مشاعر متباينة للتونسيين بعد الفوز على فرنسا ومغادرة كأس العالم

لاعبو تونس يحتفلون بهدفهم في مرمى فرنسا أول من أمس
لاعبو تونس يحتفلون بهدفهم في مرمى فرنسا أول من أمس
أبدى لاعبو المنتخب التونسي مشاعر مختلطة بعد الفوز الثمين الذي حققه الفريق على نظيره الفرنسي 1-0 أول من أمس الأربعاء، في الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات دور المجموعات ببطولة كأس العالم 2022 المقامة حاليا في قطر. تونس تحلم بإنجاز المهمة شبه المستحيلة أمام فرنسا وكان المنتخب التونسي قد استهل مشواره في البطولة بالتعادل مع نظيره الدنماركي سلبيا ثم خسر أمام المنتخب الأسترالي 0-1 في الجولة الثالثة قبل أن يتغلب على المنتخب الفرنسي حامل لقب كأس العالم 1-0. ورغم الفوز على فرنسا، التي كانت قد حسمت التأهل بالفعل قبل الجولة الثالثة، ضاعت فرصة التأهل على المنتخب التونسي حيث انتزع المنتخب الأسترالي بطاقة التأهل الثانية بالفوز على الدنمارك 1-0. وقال لاعب خط الوسط حنبعل المجبري عقب المباراة التي أقيمت على ملعب ستاد المدينة التعليمية “هذه هي كرة القدم، يمكن أن نلعب مباراة ممتازة كهذه ونحقق الفوز ولا نتأهل”. وأضاف: “لم نلعب في آخر لقاءين بالطريقة نفسها، علينا الآن ألا نتحسر ونعمل من أجل تحسين مستوانا، ما تحقق يمنح الأمل للأجيال القادمة”. وعلق على بقائه على مقاعد البدلاء في المباراة أمام فرنسا قائلا: “كنت أود المشاركة في لقاء اليوم، فأنا بطبعي محارب لكن هذه هي اختيارات المدرب”. وقال زميله لاعب خط الوسط عيسى العيدوني: “الشعور الذي يسيطر علينا اليوم هو الإحباط، لأننا لم نتأهل في النهاية حتى وإن نجحنا في الفوز على المنتخب الفرنسي بطل العالم”. وأضاف: “لعبنا جيدا وتمكنا من الفوز لكن لم نتأهل، هو أمر صعب للغاية، أعتقد أننا لم نؤد واجبنا في مواجهة أستراليا لكنني لا أراه الوقت المناسب للتحدث في ذلك، الآن نحن مستاؤون للغاية ومحبطون”. وعن الدعم الجماهيري للمنتخب، قال العيدوني: “أقدم كل ما لدي في الملعب والجماهير تقدم رد فعل جميل، وأشعر بهذا الحب من الجماهير التونسية، أحب الجماهير كثيرا ولا أستطيع سوى بذل المزيد على أرض الملعب لإسعادها”. أما وجدي كشريدة فصرح: “لا أعرف ماذا أقول، إحساس بالسعادة وخيبة الأمل في نفس الوقت، لعبنا لقاءين كبيرين لكن للأسف لم نوفق في اللقاء الثاني ضد أستراليا، قدمنا عملا هائلا أمام اثنين من المنتخبات الكبيرة”. وبشأن توقعاته للمنتخب الفرنسي، قال كشريدة: “أعتقد أن فرنسا بإمكانها الوصول إلى أدوار متقدمة جدا، يجب علينا العمل أكثر وإن شاء الله نتأهل في المونديال المقبل للأدوار الإقصائية”. من جهته، قال المدافع منتصر الطالبي لقناة “بي إن سبورتس”: “أهدرنا الفرصة أمام أستراليا وأردنا القيام بردّ فعل. قدّمنا مباراة كبيرة، دافعنا وكنا صلبين لكن لم ننجح بالتأهل. أنا فخور بفريقي. قدّمنا كأس عالم جيدة ولعبنا جيدا ضد الدنمارك”. وأكد وهبي الخزري للقناة نفسها”: “كمنافسين أردنا التأهل. هذا الفوز جيد لأننا اظهرنا وجهنا الحقيقي واننا قادرون على تقديم أمور جميلة. نحن نادمون على أول مبارتين لأننا قادرون على تقديم الأفضل. لدينا مجموعة متضامنة ومتلاحمة. خائبون لانه كان يجب ان نحقق ما هو أفضل في أول مبارتين”. وأردف: “الناس لديها ذاكرة قصيرة. البعض