معان: برج الاتصالات "مقصد" محاولي الانتحار.. ومطالب برقابته

حسين كريشان

معان- لم يكن في الحسبان حين دشن "برج الاتصالات" في وسط مدينة معان، أنه سيصبح مشكلة رسمية وأهلية، كونه أضحى مقصدا لمحاولي الانتحار الذين تكررت محاولاتهم للقفز من أعلاه عدة مرات.

اضافة اعلان


فالبرج الذي يصل ارتفاعه الى 52 مترا، بحيث يعتبر أعلى نقطة في المدينة، أصبح معلما شهيرا في الآونة الأخيرة، كونه من أكثر الوجهات التي يقصدها أفراد يرون بأن التهديد بالانتحار من فوقه، هو الحل للفت الانتباه إلى قضايا تعطلهم عن العمل أو تعقد مشاكلهم المالية او الشخصية، وكان آخر هذه المحاولات، أمس، إذ أقدم ثلاثة شبان على محاولة إلقاء أنفسهم من أعلاه، بذريعة يأسهم جراء تعطلهم عن العمل.


وحال تدخل وجهاء المدينة، بمساعدة من الأمن العام، دون تنفيذ تهديدهم، واعدين إياهم بإيصال مطالبهم لأصحاب القرار، بعد أن تحول موقع البرج ومحيطه إلى محطة لتجمهر الأهالي، لمتابعة محاولة قفزهم عن البرج، الذي انتشرت حوله ايضا قوات أمن عام وكوادر من الدفاع المدني وسيارات إسعاف.


وأكد شهود عيان، أن الشبان الثلاثة، كانوا مصرين على تنفيذ محاولتهم، لكن استمرار إقناعهم بالرجوع عن قرارهم، تكلل بعد ساعات طويلة بالنجاح.


ولفتوا إلى أن محاولات الانتحار المتكررة بالقفز عن البرج وسط المدينة، يتسبب بأزمات وإرباكات مرورية خانقة في شوارعها، جراء تجمهر أعداد كبيرة من الأهالي وسياراتهم في محيطه، بدافع الفضول والمشاهدة لمثل تلك المحاولات، الى جانب انها تعطل عمل أجهزة وكوادر الدفاع المدني والجهات الأمنية المختصة.


واعتبر أهال، أن محاولات القفز عن البرج والتي بدأت تظهر في السنوات القليلة الماضية، هدفها غالبا جذب وشد انتباه الآخرين، باستخدام التهديد بالانتحار كوسيلة لعرض مشاكلهم، وغالبيتها تتعلق بإيجاد فرص عمل، أو تخفيف قيود أمنية مفروضة عليهم، تمنعهم من الحصول على عمل، أو مطالب أخرى، لكن أيا ممن يقدمون عليها، لم يتمكن من تنفيذ تهديده، لتنتهي محاولاتهم بالتفاوض مع الوعد بمساعدتهم على حل مشاكلهم.


ولفت الاهالي الى أن البرج، أصبح مشكلة للمدينة، فالوصول الى أعلاه، سهل جدا، ويمكن لأي عابث تسلقه بيسر، ودون انتباه أحد إليه، ومن يظهر فوقه، ملوحا بإقدامه على القفز منتحرا منه إذا لم تنفذ مطالبه.

وعلق نشطاء على منصات ومواقع التواصل الاجتماعي، على المحاولات المتكررة لشبان معانيين بالقفز من أعلى البرج، قائلا إن هذا التصرف، يأتي بعد "فقدان الأمل بفرص عمل كريم، وصرخة احتجاج يائسة، تحمل رسائل للجهات المعنية".


وفي وقت طالب فيه مواطنون بازالة البرج، حتى لا يصبح محجا لليائسين، أو ارتكاب جرائم انتحار بحق أنفسهم، دعوا أيضا الى قرع ناقوس الخطر، والتركيز على مكافحة البطالة، وتبني الحكومة لمطالب العاطلين عن العمل، بالبحث عن حلول جذرية لمشكلتهم، وإنهاء ظاهرة استغلال البرج في محاولاتهم للتهديد بالانتحار.


عبدالله المحاميد، قال إن البرج، تحول إلى وجهة لليائسين من استمرار بطالتهم، مبينا أنه تابع لشركة الاتصالات، ويفتقر للرقابة والحماية، لعدم وجود حواجز تمنع الصعود إليه بسهولة.

وطالب علي آل خطاب، بإيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة، وإنهائها بتأمين حماية متكاملة للبرج، لمنع سهولة التسلق إليه، بوضع سياج آمن من الاسمنت او الحديد حوله، يمنع الصعود لأعلاه، ووضع رقابة دائمة عليه من الشركة لوقف استغلاله على هذا النحو.


مصدر رسمي في محافظة معان، لفت إلى أن محاولات الانتحار باستخدام البرج، بهدف الحصول على عمل أو إزالة قيود أمنية أو غيرها من المطالب، حتى وإن كانت قليلة، تعطل وتربك عمل الأجهزة الرسمية والأمنية التي تسارع للانتشار في محيطه عند مثل هذه المحاولات، لمنع وقوع حوادث انتحار فعلية، كما وتعطل الحركة المرورية في المنطقة لساعات طويلة.


مدير الأمن والحماية في شركة الاتصالات بسام العتوم، قال إن إدارة الشركة بصدد اتخاذ إجراءات سريعة لمنع محاولات التسلق الى اعلى البرج بهدف التهديد بالانتحار، وذلك بتنفيذ حماية متكاملة، ضمن محيط منطقته، اذ ستجري معالجة فنية له، بوضع سياج حديدي دائري حول قاعدته بطول 3 أمتار، لمنع دخول أو تسلل أي شخص إليه لتسلقه، والحد من هذه المشكلة المؤرقة.

وأشار العتوم، إلى أن من يتسلقون البرج خلسة، يدخلون من الأسوار الخلفية للمنطقة المحيطة به، والمطلة على الشوارع الرئيسة، مؤكدا حرص الشركة على تطبيق إجراءات السلامة العامة للحفاظ على أرواح الأهالي.


ولفت إلى أن هناك تعاونا مشتركا بين إدارة الشركة والجهات الأمنية، يهدف الى تجنب تكرار وقوع مثل هذه المحاولات التي تربك الأجهزة الأمنية والرسمية وعاملي الشركة.