مرحلة الانتهاء من أعمال التركيب للتغلب على المشكلة نهائيا، مؤكدا أنه وفي غضون الأيام القليلة المقبلة سيكون خزان مزود الأكسجين جاهزا، حال تم الموافقة على استلامه وتشغيله من قبل لجنة وزارة الصحة، وهي المعنية بعملية التسليم والتشغيل، كونها أمورا فنية يصعب التعامل معها من قبل إدارة المستشفى.
ونوه إلى أن المستشفى قادر على استقبال جميع الحالات والمرضى بالكوادر الطبية والتمريضية والأجهزة والمستلزمات الموجودة حاليا، حيث تم إدخال عدد من المرضى للمستشفى وكان وضعهم مستقرا ثم تم إخراجهم، مبينا أنه لابد من مراقبة وضع المرضى واستخدام الأجهزة الطبية والتعامل مع المرضى بدرجة عالية من الرعاية والعناية الصحية داخل المستشفى، خوفا من انعكاس حالتهم الصحية لا سمح الله.
وأوضح أن إدارة المستشفى تتابع مع وزارة الصحة موضوع "السكنات" للكوادر الطبية والتمريضية وسيتم حله قريبا، لافتا إلى أن إدارة المستشفى، وبالتنسيق مع وزارة الصحة، عملت كل ما بوسعها في سبيل تشغيل المستشفى والتغلب على العقبات التي تحول دون تشغيله.