مسرح أرتيمس يحتضن طيفا من الشعراء العرب

عزيزة علي

جرش- القدس وعرار كانا حاضرين في اليوم الثاني من الامسيات الشعرية التابعة لمهرجان الشعر العربي، الذي تقيمه الرابطة في إطار فعالياتها الثقافية في مهرجان جرش 2014، حيث أقيمت أول من أمس في مسرح أرتيمس بجرش.اضافة اعلان
الأمسية كانت مميزة من خلال الشعراء الذين شاركوا وهم من فلسطين سليمان دغش، ومن المغرب يحيى عمارة، ومن الاردن احمد الخطيب، ومن عمان شميسة النعماني ومن البحرين الشاعر علي الشرقاوي ادارها الشاعر مهدي نصير.
تميزت هذه الامسية كما قال نصير بجرش التي تحتضن طيفا من الشعراء العرب لنستمع الى تجاربهم الشعرية الناضجة.
ورأى نصير ان يبدأ الامسية من حيث ما يجب ان تبدأ من قلب العرب الدامي هذا القلب الذي ما يزال ينزف دما ويصرخ ولا مجيب له، من فلسطين مع الشاعر سليمان دغش الذي قال "إن فلسطين هي أولا" لذلك سأقرأ قصيدة بعنوان "على بعد اصبعتين وادنى من القدس "تقول القصيدة "بيني وبين القدس إصبعتان او ادنى قليلا/ في يدي مفتاح عاصمة السماء/ ترى هل انتبه المسيح الى الوشاية يا يهودا/ فاستحال عشاؤه السري قداس الصليب/ الى القيامة/ كم صليبا ظل بعدك يا يسوع الناصري هنا/ لأحمله على كتفي وعدا بالخلاص".
ثم قرأ الشاعر المغربي يحيى عمارة قصيدة بعنوان "سكون المساء"، قال فيها: "إن الذي يرى وجه المساء/ يدرك شهوة المعنى في اغنية المنفى/ جريدة الحلم مقروءة مسبقا من لدن لغة المساء/ اكتب اختيارك من مرآة الأرض/ لا تصدق إلا ظلها/ او ارحل بعيدا في سماء الوهم/ هكذا البحر ينشد ديدنه/ ينشر موجه/ يؤكد شوقه/يحيي دمه/شيخان يالأزرق/ يدثران جسد الأرض/ يرويان قصة الشعر/ قصيدة سيمفونية تحبو في ايقاع المساء".
وصف نصير الشاعر احمد الخطيب بـ"شيخ شعراء اربد"، مبينا انه دائم الحضور والبهجة، وهو احد البازغين من قلب الشعر وهو صاحب قامة عالية، ثم قرأ الخطيب مقاطع من قصيدة طويلة بعنوان "ابن شيبان لم يُفرِجْ عن سيرة الماء في القافية" يقول فيها: "كما لم يكنْ للغيومِ غِطاءٌ من الزَنْزَلَختِ/أتيتُ إلى النهر عريانَ أشكو/حواليَّ رهطٌ من الموجِ والريحِ/ دمعٌ سخيٌّ لأبناءِ قانا الجليلْ/وأطيارُ معنًى تُراجعُ قوسَ البهاءِ المطيرْ/ كما لم يكنْ لي هُنا شهقةٌ في عناء الزفيرْ/أتيتُ إلى البابِ زحفاً على ركوة الطينِ/كي لا تكسِّرَهُ جملةٌ في الفضاءِ الأخير/أتيتُ براحاً إلى الشّكِّ...".
وفي مقطع آخر يقول الشاعر :"للسؤالِ عنِ العافية!!/وإذ صار يَعوي نهاراً رأى البحرَ بحرينِ/خطّ على الريح شيئاً/وعاد ليمحُوَ قلبَ الغيومِ/ولم يُفرِجِ ابنُ شيبانَ بعْدُ/أؤكّدُ /لم يُفرجِ ابنُ شيبان عنْ سيرةِ  الماءِ في القافية!!".
وأشارت أمينة سر الجمعية للأدباء والكتاب العمانية الشاعرة العمانية شميسة النعماني، الى ان مشاركتها في مهرجان جرش اضافة تاريخية الى مسيرتها الشعرية، مبينة ان هذا المسرح وقف عليه كبار الشعراء الوطن العربي، بينما ما تزال هي في بداية العطاء الشعري، وتمنت ان تقف مرة اخرى فيه، ونوهت الى ان المشاركة فتحت لها نوافذ مشرعة على التعرف على ادباء عرب وعلى قراء جدد.
واعتبرت النعماني مهرجان جرش من اهم المهرجانات الثقافية في الوطن العربي التي كانت تقرأ عنها وتتابع اخبارها، لافتة الى انها منحت فرصة قراءة الشعر في هذا المكان البهي بكل ما فيه، بأعمدته الشاهقة، ومعماره الفذ ومذاقه التراثي، مبدية فرحها بالقاء قصائدها امام نخبة من شعراء الدول العربية وفي الأردن وفي جلسة متنوعة الاقلام بين فلسطين والمغرب والبحرين والأردن وعمان.
 ثم قرأت مجموعة قصائد منها قصيدة "دندنة"، وقصيدة "لا تمت مثلهم" تقول:"لا تمت كالمسنين/ لا كالذين إذا حبه القمح نامت على كفهم عقروها/ لا تمت غاضبا.. لا تمت قاعدا- نائما- واقفا/ مت صاعدا في السماء/ ومت نجمة في الفضاء/ وعش ملكا لا يموت".
وكان مسك الختام الشاعر البحريني علي الشرقاوي، الذي اتى كما قال نصير من "ارض دلمون وهي البحرين التي لها حضور ثقافي خصب"، ووجه الشرقاوي تحية محبة الى اهل الاردن واهل العراق وفلسطين ودمشق الى كل انسان على هذا الكوكب.
وقد قرأ الشاعر الشرقاوي مجموعة من قصائده منها "ابتسم للحياة"، "نداءات احد عشاق الله" وقرأ قصيدة بعنوان "في صحبة عرار"، موضحا ان عرار الشاعر الاردني وهو من اهم التجارب الشعرية التي يلتقي معها في تجربته الشعرية، تقول القصيدة "من صبح المنامة يا خليل الحب/ يا عرار/ جئت إليك محمولا/ على شغف/ كأن الصبح يفتح بابه الخلقي للأنوار/ جئت إليك/ اركض فوق ساق الريح/ مشتعلا بما عشناه في ايامنا الأحلى/ يصاحبنا النسيم الأردني العذب/ في تجوالنا الليلي".

[email protected]

azezaali@