مطالبات بأقصى عقوبة بحق قاتل الطبيب أبو ريشة

جثمان الدكتور محمد أبو ريشة محمولا خلال تشييعه إلى مقبرة العدوان أمس- (تصوير: أسامة الرفاعي)
جثمان الدكتور محمد أبو ريشة محمولا خلال تشييعه إلى مقبرة العدوان أمس- (تصوير: أسامة الرفاعي)

محمد الكيالي

عمان- فيما دخل أطباء وزارة الصحة توقفا عن العمل، يستمر ثلاثة أيام، في المستشفيات والمراكز الصحية أمس، احتجاجا على جريمة مقتل الدكتور محمد أبو ريشة أول من أمس أمام منزله بعمان، أعادت الجريمة التركيز على حوادث الاعتداء على الأطباء والكوادر الطبية أثناء عملهم، خاصة مع تسجيل عشرة اعتداءات على أطباء منذ بداية العام الحالي، كان أخطرها قتل أبو ريشة.
واعتبرت نقابة الأطباء أنه بمقتل الطبيب أبو ريشة، فتسجل أول حالة قتل لأحد منتسبي النقابة في تاريخها، بينما تشير إحصائيات النقابة إلى أن هذه الحالة إن اعتبرت "حالة اعتداء" فهي العاشرة منذ بداية العام الحالي، بينما سجل العام الماضي حصول 29 حالة اعتداء.
وتوقف أطباء وزارة الصحة أمس عن العمل، على أن يمتد التوقف اليوم وغدا، باستثناء معالجة الحالات الطارئة، وذلك بعد إعلان نقابتهم الحداد العام في القطاعات الطبية كافة، على مقتل أخصائي جراحة الأطفال بمستشفى البشير، وهو من مواليد العام 1961، ومتزوج ولديه 5 بنات، أكبرهن في العاشرة من عمرها، فيما زوجته حامل في شهرها الثامن.
واستنكر وزير الصحة د. علي حياصات جريمة القتل التي راح ضحيتها الطبيب ابو ريشة. وقال، في بيان له امس، ان "الحزن والاسى يخيمان على الوزارة والجسم الطبي والمجتمع الاردني، الذي صدم بهذه الجريمة النكراء".
واضاف ان "طبيبنا المغدور مشهود له بالمهنية الفائقة والحس الانساني الرفيع، والعلاقة الطيبة مع زملائه ومرضاه، ولم يكن يتوانى لحظة عن تقديم الخدمة الطبية في جميع مواقع العمل على مدى سنوات خدمته".
واضاف حياصات ان "الوزارة تتخذ الاجراءات الكفيلة بردع كل من تسول له نفسه الاعتداء على كوادرها، وتحول المعتدين للجهات المختصة لينالوا العقاب الرادع".
فيما قال امين سر نقابة الاطباء د. مصطفى العبادي ان "التوقف عن العمل، لا يشمل حالات الاسعاف والطوارئ والولادة وغسيل الكلى وأقسام العناية الحثيثة والمركزة والحالات الجراحية الطارئة".
ولفت الى دعوة النقابة لاجتماع عام لأطباء وزارة الصحة في اليوم الذي يلي انتهاء العزاء، لاستكمال البحث في الخطوات المقبلة الواجب اتخاذها.
وأثار مقتل أبو ريشة أمام منزله في شفا بدران بعمان اول من امس، حالة حزن واستياء كبيرين بين الأطباء والعاملين في القطاع الطبي.
واستهجن اطباء ما اعتبروه "استخفاف مجرمين ومتعاطي مخدرات وممنوعات بأرواح المواطنين"، داعين لتحرك فوري وعاجل لمنع انهيار مستوى الخدمة الطبية المقدمة في المملكة.
وقرر مجلس النقابة، إطلاق تسمية الشهيد الدكتور محمد أبو ريشة على إحدى قاعات النقابة، مطالبا بمحاسبة الجهات المعنية والمقصرة بواجباتها، ما أدى لاستشهاد الطبيب.
ودعا بيان للمجلس إلى وقف هجرة الكوادر الطبية، ووقف الاعتداءات على الأطباء في مراكز عملهم، وضمان تقديم أفضل خدمة صحية علاجية للمواطنين برفع موازنة وزارة الصحة.
نقيب الأطباء د. هاشم أبو حسان، أكد خلال مشاركته في بيت عزاء الطبيب المغدور، أن النقابة "لن يهدأ لها بال، إلا بعد أن يتلقى الجناة العقاب الرادع وفق قانون العقوبات".
ولفت أبو حسان في تصريح لـ"الغد" إلى أن ظاهرة الاعتداء على الكوادر الطبية، تجاوزت هذه المرة الاعتداءات داخل مقر العمل، ووصلت إلى قتل منتسبي النقابة أمام منازلهم وعائلاتهم.
وطالب بسرعة التحرك نحو "تحجيم" هذه الظاهرة، كي لا تصل إلى مواقف لا تحمد عقباها.
من جهته، دعا رئيس لجنة ضبط المهنة في النقابة د. باسم الكسواني الى سرعة تحرك الحكومة لوقف مسلسل الاعتداءات على الكوادر الطبية.
شقيق الطبيب المغدور، عمر أبو ريشة، قال لـ"الغد" إن شقيقه "معروف بدماثة أخلاقه بين زملائه، وبهدوئه وحبه لعمله، وأنه وقع ضحية متعاطي مخدرات من دون ذنب يذكر".
وطالب ابو ريشة القضاء بإيقاع القصاص بحق الجناة، وإحقاق العدالة التي نص عليها الدين، بحق القتلة والمفسدين في الأرض.
إلى ذلك، دانت نقابة الممرضين الحادث الاجرامي الذي اودى بحياة الطبيب ابو ريشة، واعرب نقيبها محمد حتاملة عن تضامن النقابة مع اسرة الفقيد ونقابة الاطباء والوزارة والمستشفى.
ودعت النقابة للقصاص من المجرم ومواجهة جميع اشكال التهديد التي تتعرض لها الكوادر الطبية.
وفي محافظة إربد نفذ مئات الأطباء، وقفة احتجاجية لساعتين امس، امام مجمع النقابات المهنية احتجاجا على مقتل ابو ريشة. وطالبوا بإجراءات حازمة تشكل رادعا لمثل هذا النوع من الاعتداءات على الاطباء، لا سيما في مراكز عملهم.

اضافة اعلان

[email protected]