مشاركون في "المؤتمر الإقليمي" يبحثون تطوير إدارة المواقع الأثرية

الفايز يلقي كلمة خلال المؤتمر الاقليمي الاول لحماية الممتلكات الثقافية أمس-(من المصدر)
الفايز يلقي كلمة خلال المؤتمر الاقليمي الاول لحماية الممتلكات الثقافية أمس-(من المصدر)
محمد أبو الغنم - ناقش مشاركون في "المؤتمر الإقليمي الأول لحماية الملكية الثقافية" الذي عقد في عمان المناهج الإقليمية لإدارة المواقع الأثرية ومدى فاعليتها أثناء الأزمات. ويركز المؤتمر الذي يعقد بمشاركة إقليمية لعدد من مدراء الآثار وخبراء ومسؤولين حكوميين من الأردن ومصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب ولبنان وفلسطين والعراق واليمن، على التحديات الحالية والفرص المستقبلية بما فيها الشراكات بين القطاع العام والخاص والتعاون الإقليمي والدولي والتشريعات والأطر التي تمكن من الإدارة الفاعلة والمستدامة للمواقع الاثرية. وسيتضمن المؤتمر الذي حمل عنوان "إدارة الموقع: الاستراتيجيات والممارسات" مواضيع تتعلق بالتغير المناخي وتأثيره على الآثار والخطط التي تتخذها الحكومات لمعالجة هذا التأثير، إذ يعد هذا المؤتمر استكمالا للجزء الأول الذي عقد في الفترة من 10 إلى 12 آب(أغسطس) 2021، وسيستكمل في أواخر عام 2023 في القاهرة حول التوثيق وإدارته. وانطلق المؤتمر بحضور سمو الأميرة دانا فراس، رئيس الجمعية الوطنية للمحافظة على البترا، وسفير اليونسكو للنوايا الحسنة للتراث الثقافي وبرعاية وزير السياحة والآثار نايف حميدي الفايز. وقالت الأميرة "تحتفل اليونسكو هذا العام بالذكرى الخمسين لاتفاقية التراث العالمي، والتي تعمل اليوم كأداة لحماية المواقع الثقافية والطبيعية ذات القيمة العالمية الاستثنائية". وأضافت في كلمتها خلال انطلاق أعمال المؤتمر " جاءت اتفاقية التراث العالمي للاعتراف بالممتلكات التراثية والثقافية والترويج لها، وبدأت عند بناء السد العالي في أسوان في مصر، والذي كان من شأنه أن يغمر الوادي الذي يحتوي على معابد أبو سمبل". وتابعت "عام 1959 بعد نداء من حكومتي مصر والسودان، أطلقت اليونسكو حملة حماية دولية، مولت أكثر من 50 دولة الحملة، والتي مثلت شهادة على أهمية المسؤولية المشتركة العالمية لحماية المواقع الثقافية البارزة". وقالت "هذه هي الروح التي نجتمع بها اليوم هي التزام ومسؤولية مشتركة لحماية الممتلكات الثقافية، إذ تمتد هذه المسؤولية المشتركة إلى ما وراء الحدود الجغرافية إلى المجتمع الدولي، وعبر القطاعات التي تجمع بين القطاعين العام والخاص وقطاع المجتمع المدني معا، في شراكة لصالح حماية التراث الثقافي". من جهته قال الفايز إن "حماية وتطوير المواقع السياحية والأثرية، هي ركيزة العمل السياحي وعنصر مهم في التنمية المجتمعية المستدامة، والتي هي جوهر عمل المنظومة السياحية في الأردن". وبين أهمية الحفاظ على التراث الإنساني التي تعد مسؤولية جماعية تتشارك بها الإنسانية، مؤكدا أن هذا التراث ملك للإنسانية يجب الحفاظ عليه وتقديمه للأجيال القادمة. وأكد الفايز ضرورة تحويل التحديات التي واجهتنا فيما يخص حماية الممتلكات الثقافية إلى فرص نستطيع من خلالها حماية آثارنا وحضارتنا وممتلكاتنا الثقافية. وقال مدير دائرة الآثار العامه أ.د.فادي البلعاوي ان "عقد المؤتمر الاقليمي الأول لحماية الممتلكات الثقافية حدث مهم بمشاركة دول شقيقة تمتاز بإرث ثقافي وتاريخي فريد". وأكد بلعاوي أن هدف المؤتمر النظر إلى التجارب المختلفة في الدول العربية المختلفة لآلية إدارة المواقع الأثرية والتراثية في هذه المواقع. وأشار إلى كيفية الوصول للخروج بآلية واحدة أو اطار محدد لتطوير هذا الموضوع بما يعود بالمنفعة على التنمية الاقتصادية والمجتمعات المحلية. وبين أن أي عمل في المواقع الأثرية يجب أن يكون أساسه تنمية المجتمعات المحلية واشراكها وادماجها كأصحاب قرار في العمل. وأضاف بلعاوي أن هذا المؤتمر يتطرق إلى مواضيع مهمة محليا وفي الدول المجاورة أهمها آلية إدارة المواقع الأثرية والتراثية وما هي الفرص والتحديات في ادارتها وقت الازمات تزامنا مع مرور المنطقة في بعض الازمات الطبيعية او الازمات البشرية وبالتالي يجب أن تكون هنالك خطة شاملة للتعامل مع إدارة هذه المواقع في الازمات. وأوضح أن كل دولة ستقدم عدة دراسات ميدانية عن هذه المواقع وعن هذه المشاكل وعن كيفية التعامل معها. وقال"تتعرض المواقع الأثرية والسياحية للعديد من العوامل الطبيعية والبشرية التي تؤثر عليها ولحماية هذا الموروث الثقافي". وأكد بلعاوي ضرورة أن تكون لدى جميع الدول سياسات وممارسات عملية محددة تعتمد على التحليل العلمي والتطبيقي ضمن أطر تشاركية للعمل تأخذ فيها المجتمعات المحلية كركيزة أساسية إذ تكون التشاركية مع المجتمعات المحلية هو سبيل العمل ونظرته المستدامة في الحفاظ على الموروث الثقافي، وفي إبراز الهويّة الحضاريّة الثقافية. من جانبه، قال رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا التنموي السياحي د.سليمان الفرجات "تتحمل البترا بصفتها أول موقع تراث عالمي في الأردن، مسؤولية أن تكون مثالاً يحتذى به في كيفية خدمتها للعديد أصحاب المصلحة المختلفين، لذلك يقع على عاتقنا مسؤولية ضمان أن السياح الذين يزورون البترا سيعيشون أفضل تجربة ممكنة حتى يصبحوا هم أيضا مدافعين عن البترا". وأضاف أن "سلطة إقليم البترا التنموي السياحي، تعمل ضمن مسؤوليتها على ضمان تقاسم الفوائد الاقتصادية والاجتماعية التي يمكن أن تجلبها السياحة الدولية مع المجتمعات المحلية، تماشياً مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، مؤكداً أن هذه المسؤولية تمنح المجتمعات المحلية مستقبلا أفضل". من ناحيتها، قالت المدير التنفيذي لمركز البحوث الأميركي في مصر د.لويز برتيني "واجه الحفاظ على التراث الثقافي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، العديد من التحديات بما في ذلك التغيير البيئي والاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية". وأوضحت أن الهدف من المؤتمر، هو الجمع بين ممثلي الحكومات والمنظمات غير الحكومية والأكاديميين والمسؤولين من المنطقة لمناقشة دراسات الحالة وتوسيع الشبكات المهنية والعمل من أجل التعاون الإقليمي في محاولة لمواجهة التحديات معًا.اضافة اعلان