مسيرة جماهيرة وسط عمان تتوج يوم غضب أردني ضد قرار ترامب

.. وشاب يحرق علما إسرائيليا في المسيرة أمس-(تصوير: محمد أبو غوش)
.. وشاب يحرق علما إسرائيليا في المسيرة أمس-(تصوير: محمد أبو غوش)

غادة الشيخ

عمان- توجت مسيرة جماهيرية كبيرة انطلق من المسجد الحسيني وسط عمان امس حراكا شعبيا اردنيا غاضبا لف مختلف مناطق المملكة يوم امس، احتجاجا على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الإسرائيلي ونقل سفارة بلاده الى القدس، فيما تصدر رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة ورئيس الوزراء الاسبق طاهر المصري وعدد من النواب، الى جانب قيادات حزبية ونقابية وشعبية، المسيرة الجماهيرية.اضافة اعلان
فقد انطلقت المسيرة المركزية من أمام الجامع الحسيني وسط عمان بعد ظهر صلاة الجمعة وصولا الى ساحة النخيل، منددة بقرار ترامب وسياسة ادارته تجاه الحقوق الفلسطينية والعربية. ونظمت المسيرة بدعوة من فاعليات شعبية وحزبية متنوعة كانت دعت الأردنيين للخروج الى الشوارع احتجاجا على القرار الأميركي.
وكالات انباء وصحف ووسائل إعلام عالمية وعربية، نقلت جزءا من هذه التظاهرة التي احتشد فيها آلاف المشاركين الذين هتفوا رافضين للقرار الأميركي.
وعلت الحناجر بشعارات "الحل السلمي ماله أساس.. العين بالعين.. والراس بالراس"، و"اسمع صوتي من عمان يسقط نهج الأمريكان"، و"من الجنوب للشمال.. يسقط يسقط الاحتلال"، و"عبدون بدها تحرير.. من السفارة والسفير"، و"هي هي هي هي.. أمريكا راس الحية"، و"بالروح بالدم نفديك يا أقصى".
وغطت الاعلام الاردنية والفلسطينية واللافتات وصور القدس والاقصى، سماء المشاركين في المظاهرة، في إشارة الى حالة التلاحم والرفض الشعبي للقرار الأميركي و"وعد ترامب" المشؤوم.
ولفت مشاركون الى أن هذا الوعد الذي كان الرئيس الأميركي قد أطلقه الخميس الماضي، واعد له منذ ترشحة لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية، مجحف بحق الفلسطينيين ومهين للشرعية الدولية.
واعتبروا أن وعد ترامب، انما هو اعتداء على قيم العدالة والحق، وانحياز كلي للمحتل والغاصب، متسائلين حول زعم الولايات المتحدة بأنه بلد الحرية والديمرقراطية، لكنها لا تطبق قيمها على محتلين كالإسرائيلييين.
وأكدوا أن القدس؛ التي تبرع ترامب بجعلها عاصمة لمحتل وغاصب، ليست عاصمة لفلسطين حسب بل عاصمة العرب، معلنين رفضهم لقراره الذي يذهب الى تهويد المدينة المقدسة، دون أدنى اعتبار لحقوق العرب التاريخية بها.
وطالب مشاركون باستخدام اتقاقية وادي عربة، كورقة ضغط على الولايات المتحدة الأميركية والتلويح بالغائها انتصارا للقدس، داعين الى طرد السفير الأميركي من عمان،  وفي الوقت نفسه توحيد الصفوف ورصها لمواجهة قرار ترامب ودفع أميركا للتراجع عنه.
كما وطالب المشاركون الشعب الفلسطيني، بالتأهب لنصرة القدس واطلاق انتفاضة في فلسطين، خصوصا وأن ذكرى الانتفاضة الأولى "انتفاضة الحجارة" الثلاثين صادفت أمس. ورفع المشاركون صورا للرئيس الأميركي، كتب عليها "ترامب داعم التطرف والارهاب"، بالاضافة لصور وسمت وجهه بشعارات النازية، وحرقوا في المسيرة التي وصلت الى منطقة ساحة النخيل، العلمين الأميركي والإسرائيلي.
أمنيا؛ تعاون رجال الأمن مع المشاركين في المسيرة، ولم يقيدوا تحركهم.
وفي ختام المسيرة، ألقى رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة كلمة أمام المشاركين قال فيها "لن نقبل بالتراجع عن القرار الأميركي وحسب، بل نريد اعترافاً دوليا بقيام دولة فلسطين على ترابها الوطني، وعاصمتها القدس، والإصرار على حق العودة والتعويض".
وأضاف الطراونة "نقف اليوم جميعا صفا واحدا خلف قيادتنا وإرادة شعبنا، لنكون موحدين أمام طغيان الظالم وعبثه بمستقبل أجيالنا، ونتحدى قوى الشر والغطرسة، ونحذر من مغبة العبث بمصير شعب بأكمله، ناله الظلم على طول السنوات والعقود الماضية".
ودعا للانتفاض في وجه الظلم، وخاطب الاردنيين "يا من روى آباؤكم وأجدادكم ثرى فلسطين الطهور وكان لجيشكم الباسل قصص البطولة والشرف في الدفاع عن القدس".
وأكد "اننا اليوم مطالبون أكثر من أي وقت مضى بالوقوف جنبا إلى جنب، لوقف هذا الاستهتار بحقوق الشعب الفلسطيني الذي بلغ مداه، إلى حدود مصادرة هوية القدس، باعتراف أميركا بالقدس عاصمة لإسرائيل المحتلة".
وتابع "كراماتنا لا تقبل التجزئة، وفلسطين ليست سلعة بيد أميركا، تهبها لمن تشاء، والقدس عاصمة فلسطين شاء من شاء وأبى من أبى، وستظل هويةً عربية، ومقدساتها الاسلامية والمسيحية، الشاهد على تاريخنا معها، وتاريخها معنا، ولتذهب إسرائيل إلى من يعترف بها ليعطيها وطنا وحصيرة".
وقال رئيس مجلس النواب "لن ندخر جهدا في دعم صمود الشعب الفلسطيني حتى يعود له الحق وتبتر يد الباطل"، مضيفا ان فلسطين بقدسها وترابها وبرها وجوها لأهلها.
وأكد الطراونة أن "التاريخ والمجدُ لفلسطين.. والصمود والفخر لأهلها، والخزي والعار للمحتل، وعلى أميركا أن تتراجع عن خطوتها، فلا حائل ولا طائل أمام الحق وأهله وإن طال الزمان".