ينتقدني لانهم نسوا ما قمت به في الماضي. أحب الكرة واسعاد الناس. واعتقد أني كوفئت اليوم. أنا سعيد. جعلنا الشعب التوسني فخوراً. لقد فزنا على فريق جميل”. وصرح الظهير علي معلول لقناة “الكاس”: “أردنا أن نلعب اليوم في آخر فرصة امامنا ضد أبطال العالم. أردنا على الأقل، إذا لم يحالفنا الحظ في التأهل، أن نخرج بصورة باهية تليق بالمنتخب والجماهير. نعتذر من الجماهير لأننا لم نتمكن من التأهل”. وتقدم جلال القادري، المدير الفني لمنتخب تونس باعتذاره للشعب التونسي عقب الفشل في التأهل لأول مرة للدور الثاني، في سادس مشاركة للفريق في المونديال. وقال القادري في تصريحات للصفحة الرسمية الخاصة بالاتحاد التونسي لكرة القدم بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “أحيي اللاعبين على أدائهم وأعتذر مجددا من الشعب التونسي. أردنا أن نسعدهم وأن نذهب بعيدا في البطولة. كنت مؤمنا بأنه كان يمكننا النجاح مع هذه المجموعة”. وأشاد القادري بالفوز الباهر ضد فرنسا رغم الخروج المبكر من المونديال، وأضاف المدرب التونسي في تصريحاته “لم يكن الفوز سهلا وسيبقى في ذاكرة كرة القدم التونسية وهذا الجيل، الانتصار على صاحب آخر نسخة من كأس العالم بمثل هذه الروح والاندفاع”. وتابع: “قدمنا ما علينا وعندما نشاهد ستة أشواط على طول البطولة أعتقد أننا نجحنا في خمسة اشواط مقابل شوط واحد كلفنا التأهل. لكن أريد أن أبقى إيجابيا”. واختتم القادري تصريحاته: “منذ العام 1978 (المشاركة الأولى) حققنا أفضل حصيلة بأربع نقاط.. صحيح لم نكن فعالين في الهجوم وسجلنا هدفا لكن لم نقبل سوى هدف واحد”. وسيطرت مشاعر مختلطة على الشارع التونسي عقب الفوز الباهر لـ”نسور قرطاج” على فرنسا. واختلط شعور الفرح بالمرارة لضياع تأهل كان قريبا جدا من تونس وهو الهدف الأول الذي وضعته الجماهير التونسية في هذه المشاركة بقطر التي شهدت حضورا بأعداد قياسية في المدرجات. وبجهة أريانة قرب العاصمة تونس خرج المئات من مقهى وقد بدت على وجوهم مشاعر الغضب والحسرة، وقال مشجع ملتحف بعلم يدعى محمد خذري لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): “حققنا فوزا تاريخيا كان صفعة لفرنسا. لماذا لم نلعب بهذا المستوى ضد أستراليا كنا نستحق التأهل. المدرب جلال القادري وحده يتحمل المسؤولية”. وقال مشجع آخر يدعى سمير عيادي: “الفوز أسعدنا وضاعف من مرارة الخروج في نفس الوقت. للأسف انتفاضة متأخرة والتأهل للدور الثاني يتأجل مرة أخرى”. وفي الشارع الرئيسي الحبيب بورقيبة وسط العاصمة أطلقت السيارات آلات التنبيه وتجمع المئات من المشجعين ممن كانوا في المقاهي القريبة، أمام مبنى المسرح البلدي للاحتفاء بالفوز ضد فرنسا. ووجه محللون في البرامج الرياضية على القنوات التونسية انتقادات لاختيارات المدرب ورئيس اتحاد الكرة وديع الجريء. وقال اللاعب الدولي السابق سمير السليمي في برنامج “المونديال بلوس” عقب المباراة: “هي حسرة مضاعفة تعود بنا الى مباراة أستراليا. من المسؤول عن عدم التأهل؟”. وقال النجم السابق لمنتخب تونس جمال ليمام: “تغيير المدربين أضر بالمنتخب. نحتاج إلى مدرب قوي ويجب التخلي عن العديد من اللاعبين الذين انتهت صلاحيتهم. نحتاج إلى مدة لإعادة تكوين منتخب”. -(وكالات)

للمزيد من أخبار المونديال  انقر هنا

اضافة اعلان