مستوطنون يرقصون فرحا بحريق عائلة "دوابشة"

الرضيع الفلسطيني علي دوابشة الذي أحرقه المستوطنون حياً في قرية دوما - (أرشيفية)
الرضيع الفلسطيني علي دوابشة الذي أحرقه المستوطنون حياً في قرية دوما - (أرشيفية)

برهوم جرايسي

الناصرة- كشفت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي الليلة قبل الماضية، عن أن المستوطنين الارهابيين، احتفلوا بعرس لأحد عناصرهم، وهم يشهرون الأسلحة، ويلوحون بصورة للشهيد الرضيع علي دوابشة، الذي استشهد بحريق عائلته، وسبق والده بالاستشهاد، في نهاية تموز (يوليو) الماضي. في حين تتزايد ضغوط العصابات الارهابية، مدعومين من ممثليهم في الكنيست الإسرائيلي والحكومة، لتحرير  المعتقلين مرتكبي الجريمة الارهابية.اضافة اعلان
وقالت القناة التلفزيونية، إنه قبل ساعة من ذلك بدأ العرس، عقد في القاعة ذاتها في القدس المحتلة، مؤتمر صحفي لمحامي المشبوهين، الارهابي ايتمار بن غفير، ولكن في العرس نفسه بدت مشاهد مختلفة تماما: فالمحتفلون رقصوا وغنوا على انغام اغانيهم الدموية، ورفعوا زجاجات حارقة كرمز عن احراق منزل دوابشة، ولوحوا بالبنادق والمسدسات وفي ذروة الحدث غرسوا سكينا في صورة الشهيد الرضيع علي دوابشة الذي احترق حتى الموت. وغنى المحتفلون اغانيهم الدموية الارهابية. وأكدت القناة، أن بين المشاركين العشرات من اصدقاء المتورطين بجريمة حرق عائلة دوابشة.
ونقلت القناة عمن أسمته "أحد الضيوف"، قوله، إن "هؤلاء الفتيان كانوا حقا مفعمين بالكراهية، إنني آتي الى الاعراس منذ أمد طويل، وهذه الاغاني تكرر نفسها، ولكن الاسلحة وصورة علي دوابشة الرضيع مثقبة كانت تجاوزا لخط أحمر".
وحسب ما ادعته القناة، فإنه بعد العرس صادرت الشرطة والمخابرات المواد المصورة، وعُرض الفيلم على مسؤولين كبار في اليمين في لقائهم مع وزير الحرب موشيه يعلون. وقال رئيس مستوطنات الضفة، آفي روعي: "كنا مذهولين. لم نصدق بانه توجد شبيبة متطرفة كهذه".
وقال صاحب القاعة لصحيفة "يديعوت احرونوت" إنه كان خائفا من سلوك كهذا وقال: "الشرطة كانت تعرف بالعرس ونشرت في المكان افرادا من الشرطة متخفين وثّقوا كل شيء". ومن ناحيته، انتقد رئيس حكومة الاحتلال المشهد، وقال إن هذا يدل "كم هو مهم جهاز مخابرات قوي من أجل أمننا جميعا". وقال رئيس حزب "العمل" يتسحاق هيرتسوغ، إنهم "مجانين، بؤساء الروح، نسيتم ما معنى أن يكون المرء يهوديا. انتم تعيبون القبعة الدينية وخرقة الصلاة واسم الرب. فمن يحتفل بقتل رضيع في منامه ليس يهوديا وليس اسرائيليا".
وانضم الى المنتقدين، عضو الكنيست الارهابي بتسلئيل سموتريتش، الذي رفض وصف جريمة حرق عائلة دوابشة بـ "الارهابية"، وسعى الى تبريرها أكثر من مرّة، وقال في تصريحات صحفية أمس، إن  "الايديولوجيا الشريرة لتدفيع الثمن ليست طريق الصهيونية الدينية. فالرقصة الهاذية مع صورة الرضيع الذي قتل في منامه تمثل أيديولوجيا خطيرة وفقدانا للطابع الانساني. علينا أن نندد بذلك بالشكل الاكثر حدة".
وكان عدد من الكتّاب الاسرائيليين قد هاجموا أمس، ما نشر، وأكدوا أنه استمرار لحملة بث الكراهية والعنصرية في الشارع الإسرائيلي، وحذروا من أن هذه العصابات الارهابية ستنتشر جرائمها أكثر في داخل الشارع الإسرائيلي ذاته.