معان: انتهاء عمر الشبكات منذ 50 عاما يتسبب بضعف وصول المياه للمنازل

1
1

حسين كريشان

معان - يتسبب اهتراء وتلف شبكات المياه في مدينة معان، التي انتهى عمرها الافتراضي منذ 50 عاما، برفع نسبة الفاقد بالتوازي مع الاعتداءات عليها الى أكثر من 40 % دون الاستفادة منها، إضافة الى ضعف وصولها إلى منازل المشتركين، وسط تزايد المخاوف من تسرب تلوث مائي، قد يحدث بفعل اختلاطها بالأتربة والصدأ، وفق سكان بالمدينة.اضافة اعلان
وأشار سكان إلى أن تسرب المياه من بعض الأنابيب المعدنية يعود إلى اهترائها بسبب التكلسات والصدأ الذي يؤدي إلى تآكلها تحت سطح الأرض، وبالتالي انفجارها في بعض الأوقات عندما يبدأ ضخ المياه، الأمر الذي يتسبب بفقدان كميات كبيرة من المياه، التي أصبحت لا تلبي احتياجات بعض المناطق السكنية.
وطالبوا بإعادة تأهيل شبكة المياه واستبدالها، لكونها لم تعد صالحة للاستخدام من النواحي الفنية، للحد من التلوث الناتج عن الصدأ وتسرب الشوائب والملوثات الطينية بالخطوط الناقلة، لزيادة كفاءتها، ما سيسهم في الحد من فاقد المياه في مختلف مناطق معان.
وقال إبراهيم أبو هلالة، إن عمليات الصيانة المستمرة التي تقوم بها فرق إدارة المياه في الشوارع لم تعد مجدية بسبب قدم وتآكل الشبكة، ما يتطلب العمل على تركيب شبكة مياه جديدة في المنطقة، مضيفا أن جزءا من الهدر المائي ناتج عن تلف وتكسر الخطوط القديمة وتسرب مياه هذه الخطوط، وما يتخللها من حفريات تسبب أضرارا في البنية التحتية.
ودعا عبدالله عليان، إلى شمول مدينة معان بمشاريع لتطوير واستبدال شبكة خطوط المياه بأخرى جديدة لإنهاء عمليات الصيانة المستمرة في خطوط المياه من قبل فنيي إدارة المياه، كون عمرها التشغيلي انتهى، لا سيما وأنه مضى على تأسيسها أكثر من 50 عاما، والأنابيب المعدنية تعرضت للاهتراء والتلف وظهرت عليها الكثير من المشاكل.
وأشار أحمد عبدالدايم، إلى أن المياه تصل إلى منزله ضعيفة جدا، ولا يمكن لها أن تصل إلى خزان المياه إلا بعد أن يقوم باستخدام موتور الشفط، موضحا أن تسرب المياه من بعض الأنابيب المكسورة أو المهترئة يتسبب بفقدان كميات كبيرة من المياه، وعدم وصولها إلى منازل المشتركين، ما يدفع عددا منهم إلى شراء الماء من الصهاريج الخاصة، الأمر الذي يحملهم عبئا ماليا إضافيا يرهق كاهلهم.
وأقرت مصادر في إدارة سلطة مياه معان طلبت عدم نشر اسمها، بقدم واهتراء بعض شبكات خطوط المياه الناقلة في محافظة معان، الأمر الذي يتسبب برفع كميات الفاقد للمياه وتسربها تحت الأرض والتي تقدر بحوالي أكثر من 40 %، والتي هي في تزايد مستمر بالنسبة لكميات الضخ، فضلا عن حالات الاعتداء باستجرار المياه بطرق غير مشروعة أو بالسرقة والعبث التي تتعرض لها بعض الآبار، الأمر الذي يتسبب بحدوث خلل وعجز في كميات المياه المضخوخة لمحافظة معان وضعف وصولها للمشتركين.
