معان: الدماء تجري بشرايين المسلخ البلدي بعد 9 أعوام من الإنجاز

حسين كريشان معان - دبت الدماء في شرايين مشروع "مسلخ معان النموذجي" الجديد، بعد 9 سنوات من الإنجاز دون التشغيل، كادت الأحلام المعلقة عليه تذوي بعد أن بقي موضعا مهجورا منذ العام 2013، خصوصا وأن سكان معان كانوا يعولون عليه للتخلص من الآثار السلبية التي تخلفها عمليات الذبح خارج المسلخ في جميع مناطق المدينة. ومع ساعات صباح أول من أمس بدأ العمل بتشغيل "المسلخ البلدي"، بعد أن دشن رئيس لجنة بلدية معان الكبرى عاطف البطوش افتتاحا مختصرا اقتصر على عدد من موظفي البلدية بحضور أعضاء مجلس المحافظة، فيما يعد المشروع جزءا من خطة البلدية لتشغيل مشاريعها المتعثرة. واستقبل المسلخ في يومه الأول 20 ذبيحة من الأغنام، تحت إشراف بيطري، حيث التزم 6 قصابين من أصحاب الملاحم من أصل 12 في المدينة بالذبح داخل المسلخ، بعد تجهيزه وتحديثه، ودعمه بعدد من الكوادر البشرية من المشرفين والعمال، بينما تمثلت خطة العمل باستقبال الذبائح وترقيمها بالتسلسل، ثم ترتيبها بدخول تدريجي إلى صالة الذبح حسب الطاقة الاستيعابية للعمل، وبعد الذبح والسلخ تم تسليم الذبائح لأصحابها، ثم نقلها بواسطة مركبات مبردة إلى محلات القصابين داخل المدينة. وحظي تشغيل المسلخ بترحيب سكان مدينة معان، إثر صدور قرار بتشغيله عقب التغلب على النواقص التي حالت دون ذلك سابقا، واضطر السكان إلى الذبح خارج المسلخ، بعيدا عن أعين الرقابة الصحية. وكان السكان منذ سنوات خلت يطالبون الجهات المختصة بإصدار قرارات ملزمة بشأن تشغيل المسلخ لتقديم خدمات الرقابة، وتجهيز الذبائح للقصابين، بعد أن تم تجهيزه وتوفير جميع الشروط الصحية والسلامة العامة، ورفده بالمعدات اللازمة، لضمان توفير اللحوم بشكل صحي. ويقولون إن "غالبية القصابين وتجار الأغنام كانوا يرفضون إرسال مواشيهم للذبح في ذلك المسلخ، لتذرعهم ببعده عن المدينة، ويصرون على ممارسة الذبح داخل المنازل في الأحياء السكنية ومحال الجزارة وسط المدينة التجاري، وعبر مسالخ أخرى بطرق بدائية لا تتوافر فيها الاشتراطات الصحية، ومخالفة لشروط السلامة العامة، وتلوث البيئة، ما ينعكس على جودة اللحوم المقدمة للمواطنين كونها غير خاضعة للرقابة البيطرية". ويعتبر أحد سكان المدينة عبدالعزيز آل خطاب أن قرار البلدية خطوة في الاتجاه الصحيح لحل قضية الذبح العشوائي، حفاظا على سلامة الغذاء والصحة العامة، بهدف منع ممارسة عمليات الذبح دون توفر الشروط الصحية اللازمة. بدوره، يؤكد المواطن محمد التلهوني أهمية إلزام جميع القصابين في المدينة باستخدام مرافق المسلخ الجديد والتوجه إليه وذبح مواشيهم داخله، حفاظا على الصحة العامة ونظافة البيئة، وتطبيق القانون على المخالفين. فيما يحذر مواطن آخر، أشرف كريشان، من استمرار خطورة عدم استغلال المسلخ البلدي الجديد التابع للبلدية بعد أن تم تشغيلة، واستخدامه لذبح المواشي، ما يدفع بعض القصابين وأصحاب المواشي إلى القيام بعمليات الذبح خارج المسلخ المخصص، بينما يعمد البعض الآخر منهم إلى التخلص من بقايا الذبائح في مناهل الصرف الصحي أو إبقائها فترات طويلة أمام محلات التجار المجاورة، الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الكلاب الضالة في الشوارع وتكاثر العديد من الحشرات كالبعوض والذباب، خاصة في فصل الصيف. إلى ذلك، يؤكد رئيس لجنة بلدية معان الكبرى نائب محافظ معان عاطف البطوش، أن البلدية وضعت خطة متكاملة للبدء بتشغيل المسلخ النموذجي الحديث، الذي يأخذ أولويات واهتمام المجلس البلدي بعين الاعتبار، معلنا بدء العمل فيه، بعد أن تمت عملية إعادة تأهيله وصيانته مؤخرا، وتشغيل خط الأغنام في المرحلة الأولى، ليصار بعد ذلك إلى تشغيل خطوط العجول والإبل في المرحلة الثانية. ويشير البطوش إلى أن البلدية سعت جاهدة للانتهاء من سائر العقبات والملاحظات وإكمال النواقص وعمليات التحديث والإنشاءات الإضافية الضرورية للمسلخ، التي كانت تحول دون تشغيله، لافتا إلى أنه جرت سلسلة من اللقاءات مع القصابين في المدينة لتوضيح أهمية الذبح داخل المسلخ، وبعدها سيتم إلزامهم بذلك، وتحت إشراف ورقابة البلدية. ويبين أن عملية الذبح ستكون من خلال إشراف أطباء بيطريين، ليتسنى لهم الكشف الفوري على الذبيحة ومدى صحتها للاستهلاك البشري، ووضع ختم البلدية عليها، وبذلك يتم إنهاء مشكلة الذبح العشوائي خارج المسلخ، وفي الأحياء السكنية والأماكن العامة ومحلات القصابين، للحفاظ على صحة وسلامة المواطن والبيئة. ويثمن البطوش تعاون عدد من القصابين الذين قاموا بذبح ذبائحهم في المسلخ الجديد الذي وفر لهم كل مقومات الراحة والصحة والسلامة العامة، مشددا على انه لن يسمح بالذبح خارج المسلخ البلدي وسيتم تطبيق القانون على من لا يلتزم من القصابين بذلك، بالتعاون والتنسيق مع الحاكمية الإدارية.اضافة اعلان