مشاريع اقتصادية بإدارة إسرائيلية وأيد عاملة غزية

يديعوت أحرنوت

بقلم: متان تسوري

اضافة اعلان

20/11/2019

تجري محادثات التسوية بين إسرائيل وحماس هذه الأيام بوتيرة سريعة وبنبرة متفائلة نسبيا، من تحت السطح، في قنوات شبه سرية، بينما في إسرائيل لا يتطرقون إلى ذلك بشكل رسمي.
ولكن بالتوازي تتبلور مبادرة اخرى، هدفها ليس فقط احلال وقف للنار بل وايضا اقامة علاقات حقيقية بين الطرفين، وفي هذه الحالة بين بلدات غلاف غزة وبين قطاع غزة. كيف سيحصل هذا؟ من خلال الخطة الكبرى للتنمية الاقتصادية – الاقليمية بين السلطات في الغلاف وبين السلطات في القطاع. والآن، لأول مرة، تنكشف الخطة الكاملة في "يديعوت احرونوت".
في الأشهر الأخيرة تبلورت الخطة، التي تتضمن العمل على عدد من المشاريع على طول حدود القطاع. والفكرة هي: تقام المشاريع في أراضي إسرائيل، ولكن العاملين فيها يكونون من الفلسطينيين. هكذا، بالتوازي، يفترض أن يتحسن مستوى معيشة سكان غزة، فيما تحظى السلطات في غلاف غزة بمصادر دخل جديدة.
على جدول الأعمال توجد خمسة مشاريع كبرى: ثلاث مناطق صناعية، اثنتان منها بمساحة 2000 دونم لكل منهما والثالثة بمساحة 1.500 دونم تقام على طول الحدود في الجانب الإسرائيلي. اما المشاريع التي تكون فيها فتوفر، حسب الخطة، عملا لآلاف الفلسطينيين من غزة.
في غزة لا يوجد اليوم كهرباء في معظم ساعات اليوم. وهذان المشروعان يمكنهما أن يحسنا الوضع بشكل دراماتيكي.
الجانب الفلسطيني وان كان لم يشارك في بلورة الخطة، الا انهم في إسرائيل يقدرون بانهم في القطاع سيسعدهم التعاون معها. فمنذ اليوم يوجد آلاف العاملين من غزة ممن يدخلون كل يوم الى إسرائيل مع تصاريح عمل خاصة، والفرضية هي أن أحدا لن يقول لا لمزيد من أماكن العمل.
في الأسابيع الأخيرة عرضت الخطة على كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي الذين ايدوها جدا. وقالوا إن مشاريع تحسين حياة السكان في غزة هي سبيل واعد لان الفرضية هي أن الارتفاع في مستوى المعيشة سيقلص الدافع للإرهاب.
هذا، بالمناسبة، هو ايضا موقف الجيش الذي يعرض هذه الأيام في اطار محادثات التسوية بين إسرائيل وحماس والتي تجرى "في القناة الرئيسة".
قبل أسبوعين عرضت الخطة على السفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، الذي طلب منه أن يرفعها إلى الرئيس دونالد ترامب. وبالتوازي عرضت ايضا على بنوك أوروبية وشركات أوروبية كبرى أعربت عن اهتمامها في المشاركة في المشاريع.
من يقود المشروع هو رئيس المجلس الاقليمي اشكول، غادي يركوني، الذي أصيب بجراح خطيرة في حملة "الجرف الصامد" وفقد ساقيه. رئيس المجلس الإقليمي شاعر هنيغف، اوفير ليبشتاين أعرب عن تأييده وكذا ايضا رؤساء سلطات اخرى. وقال مصدر مشارك في الخطة انه "يجب الفصل بين المقاومة واحتياجات السكان والاقتصاد. نحن سنفعل كي نخلق عملا واقتصادا على طول الحدود على أمل أن يدفع هذا السكان في غزة للتفكير مرتين قبل أن يختاروا طريق العنف. وفي اطار كل هذا، يمكننا أن ننتج مصادر رزق لدولة إسرائيل".
عرض هذا النهج ايضا بشكل علني. ومؤخرا فقط قال في مقابلة صحفية رئيس بلدية سديروت، الون دافيدي ان كل خطة للتنمية الإقليمية ولخلق تعاون بين إسرائيل وغزة – مباركة. لا يوجد ما يدعو الا تكون بين محوري الحدود حياة اقتصادية، طالما كان الطرف الاخر يفهم بانه مقابل ذلك هناك حاجة لوضع السلاح جانبا.