مستقبل نتنياهو بيد "صناديق الاقتراع" اليوم

أشخاص يسيرون بجانب لوحات إعلانية انتخابية في مدينة بئر السبع-(ا ف ب)
أشخاص يسيرون بجانب لوحات إعلانية انتخابية في مدينة بئر السبع-(ا ف ب)
زايد الدخيل عمان- تتجه الأنظار اليوم إلى الانتخابات العامة للبرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، والتي قد تشهد مفاجآت بعد سلسلة متغيرات جرت على الوضع السياسي في إسرائيل، حيث تتنافس الأحزاب الإسرائيلية، خاصة اليمينية منها، على أصوات الناخبين، مستخدمة "تهويد" المسجد الأقصى المبارك بشكل خاص ومدينة القدس بشكل عام، والاعلان عن ضم أراض محتلة إلى إسرائيل بعد الانتخابات كوسيلة لكسب أصوات الناخبين. ويقول المحلل السياسي خالد شنيكات إن استطلاعات الرأي لا تعطي أفضلية لحزب على آخر بتلك الانتخابات بشكل واضح، وتتشابه نتائج الاستطلاعات مع الانتخابات السابقة تقريبا، ولهذا نكون أمام أكثر من سيناريو عند ظهور النتائج. وأبرز تلك السيناريوهات، وفق شنيكات، هي فوز حزب الليكود بالانتخابات، لكن هذا الفوز لن يؤهله لتشكيل حكومة منفردا لكونه في النظام الانتخابي الإسرائيلي يستحيل أن يشكل حزب منفردا حكومة لصعوبة الحصول على الأغلبية، ولطبيعة التقسيم للمجتمع الإسرائيلي نفسه، وبالتالي سيسعى لتحالف مع الأحزاب اليمينية المتطرفة للوصول للأغلبية (60+1). ويضيف شنيكات أن هذا الائتلاف يدخل رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو في صراع حول هوية الدولة (علمانية أم دينية)، لأن الأحزاب الدينية لديها مطالبات بتطبيق القوانين الدينية وكذلك مسألة الخدمة العسكرية، ورفض مطلق للتنازل عن أي أراض فلسطينية. أما السيناريو الثاني، فسواء حصل "الليكود" على الأغلبية أم حزب أزرق أبيض، فإن كلا الحزبين قد يسعيان للتوافق بينهما لتشكيل ائتلاف، والشرط الذي يطالب به زعيم حزب أبيض أزرق "بيني غانتس"، هو تنحي نتنياهو عن قيادة "الليكود"، وهو شرط ليس سهلا تحقيقه. والسيناريو الثالث، حسب شنيكات، هو حصول "أزرق أبيض" على الأغلبية، وسيضطر لتشكيل ائتلاف من أحزاب اليسار والوسط وربما العربية لتأمين (60+1)، وهذا سيناريو يعتمد على تقلبات الرأي العام قبيل الانتخابات. ويعد السيناريو الأخير بمثابة "النفق المسدود"، إذ يقول شنيكات إن فشل حزب الليكود في تشكيل ائتلاف حكومي أو حزب أزرق أبيض، سيكون هناك دعوة لانتخبات جديدة، خاصة أن استطلاعات الرأي تعطي نتائج مشابهة للانتخابات السابقة. ويضيف شنيكات، "أيا كان الفائز في الانتخابات الإسرائيلية، فإنه لن يحدث اختراقا على المسار السلمي، بل إن معظم الأحزاب الإسرائيلية لا تقبل بفكرة حل الدولتين الذي يطالب به الجانب العربي والمجتمع الدولي، وبالتالي فأي حكومة إسرائيلية قادمة ستستمر في ذات السياسة وهي رفض الالتزام بالقرارات الدولية الداعية للانسحاب من الأراضي المحتلة، والاستمرار في بناء المستوطنات، وتبدو صفقة القرن وكأنها تأتي تطبيقا لما به تطالب الأحزاب الإسرائيلية، وهي يهودية الدولة ورفض الانسحاب من الأراضي الفلسطينية، مع تحسين في الجوانب الاقتصادية للشعب الفلسطيني". من جهته، يقول السفير