مصلحة مشتركة

معاريف

تل ليف رام

12/6/2019

اضافة اعلان

في السطر الأخير، اختبار نتيجة الحادثة الخطيرة ليلة أول من أمس في نابلس سيتيح العودة السريعة نسبيا الى الحياة العادية في العلاقات بين الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن الفلسطينية.
السطر الأخير هو أن تبادل اطلاق النار بين المقاتلين من لواء الناحل وقوة من الامن الوقائي الفلسطيني انتهى بلا إصابات في أوساط مقاتلين ومع جريح بجراح طفيفة فقط من الشظايا في اوساط الفلسطينيين. وهكذا، يمكن للطرفين أن ينتقلا إلى الأمام. إذ أن للطرفين يوجد الكثير مما يمكن أن يخسراه من تخريب العلاقات والمس بالتنسيق الأمني في المنطقة، ولا سيما في ضوء القطيعة التامة على المستويات السياسية.
إن التنسيق الأمني والتعاون الاقتصادي – هذا ما يوجد اليوم إلى هذا الحد أو ذاك في العلاقات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، وهذا ايضا ما يمنع التصعيد في الميدان والذي لا يعني أي من الطرفين الوصول اليه. ومع ذلك، فان نتائج عسيرة على نحو خاص في حدث من هذا النوع يمكنها بسهولة ان تؤدي إلى تصعيد لا يمكن التحكم به في الميدان وبعد ذلك يكون صعبا جدا وقفه.
ولم نكن بعيدين عن هذا أول من أمس. ومع ذلك، تجدر الاشارة إلى أنه رغم نشوب تبادل لاطلاق النار تم فيه اطلاق ذخيرة كثيرة نسبيا من الجانبين، فان القدرة على فهم الخطأ ووقف النار تبين أهمية التنسيق الأمني، والذي نجح في حادثة نابلس في الاختبار الحقيقي.
ان تنسيق عمل الجيش الإسرائيلي في منطقة توجد تحت مسؤولية فلسطينية هو دوما نقطة حساسة. في الجانب الفلسطيني تتهم أجهزة الامن بالتعاون مع الجيش الاسرائيلي. وبالمقابل توجد المعضلة الاسرائيلية الدائمة – كيف تستخلص المنفعة من التنسيق مع الفلسطينيين، ولكن دون تعريض القوات في الميدان للخطر كنتيجة لتسرب معلومات استخبارية عملياتية.
هذا التوتر الواضح ينجح الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن الفلسطينية في تقليصه إلى الحد الأدنى. فحقيقة أن الأحداث من النوع الذي وقع أول من أمس نادرة جدا تدل على ذلك أكثر من أي شيء آخر. وعليه، فهذا ايضا ليس صدفة على الاطلاق بانه بعد المرحلة الأولى من الاتهامات من الطرف الفلسطيني، سارع الطرفان إلى تخفيض الاهتمام الإعلامي في كل ما يتعلق بالحادثة.