مشروع البلدية في شرقي القدس يتعثر منذ الآن

شارع وادي الجوز المشمول بخطة تطوير يعتزمها الاحتلال في القدس الشرقية المحتلة -(أرشيفية)
شارع وادي الجوز المشمول بخطة تطوير يعتزمها الاحتلال في القدس الشرقية المحتلة -(أرشيفية)

هآرتس

نير حسون

28/10/2021

اضافة اعلان

شارع وادي الجوز الذي يقع بين جبل المشارف وحي الشيخ جراح والبلدة القديمة يستخدم كشارع للكراجات في القدس. الى جانب مئات الكراجات المنتشرة على طول الشارع أيضا محلات لبيع قطع السيارات ومواد البناء والمطاعم توجد هناك. ومثلما في معظم شوارع شرقي القدس، أيضا في وادي الجوز لا توجد أرصفة والمباني فيه هي خليط من البيوت الحجرية الأردنية وأكواخ الصفيح ومعرشات مرتجلة إلى جانب بضع مبان حديثة. الشارع الذي يوصل اليه من الشيخ جراح، شارع عثمان بن عفان، هو بشكل عام صعد إلى العناوين حول الصراعات التي يديرها المستوطنون في المنطقة من أجل اخلاء العائلات الفلسطينية التي تعيش فيه. أو بسبب المواجهات العنيفة بين اليهود والفلسطينيين في الحي. وحسب الخطة التي صادقت عليها البلدية في الأسبوع الماضي فان هذين الشارعين يتوقع أن يتغير طابعهما بدرجة كبيرة.
من قاموا بوضع الخطة اعتبروا ذلك ثورة غير مسبوقة في شرقي القدس منذ 1967. هذه الخطة تخصص 230 ألف متر مربع لمبنى جديد للتشغيل والفنادق والتجارة. شارع وادي الجوز حسب الخطة سيتحول إلى شارع بلدي عصري وسيشمل عشرات مباني المكاتب التي تتكون حتى من 14 طابقا. هذه المباني يمكن أن تكون القلب النابض للاقتصاد في شرقي القدس. في نفس الوقت، البلدية تدفع قدما باقامة كلية في الشارع للتأهيل المهني للشباب في شرقي القدس كي يستطيعوا الاندماج في حي الأعمال الجديد. الشارع سيتسع أيضا ليصبح كافيا كي يتمكن القطار الخفيف من المرور فيه. في شارع عثمان بن عفان يخططون لاقامة متنزه ومنتجع.
بلدية القدس وسلطة تطوير القدس تدفعان قدما بخطط في المنطقة في نفس الوقت. الخطة الرئيسية التي اعدتها المهندسة المعمارية يعارا روزنر وخطة مبادئ تخطيط المنطقة وخطة مفصلة اعدها المهندس المعماري ميخائيل بن من مكتب آري كوهين.
رئيس البلدية، موشيه ليون، وضع اسم للشارع وهو "وادي السلكون". بالنسبة له هذا الاسم يعكس الأمل في رؤية شركات هايتيك تظهر وتحل محل الكراجات المهملة. ولكن المسافة حتى تطبيق هذه الخطة ما زالت طويلة. ومثل أي تغيير في شرقي القدس، ترافقه مخاوف وشكوك كبيرة.
المشكلة الأولى وربما الأكبر هي أنه خلافا لخطط مشابهة في غربي المدينة، تقريبا كل الاراضي في شرقي القدس هي أراض بملكية خاصة. المعنى هو أنه بعد المصادقة على الخطة في لجنة التخطيط فان أصحاب الأراضي سيضطرون إلى أن يجندوا بأنفسهم الأموال المطلوبة لتحقيقها. لهذا السبب من غير الواضح إذا كان كل أصحاب الأراضي سيوافقون على الدفع قدما بالاخلاء والبناء في هذه النقطة الزمنية. إضافة إلى ذلك، الأخطر هو أنه من غير الواضح من أين سيأتي التمويل للبناء. الأرض في وادي الجوز مثلما هي الحال في 90 % من أراضي شرقي القدس غير مسجلة في الطابو. لذلك، لا يمكن وضع الأرض كضمانة لتجنيد التمويل من البنوك. وحسب الجهات التي تشارك في الخطة فانه من أجل تطبيق الخطة سيكون مطلوب مشاركة كثيفة للبلدية وسلطات أخرى.
