"مسلسل غرامات الأندية"

ليس من جديد في قرارات اللجنة التأديبية التابعة لاتحاد كرة القدم، فتلك القرارات التي صدرت أمس وتنشرها "الغد" اليوم عبارة عن "نسخة كربون"، وربما الجديد فيها نوعا ما مواصلة نادي الصريح ارتكاب مخالفات، أسوة بما هو معتاد من أندية الفيصلي والوحدات والرمثا.اضافة اعلان
أصبح مألوفا أنه بعد كل مباراة لهذه الفرق سواء في دوري المحترفين او كأس الأردن او حتى الفئات العمرية، أن ثمة عقوبة متوقعة، لأن جماهير الفيصلي والوحدات تتبادل شتم بعضهما حتى وإن لم يلعب الفريقان ضد بعضهما.. هذه حالة فريدة قد تكون "ماركة مسجلة" باسم جمهورنا الحبيب.
القرارات الجديدة حملت غرامات مالية على الرمثا "5250 دينارا" والصريح "3000 دينار" والفيصلي "2000 دينار" والوحدات "1500 دينار"، وتنوعت الاسباب بين شتم واستخدام "الليزر" ومخالفة التعليمات، وما يلفت الانتباه أن هذه الأندية وصلت إلى حد غير مسبوق من حجم العقوبات، رغم أن الموسم الكروي ما يزال في منتصفه، ما ينذر بأن القادم ربما يكون اسوأ، وفيه تتحطم الارقام القياسية بعدد العقوبات وغراماتها المالية.
اللجنة التأديبية وجهت تحذيرا للفيصلي نصه: "تغريم النادي الفيصلي مبلغ 2000 دينار وتوجيه انذار الى النادي الفيصلي بتشديد العقوبة بحقه في حال تكرار المخالفة"، لأنها المرة الثامنة التي تقوم فيها الجماهير بالشتم ولا يوقف الحكم المباراة، وقد تعامل الاتحاد مع الهتافات وفق حالتي إيقاف وعدم ايقاف الحكم للمباراة.
قلت في اجتماع سابق بحضور أمين عام اتحاد الكرة فادي زريقات ورئيس اللجنة التأديبية المحامي قيس زيادين بحضور عدد من الزملاء الاعلاميين اثناء اجتماع خاص بعمل اللجنة التأديبية، إن اللجنة تقوم بدور "الجابي" للغرامات فقط، لأنها تتخذ قراراتها طبقا للمخالفات المرتكبة، مع أنها تدرك جيدا أنه ما من رئيس ناد او عضو هيئة ادارية في مقدوره منع الجمهور من الهتاف ضد الفريق المنافس او حكام المباراة، بل باتت الشتائم تطال الفريق الذي يشجعه الجمهور ومجلس الادارة "من الرئيس وجُرّ"، في حال جاءت النتائج بعكس ما يشتهي الجمهور.
هل يعني ذلك عدم ايقاع غرامات مالية على الأندية؟.. هذا سؤال سيبادر المعنيون في اتحاد الكرة إلى طرحه، والاجابة عنه يمكن أن تكون بطرح سؤال معاكس تماما.. هل نجحت تلك العقوبات في منع مخالفات الجماهير ام زيادتها؟.
اعتقد بأن اتحاد كرة القدم قبل غيره يعرف الاجابة.. ما حاجة النادي إلى نفر من الجمهور يأتي لشتم الآخرين وربما فريقه ايضا ولا يحصل منه على عائد مالي بل يتضرر بسببه؟، وكم ستبقى الأندية تنزف ماديا وصناديقها خاوية الا من المطالبات المالية؟، وهل يتبقى لبعض الأندية شيء من مستحقاتها اذا ما تم حسم قيمة غرامات "التأديبية" ومستحقات اللاعبين بعد قرارات "أوضاع اللاعبين"؟.
اذا كان اتحاد الكرة غير قادر على تطبيق مبدأ "حسم النقاط"، فإن التهديد بنقل المباريات خارج ملعب الفريق هو عقوبة للفريق وليس للجمهور المشاغب، وربما من الاجدى احيانا اقامة مباريات بدون جمهور لتوفير الغرامات على الأندية، طالما لم يتوفر الحل الأمني الذي يرسل المتفرج المشاغب إلى القضاء او يمنع دخوله مجددا إلى الملاعب، وطالما أن بعضا من الجمهور تحول من "نعمة" إلى "نقمة".