مسلمو أوروبا يتزايدون ويبحثون عن تمويل إسلامي

المنامة- قال عزالدين شاب راسه، مؤسس Qardz للتمويل الإسلامي، والتي تعمل بشكل أساسي بين المسلمين في أوروبا لتوفير التمويل والحلول التكنولوجية المتطورة لذلك، إن المسلمين في أوروبا يتزايدون بشكل كبير وخاصة على صعيد الطبقة الوسطى، ما يحتم تلبية حاجاتهم الاستثمارية المتوافقة مع الشريعة، داعيا المصرفية الإسلامية إلى الإقدام على المشاريع التي تتضمن المخاطرة والإنتاج الحقيقي.اضافة اعلان
ويشرح شاب راسه دور شركته، بالقول: ""قرض" هي شركة جديدة لتزويد الخدمات المصرفية الإسلامية للمشاريع الريادية الصغيرة والمتوسطة، تستهدف خاصة السوق الأوروبي للمسلمين، وهي سوق كبيرة، هناك ما بين 30 و40 مليون مسلم بحاجة لخدمات مالية. الخدمات المصرفية على الطريقة الإسلامية في أوروبا قليلة جداً وغير كافية لتغطية السكان كافة الى جانب الطلب الكبير عليها بسبب النمو المتزايد للطبقة المتوسطة من المسلمين الذين لديهم قدرة الاستثمار".
وحول وجود أفكار وحلول جديدة يطرحها المسلمون في أوروبا مختلفة عن تلك التي تكون موجودة في الدول الإسلامية هنا بحكم حاجتهم لمعالجة مشاكلهم الخاصة، قال شاب راسه، في مقابلة على هامش المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية في البحرين "إن المهم هو التركيز على تكنولوجيا الخدمات المالية الذكية التي تسمح لهم بالوصول إلى رؤوس الأموال بسهولة بصرف النظر عن طبيعة الفكرة التي ستكون بالتأكيد مناسبة لبيئة السكن".
وشرح شاب راسه رأيه، بالقول: "كل مسلم بحاجة للتمويل، وهذا يسمح للأعمال التجارية بالنمو، سأعطيك مثلاً بسيطا جدا، سوق الحلال للأطعمة في أوروبا ينمو على أساس ضخم بشكل سنوي، وملّاك تلك الشركات مسلمون بمعظمهم، وهؤلاء أيضا يحتاجون للنمو والتوسع، وليس بالضرورة فقط من لديه أفكار مبتكرة. ببساطة هم أصحاب مشاريع يطورون أعمالهم التجارية لخدمة السكان المسلمين، بل وجميع الناس، وهؤلاء الناس الآن بحاجة للتمويل".
وعن المطلوب من دول المنطقة التي تسعى لتمويل هذه المشاريع الرائدة، قال شاب راسه: "أولاً على الحكومات وضع أنظمة، وهذه هي وظيفتها، ويجب أن تكون الأنظمة مبتكرة مثل ابتكارات رواد الأعمال، على غرار القوانين في بريطانيا وسنغافورة. لذا مثال بسيط جداً للوائح المبتكرة ما قامت به المملكة المتحدة وسنغافورة.. علينا ألا نفرض عليهم أنظمة سائر الشركات".
وتابع بالقول إن الأمر الثاني المهم هو تطوير القوانين التي تسمح بتصحيح وضع الشركات المتعثرة باعتبار أن الابتكارات بحاجة لدعم وحماية، قائلا: "على المشرّع قبول الفشل كجزء من العملية، عليك أن تجرب مرات عدة قبل أن تنجح في شيء. الفشل لا يجب أن يقابل بالعقاب بأي حال، يجب أن يكون هناك آلية لمواجهته وأن تمنح الناس فرصة للبدء من جديد".
وردا على سؤال حول أولوية اهتمام التمويل الإسلامي بالمشاريع المنتجة عوض الانصراف إلى المضاربة والمرابحة، قال شاب راسه: "كان يُعتقد لوقت ما أن التمويل الإسلامي مخصص للأثرياء جداً أو للاستثمارات الأجنبية، خاصة عندما يتعلق بأوروبا.. وما نحتاج له الآن هو إعادة التفكير في أن يكون التمويل الاسلامي للجميع، هو لا يعني الحصول على صفقة مرابحة، الأمر ليس مجرد حساب خال من الفائدة، إنه أيضاً له بعد اقتصادي متكامل يتعلق بالنمو الاقتصادي".
وتابع شاب راسه: "إذا ترتب على المنتج مخاطرة كبيرة جداً في البنوك التقليدية، مثل الأسهم الخاصة مثلا، فسيكون ذلك هو في الحقيقة ما يتوجب على المسلم القيام به على أساس يومي، لأن ما نريد المغامرة به هو تقاسم المخاطر. لذا، ما يعتبره الغرب أعمالا تجارية تنطوي على مخاطرة كبيرة جداً يجب أن يكون عملنا التجاري اليومي".-(CNN)