الى ذلك، قال عضو مجلس محافظة معان رئيس اللجنة المالية والاقتصادية والسياحية وصفي صلاح، إنه تم تنفيذ مشاريع مائية لتغيير الخطوط المياه الناقلة عن طريق سلطة المياه بكلفة مليونين و500 ألف دينار في العامين 2018 و2019 والتي أسهمت بحد كبير وبنسبة 65 % في وصول المياه لمنازل المشتركين.
وأضاف صلاح أنه تم رصد مبلغ 3 ملايين من موازنة المحافظة لتنفيذ مشاريع مائية في مدينة معان للعام الحالي، الا أن ما قام به مجلس النواب بتخفيض موازنة المحافظة، حرم المدينة من تنفيذ العديد من المشاريع المائية الجديدة والمنوي إقامتها في المنطقة.
وأشار إلى أن مجلس المحافظة، وبالتعاون مع وزارة المياه، حصل على منحة يابانية بقيمة 10 ملايين دينار لإعادة تأهيل وتحديث لكامل شبكات المياه في مختلف مناطق المدينة وتقسيمها الى مناطق التوزيع والضغوطات المناسبة للمساهمة في إيصال المياه لمشتركين كافة، بحيث يتم تزويد المناطق بالمياه بطريقة الانسياب الطبيعي بدلا من الضخ، وبالتالي سيكون له أثر في تقليل الفاقد وتحسين التزويد المائي، لافتا إلى أنه تم الكشف الميداني من قبل الخبراء والمختصين وعمل الدراسات اللازمة، وهي الآن على جدول الأعمال لإعطاء الأوامر للمباشرة والتنفيذ.
وأكد مدير سلطة مياه محافظة معان المهندس محمد العسوفي، أن السلطة وبمشاركة المجلس المحلي في محافظة معان بصدد إدراج عدد من مشاريع تحسين خطوط شبكات المياه وتجهيز وحفر الآبار، ضمن موازنة العام المقبل بكلفة نحو مليون دينار، ما يسهم في تحسين التزويد المائي وتقليل نسبة الفاقد في الشبكات القديمة المتداخلة.
وأشار العسوفي، إلى أن السلطة باشرت وضمن خطتها للعام المقبل أيضا بإعداد الدراسات الهيدروليكية والفنية لإيجاد الحلول اللازمة لمعالجة التشوهات الموجودة في الشبكة القديمة وإعادة تصميمها على مبدأ مناطق التوزيع المنفصلة، وبالتالي حل مشاكل عدم وصول المياه الى بعض المناطق، وخاصة حي الطور وشارع الثلاثين ومنطقة السطح، مبينا أن قدم وتداخل شبكة المياه داخل مدينة معان يعدان التحدي الأكبر للسلطة في عدم وصول المياه للمشتركين وارتفاع نسبة الفاقد.
وقال إن محدودية كميات المياه المتوفرة حاليا وبالتالي عدم استمرارية التزويد المائي خلال الدور الواحد تحول دون وصول المياه الى المواطنين الواقعة منازلهم عند نهاية الشبكة، لافتا إلى أنه وبهدف مضاعفة مدة التزويد المائي، فقد قامت السلطة وضمن خطة الصيف المقبل بالانتهاء من حفر بئر جديدة بطاقة إنتاجية (60م3) في الساعة، والبدء بإعداد وثائق عطاء ربط وتشغيله خلال الأشهر المقبلة، الى جانب الاستمرار في حفر آبار جديدة ضمن مناطق واعدة مائيا، بحيث ترفد خزانات الطاحونة وسمنة بكميات إضافية من المياه وإيجاد مصدر مائي آخر لخدمة منطقة سطح معان.
وأضاف أن السلطة نفذت، العام الماضي، أعمال استبدال الخط الناقل من آبار الطاحونة الى خزان الطاحونة الرئيسي بقطر 12 إنشا وبطول 12 كلم، بهدف تلبية الاحتياجات المائية للمواطنين وتقليل نسبة الفاقد.