مصير منح "فيفا"

خلال افتتاح كونغرس "فيفا" السبعين الذي عُقد أمس عن طريق الاتصال بالفيديو مع مندوبين من 211 دولة، أكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جاني إنفانتينو، أنه "لن يكون هناك فساد مرة أخرى في كرة القدم"، رغم أن إنفانتينو تمت ملاحقته من قبل السلطات القضائية في بلاده سويسرا، في ظل مزاعم حدوث فساد.اضافة اعلان
وتخلل الاجتماعات عن بعد، مناقشة جملة من القضايا التي تهم مجتمع كرة القدم في العالم، وعلى رأسها التأثيرات السلبية التي تسببت بها جائحة كورونا، حيث تشير الأرقام إلى خسارة مجتمع كرة القدم نحو 14 مليار دولار أميركي.
رئيس اللجنة التوجيهية لخطة الاغاثة الخاصة بـ"كوفيد 19"، أولي رين، أشار إلى أن خطة الاغاثة التي وضعها "فيفا"، تهدف إلى تمكين الأندية والاتحادات الأعضاء من التغلب على الأزمة الحالية والعمل من أجل المستقبل، ويؤكد أن "فيفا" أتاح ما يقارب من 1.5 مليار دولار كمنح وقروض لما يزيد على 150 اتحادا من أصل 211 اتحادا أهليا و6 اتحادات قارية، وما تزال العملية جارية، لمساعدة تلك الاتحادات لمواجهة تأثيرات كورونا.
ويؤكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم إنفانتينو، أن "فيفا" لا يواجه أزمة، بل هي كرة القدم، وأن الأموال تذهب حيث يجب أن تذهب لمساعدة كرة القدم، وكل اتحاد يتلقى تمويلا سيتم تدقيق حساباته أكثر من مرة، من قبل مدققي "فيفا" وكذلك من قبل المدققين المعتمدين لحسابات تلك الاتحادات.
ولعل الكثيرين يتساءلون عن أوجه صرف تلك المنح والقروض، وقد طرح "فيفا" خلال اجتماعات أمس مجموعة من النماذج التي شاهدها وتنوعت بين استئناف المسابقات التي توقف وعلى رأسها الدوري، إجراء اختبارات كورونا لجميع منظومة لعبة كرة القدم في تلك البلاد، استخدام تقنية حكام "فار"، دعم الكرة النسوية، إعادة الموظفين المفصولين في الاتحادات، وغيرها.
محليا تبدو الأمور شائكة وغير واضحة الملامح، فالأندية من مختلف الدرجات وفي طليعتها "المحترفين"، تطالب بحصة من تلك المنح لمساعدتها نتيجة ظروفها المالية الصعبة، والاتحاد لم يصدر بعد ما يشير بشكل قطعي إلى أنه سيدفع او يمتنع عن الدعم، وكيفية الصرف ونسبته لكل ناد، رغم أن ثمة معلومات تؤكد عقد جلسة لاتحاد كرة القدم اليوم، سيكون من ضمن جدول أعمالها البحث في دعم "فيفا" للأندية من مختلف الدرجات، ومطالب أندية الدرجتين الثانية والثالثة بالتعويض بعد إلغاء بطولتيهما.
في الوضع الطبيعي يجب أن تكون أرقام كلا الطرفين "الاتحاد والأندية" واضحة للجميع، لا سيما ما يتعلق بحجم الايرادات والمصروفات، فما حصل او سيحصل عليه الاتحاد من نظيريه الدولي والآسيوي لا يعرف أحد حجمه، وإن قيل بأن منح "فيفا" تبلغ 2 مليون دولار منها نصف مليون دولار مشروطة لدعم الكرة النسوية، فيما رفع الاتحاد الآسيوي دعمه من 250 ألف دولار إلى نصف مليون دولار.
وفي ذات الوقت فإن ميزانيات الأندية تبدو هي الأخرى مبهمة ولا رقابة حقيقية عليها، ولا توجد سلطة لاتحاد كرة القدم للاطلاع على إيراداتها ومصروفاتها، وبالتالي الغياب الفعلي لقواعد الرقابة الانفاق المالي كما يحدث في دول كثيرة.
يدرك الاتحاد حاجة الأندية للحصول على نصيبها من منح "فيفا والآسيوي"، كما يدرك الحاجة إلى وضع قواعد رقابية على الأندية، كما يخضع هو الآخر لرقابة مالية من "فيفا"، وغير ذلك فإن ما تحصل عليه وتنفقه الأندية سيبقى في علم الغيب!.