مصلحة خطيرة مع روسيا

يديعوت آحرونوت غيورا آيلند 26/7/2022 في العام 2005 وجه رئيس الوزراء شارون هيئة الأمن القومي في إعداد التوصيات بالنسبة لإمكانية تحسين علاقات إسرائيل – روسيا. صحيح أن شارون، مثل معظم رؤساء الوزراء في إسرائيل، وضع جل حماسته على الولايات المتحدة، وما يزال – كان صحيحا فحص كيف يمكن تحقيق أكثر من الروس دون المس بعلاقات إسرائيل – الولايات المتحدة. وكانت منهاجية العمل التي استخدمناها هي التالية: في المرحلة الأولى سجلنا ما وصفناه كعشرة المصالح الإسرائيلية مع روسيا. لم يكن هذا معقدا، وهكذا مثلا، المصلحة الأولى تعلقت بالعمل الروسي بالنسبة للبرنامج النووي الإيراني، المصلحة الثانية كانت تقليص بيع السلاح الروسي المتطور لسورية، وهكذا دواليك. في المرحلة الثانية حاولنا التقدير ما هي عشرة المصالح الروسية مع إسرائيل، وهي الأخرى صنفناها من واحد إلى عشرة. كانت هذه مرحلة أصعب إذ كنا مطالبين "بالدخول إلى رأس بوتين" ومحاولة تقدير سلم أولوياته. استنتاجنا في نهاية هذه المرحلة كان مشوقا وبموجبه فان تضارب المصالح بين الدولتين كان متدنيا. ما كان هو الأهم لنا – لم يكن مهما جدا للروس، وبالعكس. وهكذا، مثلا، قررنا بان المصلحة رقم واحد لبوتين مع إسرائيل هي استعادة الممتلكات الروسية "ساحة سيرجيه" – مبنى قديم في أرض الروس في القدس (المسكوبية) الذي كان يعود ذات مرة للكنيسة الروسية، وبوتين أراد جدا أن يعود لملكية روسية. ظاهرا يدور الحديث عن أمر صغير، فلماذا مبنى قديم في القدس على هذا القدر من الأهمية؟ وبالفعل مكانة بوتين في حينه استندت إلى عنصري قوة أساسيين – الجيش، والكنيسة. وكانت الكنيسة الروسية وما تزال وطنية جدا وأيدت بوتين جدا، وكان لها مهم جدا أن تستعيد ساحة سيرجيه. وقد حصلت إسرائيل على مقابل أمني كبير لهذا التنازل. أروي هذه القصة لسببين: الأول، معظم النزاعات أو خلافات الرأي بين الدول ليست من نوع لعبة مجموعها الصفر. وبموجبها ما هو الاهم لي يصطدم تماما مع ما يريده الطرف الآخر، وعليه يوجد بشكل عام مكان واسع للمفاوضات والمساومات التي كل طرف فيها ينال ما هو مهم له أكثر لكنه يتنازل على أمر أقل حرجا ؛ الثاني، إحدى مزايا المصلحة الوطنية هي أن الحديث يدور عن موضوع مهم جدا بحيث أن من الصواب التخلي عن شيء آخر لأجل تحقيق تلك المصلحة. وبالفعل، فان وجود عمل الوكالة اليهودية في روسيا ليس برأيي مصلحة وطنية، وبالتأكيد ليس مصلحة ذات أهمية عالية. بخلاف الماضي، يمكن أجراء الاتصال والحوار مع الجاليات اليهودية من خلال السفارة في موسكو، مكاتب الشتات والاستيعاب، ومساعدة اليهود الذين يريدون الهجرة إلى إسرائيل بطرق عديدة أخرى. وعليه، ودون صلة لماذا قرر الروس تشديد موقفهم بشأنها، يدور الحديث عن موضوع كان محظورا جلبه إلى جلسة حكومة خاصة نتائجها – تهديد مبطن، لكن علني، على روسيا. هذا بالضبط هو الأمر الأخير الذي كان صحيحا عمله، إذ بالنسبة لشيء ليس مصلحة وطنية (وليقنع أحد ما بخلاف ذلك)، نحن نخاطر بمصالح أكبر بكثير. "الدب الروسي" جريح في أعقاب الحرب غير الناجحة في أوكرانيا، ردود فعله بالنسبة لما من شأنه أن يعد استفزازا إسرائيليا ليست متوقعة بالضرورة، وإذا ما، بخلاف رأيي، أحد ما كان بالفعل يعرف عمل الوكالة في روسيا كمصلحة عليا، فيجدر به أن يجري حوارا سريا مع روسيا، بل ويكون مستعدا لان يدفع ثمنا لقاء هذا الشيء "المهم".اضافة اعلان