السابق غيث ملحس إن التنافس بين الأحزاب الإسرائيلية، خاصة اليمينية منها، على أصوات الناخبين بلغ أشده، إذ تظهر استطلاعات الرأي تقارباً فيما بينها دون أن تعطي حزبا أولوية كبرى في الفوز، وربما تتشابه النتائج لكن يبقى الحسم في إعلان النتائج. ويضيف أن مواقف الأحزاب متقاربة في الرؤية والآيديولوجيا، ولا تتحدث عن دولة فلسطينية نهائياً، متوقعا أن تفرز الانتخابات حكومة يمينية ستكون أجندتها رفض إقامة الدولة الفلسطينية، وفرض كامل السيادة الإسرائيلية على كل الأراضي الفلسطينية، وهو إعلان بدأ به نتنياهو بعزمه ضم منطقتي الأغوار الفلسطينية وشمال البحر الميت المحتلتين إلى إسرائيل بعد الانتخابات. وجدد نتنياهو في تصريح افتتحت به الجلسة الأسبوعية لحكومته التي عقدته في إحدى مستوطنات الأغوار (ميفوت يريحو)، والتي وافق على تحويلها من مستوطنة عشوائية إلى مستوطنة رسمية، تعهده بضم منطقتي الأغوار الفلسطينية وشمال البحر الميت المحتلتين إلى إسرائيل فور تشكيل حكومته المقبلة. وتعد جميع المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، لكن إسرائيل تميز بين تلك التي وافقت عليها، وتلك التي لم تحصل على موافقتها. ويوضح ملحس أن المتتبع لتصريحات المرشحين خلال الدعاية الانتخابية، يجد أن منهم من قرر الانسحاب من الانتخابات لصالح نتنياهو مقابل تقديم الأخير امتيازات وتسهيلات للمتطرفين المقتحمين لـ"الأقصى"، وهو أمر جسده انسحاب موشيه فيغلين مؤسس حزب (هوية) لصالح الأول، مقابل امتيازات خاصة تعهد بها لجماعات الهيكل المتطرفة. بدوره، يرى وزير الخارجية الأسبق كامل أبو جابر أن العلاقة الأردنية الإسرائيلية، قد تشهد توترا بسبب نتنياهو عزمه ضم تلك المنطقتين، إضافة إلى الأماكن المقدسة في القدس والسياسات تجاه اللاجئين والموقف من الدولة الفلسطينية. ويقول إن تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة بعد إعلان النتائج، قد يصطدم بصعود زعيم حزب (إسرائيل بيتنا) اليميني أفيغدور ليبرمان، وهو الحزب الرابح الأكبر من إلغاء الانتخابات السابقة، فقد قفز الحزب من 5 مقاعد بتلك الانتخابات إلى 10 في الانتخابات المقبلة حسب آخر استطلاع الرأي، إضافة إلى تحالف "أبيض أزرق"، الذي يتكون من ثلاث أحزاب، وتشير أحدث الاستطلاعات إلى حصول التحالف على 31 مقعدا. وقرر "الكنيست" نهاية أيار (مايو) الماضي حل نفسه، والتوجه إلى انتخابات تجري اليوم، وذلك بعد فشل نتنياهو في تشكيل حكومة جديدة إثر رفض ليبرمان الانضمام لها. ويضيف أبو جابر أن هذه الانتخابات ستكون واحدة من أهم الانتخابات في تاريخ إسرائيل، في ظل الصراع المفتوح بين الأحزاب الاسرائيلية، فضلاً عن كونها ستجمع بين عدة قضايا مترابطة تؤثر بشدة على هوية إسرائيل كديمقراطية يهودية، والتي طمست في انتخابات نيسان (أبريل) الماضية، لكنها انفجرت إلى العلن الآن، بالإضافة لمستقبل سيطرتها على 2.5 مليون فلسطيني في الضفة الغربية، ومن هو الذي سيقود إسرائيل في هذا الوقت الحاسم، خاصة في ظل الحديث عن إعلان ما يسمى بصفقة القرن من قبل الإدارة الأميركية بعيد إعلان نتائج الانتخابات الإسرائيلية.اضافة اعلان