مستقبل ناشيمينتو على مفترق طرق بين معارض ومؤيد لبقائه

مدرب منتخب السيدات ديفيد ناشيمينتو يتحدث مع اللاعبات في حصة تدريبية سابقة -(من المصدر)
مدرب منتخب السيدات ديفيد ناشيمينتو يتحدث مع اللاعبات في حصة تدريبية سابقة -(من المصدر)

مهند جويلس

عمان- شكل الوداع المفاجئ لمنتخب "النشميات" من تصفيات كأس آسيا (الهند 2022) صدمة لدى الشارع الرياضي بشكل عام، وعشاق الكرة النسوية وأهالي اللاعبات بشكل خاص، بعد أن كانت الآمال عريضة على هذا المنتخب للوصول إلى النهائيات.اضافة اعلان
وفشل المنتخب في تجاوز منتخب إيران السبت الماضي بعد الخسارة بفارق الركلات الترجيحية، لينصب اللوم على الجهاز الفني للمنتخب بقيادة البرتغالي ديفيد ناشيمينتو، وتحميله مسؤولية الخسارة لأمور نفسية.
وبالعودة إلى مسيرة ناشيمينتو مع منتخب السيدات، الذي ينتهي عقده بنهاية الشهر الحالي، فقد خاض 11 مواجهة ودية ورسمية، تمكن من تحقيق الفوز في 5 منها، مقابل تعرضه للخسارة في 4 مناسبات، والتعادل في مناسبتين، مع تسجيل 24 هدفا واستقبال 12 هدفا.
اعتراف بالمسؤولية
وفي تصريحات لقناة "المملكة"، حمل المدرب البرتغالي نفسه مسؤولية الإخفاق المتمثل بعدم وصول منتخب السيدات للنهائيات الآسيوية، بعد توفير اتحاد الكرة المتطلبات كافة له، والدعم الكبير الذي وجده من رئيس الاتحاد سمو الأمير علي بن الحسين.
وكشف ناشيمينتو أن السبب وراء عدم منح اللاعبة المحترفة في صفوف بوروسيا مونشنغلادباخ سارة أبو صباح وقتا كافيا للعب، يعود لعدم انضمامها لصفوف المنتخب منذ قدومه، وغيابها عن التحضيرات التي بدأت منذ فترة طويلة، معترفا بإمكانياتها الفنية المميزة في خط الهجوم.
ولم يتحدث المدرب عن مستقبله مع منتخب "النشميات"، مبينا أن كأس العرب كانت تحضيرية للتصفيات الآسيوية، وأن منتخب إيران لم يكن قويا ولكنه حقق ما أراد من خلال ركلات الترجيح.
مطالبات متواصلة
بدورهم، طالب أهالي اللاعبات، بعد تواصلهم مع "الغد"، بتعيين مدرب وطني قريب من فكر ونفسية اللاعبات في المرحلة المقبلة، مع ترشيح اسمين بارزين هما منار فريج وماهر أبو هنطش المتواجد حاليا مع الجهاز الفني لفريق السلط.
وتتمتع فريج بسيرة ذاتية طيبة في تدريب الكرة النسوية، بعد أن حصلت على أعلى دورة تدريبية في العالم "دورة المحترفين"، إضافة إلى تتويجها بفترة قصيرة مع نادي شباب الأردن بألقاب الدوري والكأس وغرب آسيا للأندية العام 2019، وحصولها على لقب بطولة غرب آسيا مع منتخب الناشئات تحت 16 سنة في 6 مناسبات.
وتتولى فريج، في الفترة الحالية، تدريب منتخب الشابات تحت 20 سنة، الذي سيعاود تدريباته خلال الفترة المقبلة استعدادا لتصفيات كأس آسيا، والمقررة إقامتها شهر آذار (مارس) 2023.
وبين فارس الجماعين والد لاعبة المنتخب إيناس، أن ابنته ظلمت في المنتخب بعدم حصولها على فترات مناسبة للتعبير عن نفسها، نظرا لدورها الهجومي الكبير الذي تقوم به مع ناديها والمنتخب لحظة دخولها في المباريات الرسمية والودية.
وأشار الجماعين لـ"الغد"، إلى أن إيناس تتمتع بصفات مميزة ظهرت عند دخولها في الدقائق الأخيرة بنهائي كأس العرب، إضافة إلى تفاهمها الكبير مع قائدة المنتخب ميساء جبارة في الخط الأمامي، لقدرتها على استلام وتسليم الكرات في مختلف المناطق.
وأضاف: "معظم الجيل الحالي من اللاعبات تدربن مع المدربة منار فريج، وهي الأكثر قربا لهن من أي مدرب آخر، بعد إنجازات كبيرة لها مع منتخب الناشئات، وابنتي تستحق اللعب بصفة أساسية مع المنتخب لخوضها مباريات مع فريقها الأول والناشئات، وحصولها مسبقا على أفضل لاعبة ببطولة غرب آسيا للناشئات".
ومن جهته، أوضح محمد سليم والد اللاعبة تسنيم، أنه يتابع ابنته كثيرا ويدعمها في اللعبة، سواء على صعيد النادي أو المنتخب، معترفا بوجود لاعبات مميزات في المنتخب أفضل من ابنته بحكم الأدوار والمهام خلال المباراة. وكشف سليم عن أن المدرب البرتغالي غير قادر على تطبيق أفكاره كما يريد تماما، مع تأكيده أن المنتخب يقدم مستويات فنية مميزة منذ وصوله، مقتنعا بجلوس ابنته على دكة الاحتياط في مباريات التصفيات، وتابع: "تشارك تسنيم في المباريات بصفة أساسية عندما يكون المنافس أقوى من المنتخب الوطني، بحكم مركزها وواجباتها الدفاعية، والعكس صحيح، والمنتخب الإيراني وصل إلى ما أراد من خلال ضربات الترجيح، ولكن الخطأ منذ البداية كان في اختيارات اللاعبات من الجهاز الفني لتنفيذ الركلات".
ولفت والد اللاعبة تسنيم، إلى أن بعض التبديلات كانت غير موفقة أو مقنعة خلال مجريات المباراة من المدرب، والهدف منها كان إرضاء أشخاص على حساب مصلحة المنتخب، مؤكدا أن المدرب البرتغالي صنع فريقا متحدا، وهو ما مكنه من التتويج بلقب البطولة العربية.
أما باسم أبو صباح والد اللاعبة سارة، فأكد أن التدريبات التي تجرى للاعبات خلال الفترات الماضية مع المدربين الأجانب، تفتقد للحرفية وللمستوى المطلوب للاعبات في صفوف منتخب الكبار، مشيدا بالتدريبات المميزة التي كانت تقام تحت إشراف المدرب ماهر أبو هنطش سابقا.
وكشف أبو صباح أن المدرب الوطني همه الأول والوحيد هو سمعة البلد والحفاظ على تطور الكرة النسوية، وأنه دائما ما يكون بالقرب من اللاعبة ويستمع إلى مشاكلها وهمومها، في وقت لا يهتم المدرب الأجنبي إلا للأمور المادية.
وطالب اتحاد الكرة بضرورة تعيين مدرب وطني في الفترة المقبلة قادر على إعادة المنتخب الوطني للسيدات إلى المسار الصحيح.