مشروع للزراعات المائية عديمة التربة في الألمانية

تصميم للمشروع - من المصدر
تصميم للمشروع - من المصدر
مادبا- تمكن فريق بحثي من كلية هندسة الموارد الطبيعية وإدارتها في الجامعة الألمانية الأردنية من تنفيذ مشروع بحثي يتمثل بتوظيف الطاقة المتجددة في الزراعات المائية عديمة التربة وإنتاج الأعلاف العضوية التي لا تحتوي على أية مواد كيماوية مصنعة. ويهدف المشروع الذي تم تنفيذه في مزرعة لإنتاج اللحوم العضوية والتي يملكها المواطن محمد أبو عساف في منطقة زيزيا وهو من سكان محافظة مادبا، إلى ابتكار طرق جديدة باستخدام الطاقة المتجددة لزيادة إنتاج الأغذية والأعلاف العضوية وتقديم حلول لمشاكل شح الطاقة والمياه وضعف الزراعة في الأردن. ويقوم المشروع على تصاميم للزراعات المائية لإنتاج الشعير العضوي، إلى جانب دراسة الرؤية الاقتصادية وأنظمة الطاقة الضوئية لإنتاج الأعلاف المائية بجودة عالية وبكلفة مالية بسيطة، وهو ما تم بناؤه في مزارعة أبو عساف. وأشار مشرف المشروع الدكتور عمار الخالدي إلى أنه يجسد أحد الأمثلة للشراكة بين القطاعين الخاص- المجتمع المحلي- والقطاع الحكومي العام ممثلاً بالجامعة الألمانية الأردنية والتي تعتمد المشاريع التطبيقية لتحسين نوعية الحياة وحل بعض الإشكاليات التي يواجهها المواطن الأردني. وبين الخالدي أن أهمية المشروع تكمن في إيجاد حل شامل للمشاكل التي يواجهها العالم كذلك كتغيّر المناخ وتدهور التربة وندرة المياه والتي قد تتسبب في أزمة غذائية متوقعة خلال السنوات القادمة. وأضاف أن الأردن يعاني من حالة أزمة خاصة تتمثل في اجتماع شح المياه والطاقة معاً ومما فاقم هذه الأزمة موجات اللجوء المتكررة إلى الأردن، الأمر الذي سيزيد الطلب على المشاريع المماثلة، مبينا أن المشروع يتميز بأنه يعد صديقا للبيئة ومُجديا من الناحية الاقتصادية نظرا لاستخدامه النظام الكهروضوئي لتوليد الكهرباء، حيث تم إجراء تصميمات متعددة لبناء هذه المنظومة داخل حاوية شحن معاد تدويرها لجعلها محمولة ومن ثم يُسهل نقلها إلى مناطق اللجوء. وبين أنه تم في وقت لاحق بناء مشروع الأعلاف المائية مع أجهزة فعالة لتزويد المزرعة بأربعة أطنان شهريا من علف الشعير المائي بجانب الأعلاف التقليدية التي تم تغذيتها للثروة الحيوانية قبل أن يبدأ المشروع، وهو مربح اقتصاديا والأعلاف المزروعة بالماء أدت إلى تحسين الترطيب وخفّضت الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي، مثل المغص والسخام الذي يحدث للحيوانات، كما حفز جهاز المناعة، ويعتبر علف الشعير متوازن طبيعيا بالمغذيات الأساسية وغني بالأنزيمات التي تحتاجها الأجيال القادمة. وأوضح الخالدي أن الاستهلاك المائي لهذا المشروع قليل جدا حيث يعتمد على رشّات بسيطة من المياه، كما أنه ينتج من كل واحد كغم من بذور الشعير ستة كيلو غرامات من الشعير المحلي المستنبت تقريباً وتتم عملية الإنتاج في أجواء مضبوطة مما يحيد تأثير العوامل الجوية على العملية، وبالتالي يساهم في التخفيف من الأزمة الاقتصادية عن طريق إنتاج أعلاف خضراء طيلة السنة مما يخفف كلف استيراد الأعلاف على الأردن ويحسن الاقتصاد الأردني، كما أن المنتج صالح للاستخدام البشري ويمكن أن يستخدم في استخلاص مضادات الأكسدة المقاومة لمرض السرطان. ويسعى فريق المشروع المكون من المشرف الدكتور الخالدي والطلبة إيهاب درويش وأنس عورتاني ويزن حنون إلى تعميمه لإنتاج كميات وفيرة من العلف الطبيعي لتحسين نوعية الحياة للمزارع الأردني وتوفير المنتجات العضوية بشكل عام، وذلك بما يتوافق مع توصيات اللجنة المقيمة للمشروع والمكونة من الدكتور مظهر البدور والمهندس فراس علاونة.اضافة اعلان