مستوطنون يهاجمون بالعصي والحجارة

مستوطنون بحماية قوات الأمن يشتبكون مع فلسطينيين في الضفة الغربية-(ا ف ب)
مستوطنون بحماية قوات الأمن يشتبكون مع فلسطينيين في الضفة الغربية-(ا ف ب)

هآرتس

هاجر شيزاف

مستوطنون هاجموا يوم الجمعة الماضي نشطاء من اليسار جاؤوا لمساعدة المزارعين الفلسطينيين في قرية بورين في جنوب نابلس. عدد من المستوطنين الذين كانوا ملثمين هاجموا بالعصي والحجارة النشطاء واحرقوا سيارة أحدهم. سبعة من النشطاء أصيبوا إصابات طفيفة، ويد أحدهم كسرت. مساء أمس قالوا في الشرطة إنه لم يتم بعد اعتقال أي مشبوهين في هذا الهجوم الذي يشارك في التحقيق فيه الشاباك أيضا.اضافة اعلان
حسب أقوال النشطاء من جمعية "حاخامات من أجل حقوق الإنسان" و"محسوم ووتش" و"ائتلاف قطف الزيتون" و"ائتلاف الغور"، فان نحو 15 ملثما، جاؤوا من البؤرة الاستيطانية جفعات رونين المجاورة وبدأوا بمهاجمتهم. في توثيق الحادثة يظهر عدد من الملثمين هم يرشقون الحجارة على السيارة التي سافر فيها نشطاء اليسار، وبعد ذلك يصبون الوقود في داخلها. فيما بعد تظهر السيارة وهي تحترق. وحسب أقوال النشطاء، قوات الجيش وصلت إلى المكان فقط بعد أن غادر المهاجمون.
أحد النشطاء وهو عمير بيري قال إنهم جاؤوا لمساعدة غرس الأشجار للفلسطينيين الذين تم تخريب حقولهم في السابق. حسب قوله، معظم النشطاء في المكان كانوا أشخاصا مسنين. عندما انتهوا من زراعة قطعة أرض وخططوا لمواصلة الزراعة لاحظ الفلسطينيون الذين كانوا معهم عددا من الملثمين الذين جاء بعضهم في سيارة.
"لقد بدأوا برمي الصخور وليس الحجارة علينا. كل واحدة منها كانت بحجم حبة الرمان"، قال بيري. وحسب قوله، في الوقت الذي اشعل فيه الملثمون السيارة هم أيضا "حطموا رأس صاحب السيارة بحجر". بيري كسر أحد اصابعه. "كانت بجانبي امرأة عجوز، بالتأكيد عمرها 70 سنة، هم ببساطة ضربوها بعصا طويلة على رأسها".
بؤرة جفعات رونين معروفة لجهاز الأمن كمصدر للأحداث العنيفة في منطقة بورين حسب بيانات قامت منظمة "يوجد حكم" بجمعها. في 2021 تم توثيق 13 حادثة عنف وتخريب للممتلكات في القرى الفلسطينية في المنطقة. في مجلس "يشع" ادانوا الاعتداء وقالوا: "نحن مصدومون من الصور عن الحادثة الاستثنائية قرب قرية بورين، سلوك خطير كهذا يناقض قيم شعب إسرائيل ويمس بالاستيطان. هذه ليست طريقنا. نحن نطلب من قوات الأمن التحقيق في الحادثة وتطبيق القانون ضد المشاغبين".
في المقابل، وزير الخارجية، يئير لبيد، كتب في تويتر بأن "العنف الصادم لخارقي القانون في السامرة يجب أن يشعل ضوء التحذير لدينا. هذا الواقع سيقودنا إلى هاوية لن يكون بالامكان الخروج منها. الشرطة ستحقق وستقدم المجرمين للمحاكمة. نحن يجب علينا أن نعلم وندير حوارا عميقا حول علاقات الجيرة وحول سلطة القانون وحول كيف نريد العيش هنا". نائب وزير الدفاع، عضو الكنيست الون شوستر (أزرق أبيض)، قال إن "الجيش الإسرائيلي والشاباك وشرطة إسرائيل والنيابة العامة سيواصلون الجهود لكبح الإسرائيليين العنيفين الذين يخربون أمن الدولة ويضرون بصورة إسرائيل الأخلاقية ويشوهون وجه الاستيطان الإسرائيلي في يهودا والسامرة".
مدير عام "حاخامات من أجل حقوق الإنسان"، آفي دبوش، قال إنه "من المؤسف رؤية أنه مرة تلو الأخرى تظهر السلطات المختلفة، خاصة واضعي السياسة وعلى رأسهم رئيس الحكومة ووزير الدفاع، العجز البائس أمام المشاغبين الخطيرين الذين يرتكبون مظالم خطيرة". عضو الكنيست موسي راز قال ردا على الحادثة إن "عنف المستوطنين المتنمرين دون كوابح من جهة ووزراء حكومة لا يفعلون ما يكفي من أجل وقفه من جهة أخرى. من غير المعقول أن تمر هذه الحادثة الصعبة مر الكرام.
وورد من المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي: "قبل فترة قصيرة وصلنا تقرير عن حادثة عنيفة بين مستوطني بؤرة جفعات رونين ومواطنين إسرائيليين قرب قرية بورين التي تقع في مجال اللواء القطري شومرون. قوات من الجيش الإسرائيلي انطلقت إلى المكان من أجل تفريق التجمع والفصل بين الطرفين. الحدث تفرق قبل وصول القوات الى المكان".
وورد من الشرطة أنهم بدأوا في التحقيق في الحادثة. "في هذا الصباح وصل إلى المكان عدد من الفلسطينيين والمواطنين وعملوا على غرس الأشجار. حسب رأيهم، اثناء عملية الغرس جاء عدد من الملثمين وبدأوا بمهاجمتهم ورشق الحجارة عليهم وقاموا باحراق سيارة. نتيجة العنف، عدد من المواطنين أصيبوا بإصابات طفيفة (حسب الجهات الصحية) وتمت معالجتهم في المكان من قبل الطواقم الطبية. شرطة إسرائيل ستعمل بشكل حازم وقوة من أجل العثور على خارقي القانون وستلقي القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة".
خلال ذلك، في مواجهات تطورت بين الجيش ومتظاهرين فلسطينيين في بؤرتين مختلفتين في منطقة نابلس أصيب 78 متظاهرا بإصابة طفيفة. في قرية بيتا، في المظاهرة الأسبوعية الثابتة ضد بؤرة افيتار الاستيطانية التي اقيمت على أراضي القرية، أصيب تسعة فلسطينيين بالرصاص المطاطي و52 شخصا آخر أصيبوا إصابة طفيفة نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع. في قرية بيت دجن في شرق نابلس أصيب 17 شخصا إصابة طفيفة بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع.