"مسيرة الأعلام" تزيد التوتر بالأراضي المحتلة

جماعات الهيكل خلال مراسم دينية لهم عند حائط البراق في المسجد الأقصى.-(ارشيفية)
جماعات الهيكل خلال مراسم دينية لهم عند حائط البراق في المسجد الأقصى.-(ارشيفية)
نادية سعد الدين عمان- ما تزال "مسيرة الأعلام" تتصدر واجهة المشهد المقدسي المشحون بالتوتر الشديد؛ في ظل إعلان الحكومة الإسرائيلية أمس عن انطلاق "المسيرة المركزية" للمستوطنين المتطرفين، يوم الأحد المقبل، عبر باب العامود والبلدة القديمة وعند أبواب المسجد الأقصى المبارك وصولا لاقتحامه، مصحوبة برفع زهاء 9 آلاف علم "إسرائيلي"، و"الرقص" والهتافات المطالبة "بهدم قبة الصخرة"، وسط دعوات فلسطينية للاحتشاد الواسع لحماية الأقصى والدفاع عنه. وعلى وقع استشهاد فتى فلسطيني وإصابة عشرات الفلسطينيين بمواجهات مع الاحتلال في نابلس، وأنحاء متفرقة من الضفة الغربية؛ فقد تكثفت الدعوات الفلسطينية، للاعتكاف في الأقصى، بدءا من يوم غد الجمعة، للتصدي لعدوان المستوطنين الذين يعتزمون تنفيذ اقتحام مركزي ومكثف للمسجد. في حين تقوم ما يسمى "بلدية الاحتلال" بالقدس المحتلة بالتنسيق مع الجماعات اليهودية المتطرفة لتنظيم مسار "مسيرة الأعلام" بدءا من اقتحام جماعي كبير للأقصى، ورفع "الأعلام الإسرائيلية" في باحاته، وأداء الطقوس التلمودية والجولات الاستفزازية داخل ساحاته. وتنطلق "مسيرة مركزية" تسمى "رقصات الأعلام" من غرب القدس نحو شرقها، يتخللها الرقص بالأعلام وترديد الهتافات العنصرية التهويدية، حيث تعتبر ساحة باب العامود المكان الأبرز لالتقاء المتطرفين والرقص بالأعلام، ثم يتوزعون باتجاه البلدة القديمة وصولا إلى حائط البراق لإقامة الصلاة المزعومة فيه. وبعيدا عن ردود الفعل العربية والفلسطينية المناهضة؛ فإن حكومة الاحتلال تمضي حتى الآن في إعداد البرامج الاحتفالية للاحتفاء بما يسمى "يوم توحيد القدس"، لإحياء ذكرى احتلال القدس عام 1967، وذلك بتنظيم المسيرات في القدس القديمة وعلى أبواب الأقصى مع الأعلام الإسرائيلية. جاء ذلك بالتزامن مع قرار سلطات الاحتلال بإبعاد رئيسة قسم الحارسات في المسجد الأقصى عن المسجد حتى الأسبوع المقبل، وذلك عقب قرار مماثل يستهدف شابا مقدسيا، في إطار السياسة الإسرائيلية لقمع الغضب الفلسطيني العارم. في حين اقتحمت مجموعات كبيرة من المستوطنين المتطرفين، أمس، المسجد الأقصى المبارك، من جهة "باب المغاربة"، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال، وقاموا بأداء الطقوس التلمودية في باحاته، وفق دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة. وأضافت، إن "المقتحمين أدوا طقوسا تلمودية استفزازية عنصرية، ونفذوا جولات مشبوهة في باحات المسجد الأقصى، وسط التصدي لهم بالطرد وهتافات التكبير الاحتجاجية من قبل المصلين والمرابطين وحراس المسجد الأقصى المبارك". وطبقا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، مثل صحيفة "يسرائيل هيوم"، فإن حوالي 40 ألف مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى منذ أيار (مايو) من العام الماضي، معتبرة أنه يعد "رقما قياسيا سنويا جديدا في عدد المقتحمين للأقصى بالتنسيق مع شرطة الاحتلال"، وفق زعمها. وفي ظل الأجواء المشحونة؛ أعلنت سلطات الاحتلال، أمس، بدء العمل في مشروع التلفريك "القطار الجوي" المؤدي إلى حائط البراق، بالقدس القديمة المحتلة الذي يربط جبل الزيتون (جبل الطور) بساحة البراق، ويهدف لربط شرق القدس بغربها وتسهيل اقتحام المتطرفين للأقصى. إلى ذلك؛ أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد الطفل غيث يامين (16 عاماً) متأثراً بجراحه التي أصيب فيها في مواجهات مع الاحتلال بمحيط قبر يوسف، شرق نابلس، والتي تسببت أيضاً في وقوع العديد من الإصابات بين صفوف الفلسطينيين، أثناء تصديهم لاقتحام المستوطنين، بحماية قوات الاحتلال، "قبر يوسف" بنابلس. وشيعت جماهير غفيرة من أبناء الشعب الفلسطيني في محافظة نابلس، جثمان الشهيد، وسط هتافات غاضبة تندد بجرائم الاحتلال وتطالب بالرد عليها وتصعيد المواجهة المضادة له. وأكدت حركة "حماس" إن "إجرام الاحتلال ضد الأرض والشعب والمقدسات، لن يزيد الفلسطينيين إلا إصرارا على الصمود والتصدي والمقاومة". وأشادت الحركة بتصدي أهالي نابلس لانتهاكات المستوطنين ومحاولتهم إهانة العلم الفلسطيني وتنكيسه، بالتصدي لعدوان اقتحامهم قبر يوسف والمنطقة الشرقية من نابلس"، مؤكدة أن "نهج المقاومة هو السبيل الوحيد لرد العدوان الصهيوني المتصاعد، ووقف الزحف الاستيطاني". من جانبها، اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي، أن إعدام الشهيد يأتي في سياق الإرهاب المنظم الذي تمارسه قوات الاحتلال وقادته والمستوطنين بحق أبناء الشعب الفلسطيني"، داعية "الشعب الفلسطيني، وقوى المقاومة الفاعلة، بتصعيد المقاومة بكل الطرق والوسائل ضد الاحتلال". وبالمثل؛ أكدت لجان المقاومة الفلسطينية استمرار المقاومة ضد الاحتلال حتى تحرير الأرض واستعادة كافة الحقوق الوطنية المشروعة، انسجاماً مع دعوة حركة الأحرار لتصعيد المقاومة وتوحيد الجهود ضمن استراتيجية مواجهة شاملة لتصعيد الاشتباك مع الاحتلال. وبالمثل؛ أكدت كل من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة المقاومة الشعبية استمرار المقاومة وتصعيد المواجهة ضد عدوان الاحتلال في الأراضي المحتلة.اضافة اعلان