معالجة الأمراض المزمنة بالأعشاب.. ما مدى نجاعتها؟

1678984582042713000
1678984582042713000
يحذر عامة الأطباء من التداوي بالأعشاب، ويصفونها بالسلوكيات الخاطئة، فيما يدافع خبراء وممارسون للطب البديل عن تلك الوصفات. يتداول الناس، بصفة لافتة، وصفات علاجية تتكون من خلطات عشبية معدة لمعالجة أمراض مزمنة كأمراض القلب والشرايين، والضغط والسكري، وتكسر كريات الدم، وحالات العقم وعدم الإنجاب، وبعضها توصف للسرطانات المختلفة. أطباء يسردون عشرات القصص والوقائع لحالات مرضية مزمنة لجأوا لعلاجها بوصفات عشبية، وأخرى مستفادة من صيدلية النحل بمنتوجاتها العديدة، وفي مقدمتها العسل. التداوي بالأعشاب منتشر بكثرة، خاصة في الدول النامية، ومنها العالم العربي، حتى أن بعض الأطباء تركوا الطب الرسمي وتحولوا إلى المعالجة بالأعشاب، ووصفات الطب البديل. لا أحد ينكر وجود مواد كيميائية نافعة ومفيدة في الأعشاب الطبية، وهذا من اختصاص علم الصيدلة؛ حيث يوجد علم العقاقير الذي يبحث في المواد الكيميائية الموجودة في النباتات ويصنفها ضمن مجموعات، وهي تخضع لدراسات وأبحاث علمية، وليس كما هو شائع ومتداول شعبيا في محلات العطارة وفي أوساط “العشابين”. تتوافر فوائد عديدة في تلك الأعشاب، لكن السؤال المهم هنا: من المؤهل لتقديم وصفات علاجية من تلك الأعشاب؟ وما الشروط والمواصفات اللازمة حتى يكون مؤهلا لممارسة تلك المهنة؟ إذ من الضروري أن يعرف خواص الأعشاب، وآثارها الجانبية، وتداخلاتها الدوائية، والكميات والمقادير المطلوبة لكل حالة مرضية. ممارسو المعالجة بالأعشاب قد يكونون عطارين أو أطباء وصيادلة مهتمين بالعلاج التقليدي أو أغلب الممارسين يعتمدون على التجربة وما نشر في الكتب القديمة ولا يعتمدون على دراسات علمية موثقة يعتمدون عليها في إعطاء الوصفات للأمراض المختلفة، مع أنها موجودة ونشر أغلبها في مجلات علمية موثقة. ما يزال الطب البديل غير معترف به في منظمة الصحة العالمية، وكذلك لا يوجد اعتراف به من أي أكاديمية طبية عالمية، إنما يتم التعامل مع كونه تراثا تقليديا. العديد من الدراسات التي أجريت للبحث إن كان للعلاجات بالأعشاب نتائج إيجابية في الشفاء من السرطان لم يثبت أي منها، ذلك وإن كان بعض هذه العلاجات قد يحسن من درجة تحمل المرضى وتقبلهم للعلاج، ويسهم كذلك في التخفيف من آثاره الجانبية، لكن في الوقت نفسه، هنالك تأثيرات قد تكون سلبية كبيرة لبعض الأعشاب والمركبات، حيث لا يعرف تفاعلها مع الأدوية، فمثلا هناك آثار سلبية لمضادات الأكسدة، إذا ما أُخذت خلال جلسات العلاج بالأشعة تضعف من مدى الاستجابة لدى المريض. التغذية السليمة في معالجة السرطان لها دور في الوقاية من السرطان، وفي مساعدة الجسم على تقبل العلاج وتحمله، لذلك فإننا نجد مختلف مراكز السرطان تستعين بمختصين في التغذية السريرية، لكن أي نظام غذائي يجب أن يؤخذ في سياقه الصحيح، وتحت إشراف المختصين، من غير مبالغة في التوقعات. الأمراض المزمنة التي تعالج بالوصفات والخلطات العشبية، يمكن أن تشكل استفادة، ولكن يجب ألا يتم إيقاف الأدوية، فالأعشاب تعد مكملات تساعد على الشفاء وليست علاجا للأمراض، ويمكن الاستفادة من تجارب خبراء الطب البديل والمعالجين بالأعشاب. الصيدلي إبراهيم علي أبورمان/وزارة الصحةاضافة اعلان