أحد الحلول التي طرحها سكان وأصحاب أراضي فلسطينيين هي زيادة عدد الشقق المخطط لها. الآن الخطة تخصص ليس أكثر من 10 % للسكن. وعلى خلفية ضائقة السكن في شرقي القدس فان البناء للسكن هو ربح مؤكد للمقاول. لذلك، زيادة عدد الشقق المشمول في الخطة سيضمن تنفيذها. "من أجل تنفيذ المشروع لا يمكن الاعتماد فقط على التشغيل والسياحة"، قال مصدر مشارك في بلورة الخطة.
ولكن حسب مصادر مطلعة على الأمر فان اللجنة المحلية في القدس تميل إلى معارضة المصادقة على خطط يوجد فيها عدد كبير من الشقق للفلسطينيين في شرقي القدس. "سياسيا هذا لا يعمل. لقد وصلنا إلى الحد الأعلى مع اللجنة المحلية"، قال أحد المشاركين.
مشكلة أخرى تتعلق بمستقبل 500 عامل وأصحاب مصالح تجارية يعملون الآن في وادي الجوز. وتنفيذ الخطة، يقولون في الشارع، يحتاج الى حل تشغيلي لهؤلاء الناس. "هذا جاء على حساب الناس الضعفاء، الذين حصلوا على كراج من جد الجد"، قال يونس يمن، وهو صاحب محل لبيع قطع السيارات. "هم يريدون التطوير والهايتيك والتقدم، هذا هو المستقبل، لكن ليس على حساب الضعفاء. يجب التفكير بهؤلاء الناس". نشطاء اجتماعيون اقترحوا على البلدية البدء منذ الآن بالأعمال الاجتماعية ازاء العمال وأصحاب المصالح التجارية من اجل العثور على مصادر تشغيل بديلة لهم.
إضافة إلى ذلك يطرح سؤال ما هي الشركات التي تريد وضع نفسها بين الشيخ جراح والبلدة القديمة. إلى جانب الصورة المتوترة والعنيفة في المنطقة فان شركات دولية وشركات إسرائيلية أيضا تعمل مع السوق العالمية، يتوقع أن تواجه معارضة سياسية من أصحاب الأسهم أو الزبائن إذا ارادت استئجار مكاتب خلف الخط الأخضر.
لا يوجد لنا الكثير من بدائل التشغيل لمثل هذا الموقع. إذا أردت زيادة عدد النساء العاملات فيجب علي فعل ذلك في الأحياء وإلا فان هذا لن يحدث أبدا"، قال مستشار رئيس البلدية للشؤون العربية، اوري يكير. "عندما قمنا باعداد الخطة قلنا إن شرقي القدس يجب أن يحصل على نفس الامكانية الكامنة (نفس نسبة البناء بالنسبة لمساحة الأرض) مثلما هي الحال في غربي المدينة بالضبط. لذلك، ذهبنا إلى الحد الأدنى للبناء من اجل التشغيل"، وقال "إن دمج الاستخدامات بين السكن والتشغيل لا يعمل حتى في تل ابيب". وحسب قوله، الموقع مفتوح لجميع الشركات، الإسرائيلية والدولية والفلسطينية.
يكير أكد أن البلدية ستواصل كونها مشاركة وستشجع أصحاب الأراضي على تنفيذ الخطة. "لقد عثرنا في السابق على 800 – 1000 شخص من سكان شرقي القدس، في أعمار 20 – 30 سنة، لديهم إمكانية للعمل في الهايتيك، وهم في معظمهم من خريجي الرياضيات وعلوم الحاسوب في جامعات في الضفة. نحن نعمل على التدريب وبناء الكلية. وفي اللحظة التي اظهرت فيها للشركات بأنه يوجد لديها قوة عمل فهي ستأتي للمقاول، وهو بدوره سيرى أنه يوجد مستقبل لهذا المشروع".
بالنسبة لمستقبل العاملين قال يكير "أنا كبلدية يجب علي ايجاد مكان يمكن فيه تصليح السيارات. نحن ندفع قدما باقامة مجمع جديد للكراجات في المدينة، ونقوم بمساعدة الأشخاص الذين يوجدون هناك. والد رئيس البلدية عمل في كراج. لذلك، هو يتحدث معنا عن ذلك وهو يهتم بهم. ولكن دون الاستخفاف بألم العمال، يجب علينا التفكير أيضا بالمصلحة العامة".