"مسرح شمس" يحيي فعالية "اليوم العالمي للمسرح"

عمان -الغد - بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، أقام مسرح شمس احتفالية الفنون الإبداعية، بحضور وزير الثقافة والشباب د. محمد أبو رمان، والأمين العام للوزارة المسرحي هزاع البراري ونقيب الفنانين الفنان حسين الخطيب، وذلك في مقر المسرح بالعبدلي.اضافة اعلان
ووسط أجواء وطقوس مسرحية، هنأ وزير الثقافة والشباب الفنانين الأردنيين بيوم المسرح العالمي، داعيا المشتغلين بالفنون الإبداعية إلى أن يكونوا على قلب وعقل واحد في المرحلة المقبلة، للخروج مما أسماه حالة "التشرذم والتشظي" التي هي أكبر تحد يواجه الفنانين.
وقال الوزير "هناك تحديات تواجه المسرح، ومنها إدراك الدولة أهمية الفن والثقافة"، مبينا أهمية تكوين مجموعات ضغط من أجل إيصال رسالة المسرح والفن على اعتبار أنها رسالة الدولة الناعمة.
وأكد أبو رمان أن السياسات الثقافية بحاجة إلى مراجعة في ضوء التطورات التكنولوجية التي تحدث في العالم من حولنا، إضافة إلى إقامة جسر تواصل بين الأجيال من العاملين في الفن والدراما، متحدثا عن التحديات التي تواجه وزارة الثقافة، لاسيما على صعيد قلة الموارد التي تعيق صناعة الثقافة والإبداع والابتكار.
ومن جانبه، رحب مدير "مسرح شمس" المخرج عبدالسلام قبيلات، بوزير الثقافة وهذه الرعاية والحضور، مؤكدا أهمية وجود المسرح في الحياة، فالمسرح هو "عنوان الحضارات"، كما قال قبيلات، الذي تمنى أن يتطور المسرح الأردني ويكون من أفضل المسارح.
ورأى قبيلات أن المسرح من الأشياء المهمة للإنسان، وهو سبيله للتعبير عن عواطفه، كما أن المسرح سرد لنا الحكاية التي كانت ترويها الجدات والأمهات والأخوات لنا قبل النوم. هذه الحكاية التي كنا نعتقد أنها من أجل النوم، ولكن كلنا يعرف أنه مع مرور الزمن تبقى هذه الحكاية عالقة في الذاكرة.
وأشار قبيلات إلى الأزمة التي يمر بها المسرحان العربي والأردني، كذلك الحال بالنسبة للحكاية التي لم يعد يرويها أحد، فالحكاية هي أساس المسرح، وهي التي تقود للنجاح والتفوق وإيصال رسالة المسرح للجميع.
ودعا قبيلات الى العمل على تطوير المسرح الأردني والحركة المسرحية، وأن تكون هناك ثقافة مسرحية، وجمهور مسرحي، فالمسرح هو عنوان حضاري، وفي غيابه تغيب الثقافة عن البلاد.
ثم تحدث قبيلات عن تجربته مع مسرح شمس بعد عودته من روسيا، وعن أبرز المشاكل التي تواجه المسرحي والمخرج المسرحي، وهي الديكور المسرحي الذي يعد عاملا مهما في العمل المسرحي بعد انتهاء العمل.
وفي سياق آخر، قرأ الفنان رشيد ملحس كلمة اليوم العالمي للمسرح التي كتبها المخرج والدراماتورج "كارلوس سيلدران"، والتي أكد فيها أهمية المسرح، قائلا: "قبل معرفتي بالمسرح والتعرف عليه، كان أساتذة المسرح الذين هم أساتذتي موجودين هنا، كانوا قد بنوا إقامتهم، ومناهجهم الشعرية على بقايا حياتهم الشخصية، الكثير منهم الآن غير معروفين أو لا يُستحضرون كثيرا في الذاكرة، كانوا يعملون في صمت وفي قاعات التدريبات المتواضعة داخل مسارح مزدحمة، بعد سنوات من العمل والإنجازات الرائعة راحت أسماؤهم تتوارى تدريجيا ثم اختفوا".
ومن جهتها، ألقت أسماء قاسم كلمة كتبها عماد الشاعر، جاء فيها "المسرح طفل يشاغب في سماء الواقع، ليخلع عنه ما اهترأ من ثوب الواقع، وظل نبضا حيا، هنا والآن، في كل زمان ومكان، باب فتح على مصراعيه ليشدو قصة الإنسان".
وأكد نقيب الفنانين حسين الخطيب أهمية المسرح بقوله "إن المسرح كان في الماضي مدرسة للناس ويعلم القوم المعلومة"، لافتا الى أن أي دولة تنظر دائما الى المسرح على أنها "فاتورة كهرباء"، بينما المسرح يعد "اقتصاديا معرفيا، وجزءا مهما لا يتجزأ من اقتصاد البلاد"، فهو يلعب دورا مهما في حياة الناس واستقرار البلاد، ويكافح التطرف والجريمة ويرتقي بتفكير الناس، لذلك يجب دعمه من أجل الاستمرار.
ودعا الخطيب الى وضع خطط مالية تسهم في حماية المسرح وتعمل على تطويره أجل الإنسان، فالإنسان هو الاستثمار الحقيقي، وهذه دعوة للحكومة للاهتمام بالمسرح والمسرحيين.
واختتمت الفعالية بعرض قدمته الفنانة نادرة عمران والفنان رشيد ملحس، وهو مشهد تمثيلي عالمي يتناول كيف أصبحت العلاقات الزوجية في ظل وسائل التواصل الاجتماعي.