معان: سدا الوحيدي والجرذان بلا مياه.. ومصير غامض للزراعة

حسين كريشان

معان– يهدد نضوب سدي الوحيدي والجرذان، بضرب القطاع الزراعي في محافظة معان، تحت وقع انحباس الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة إلى معدلات قياسية، ما أسهم بحالة غير مسبوقة من الجفاف، وضعت المزارعين تحت مطرقة القلق، مما قد يقع عليهم من خسائر، لم تبدأ في هذا الموسم، بل منذ سنوات، حين شهدت فيها مناطقهم تراجعا كبيرا في مستويات الهطل المطري، الذي أثر بدوره على محزون السدين والحفائر التجميعية سلبا.

اضافة اعلان


ففي العامين الماضيين، شهدت المحافظة، موسمي جفاف قاسيين، اذ تراجع خلالهما منسوب مياه السدين إلى مستويات لم يشهداها منذ سنوات، لتلقي بتبعاتها الفادحة على الزراعة والمزارعين.


ويمثل نقص المياه وتوالي مواسم الجفاف، أبرز ما يواجه الزراعة في المحافظة من تحديات، في ظل غياب استراتيجيات التحول الى زراعات أقل استهلاكاً للمياه، أو التعويل على استخدام بذور أكثر قدرة على تحمل الجفاف.


ويعاني مزارعون من استمرار تداعيات الحر الشديد، وتقلص مخزون المياه على مستقبل الزراعة، بخاصة على المساحات المروية التي يشهد تزويدها بالمياه تراجع سنويا.

وانتقدوا غياب الخطط والاستراتيجيات والبرامج، لتوسعة مشاريع الآبار العميقة، أو البحث عن بدائل تقلل من خسائرهم، في وقت ألقى فيه التغير المناخي العالمي بتبعاته على تراجع الأمطار وبالتالي على مخازين السدود، الذي وصل أحيانا إلى جفافها.


وبينوا أن ازدياد الاعتماد على مياه السدين اللذين يزودان المحافظة بنحو 70 % من مياه الري والعيون المائية والآبار في المحافظة، مع اتساع المساحات الزراعية المروية، أضحت في خطر، ما سينعكس على الأمن الغذائي في المحافظة، وعلى مصدر دخل المزارعين والعاملين في القطاع، وما قد يلقيه ذلك الشح المائي من تبعات على رفع أسعار المنتجات الزراعية في أسواق المستهلكين.


وأشار المزارع عبدالله البزايعة، الذي تستفيد مزرعته من مياه سد الوحيدي، إلى أن ما يصله من المياه لا يغطي حاجة مزرعته، مبينا أن هذا السد، مصدر لري المزارع التي تزود أسواق معان بحاجتها من الخضراوات.


وبين المزارع أحمد أبو مهابي، أن الفائدة من سد الوحيدي في الزراعة، تكاد تتلاشى أمام الجفاف المبكر الذي تعرض له هذا العام، لارتفاع الحرارة، مبينا أن أصحاب المزارع سيتعرضون لخسائر كبيرة، جراء ذلك، وخسارة أي تمويلات أو منح لمشاريع المحافظة الزراعية.


رئيس اتحاد مزارعي المحافظة ياسر آل خطاب، قال إن سدي معان وعشرات العيون المائية فيها، تشهد نضوبا مقلقا جدا، سيعرض الاراضي الزراعية للجفاف، ويمدد الرقعة الصحراوية، وكل ذلك بسبب تراجع معدلات الهطل المطري، والإهمال الرسمي في الاستفادة من كل قطرة مياه، تسقط على البلاد خلال الشتاء، وغياب الصيانة الدورية للسدود والعيون والآبار.

وأضاف آل خطاب، إن السدين من أهم السدود التي تزود المحافظة بالمياه، وتنهض بزراعاتها، وتشكل مصدرا رئيسا لاستخدامات مربي الماشية، موضحا أن إنشاء سد الوحيدي شجع مزارعين عديدين في استثمار أراضيهم بمشاريع وزراعات تستخدم فيها الوسائل الزراعية الحديثة، وتمكنهم من ري مزروعاتهم، لكن مؤخرا وقع المزارعون في معاناة كبيرة، سببها انخفاض كميات المياه الواصلة لمزارعهم، جراء نضوبه، ما الحق أضرار بليغة بهم.


وأشار الى أن تراجع كميات المياه من السد، تعود إلى تراجع الهطل المطري في السنوات الأخيرة، وارتفاع درجات الحرارة، ما رفع الطلب على المياه وجفاف السد.


ولفت الى أن غياب الاهتمام والصيانة الدورية ببعض عيون المياه، اثر سلبا على المزارعين الذين يعتمدون عليها في زراعتهم وتربية الماشية، داعيا للاهتمام بالعيون المائية وصيانتها وديمومة نظافتها، والتوسع في بناء الحفائر المائية والقنوات الاسمنتية والسدود التخزينية، لتجميع المياه، لحماية القطاع.

أمين عام سلطة وادي الأردن المهندسة منار المحاسنة، اكدت أن سدي المحافظة صحراويان، يعتمدان على تخزين مياه الأمطار، ويستخدم مخزونهما في الري وسقاية الماشية.


واشارت المحاسنة، الى أن مخزون السدود الصحراوية غالبا لا يلبي حاجات المزارعين عند فترة نهاية الصيف، لتعرضها للنضوب تدريجيا دون ان يكون هناك مزود لها، ولتواضع الهطل المطري.


وبينت أن سد الوحيدي، ركامي ترابي غير متجانس، ارتفاعه يصل الى 15 م وسعته التخزينية تصل الى نحو 750 ألف م3، وغايات الاستخدام فيه، للشحن الجوفي وري المزروعات وتقليل أخطار ودرء الفيضان عن مدينة معان، بينما سد الجرذان ترابي بارتفاع 14 مترا وبسعة تخزينية تصل الى 2.3 مليون م3، تستخدم للغايات نفسها.


وأعربت المحاسنة، عن آمها بأن يعوض الموسم المطري المقبل الواقع المائي، وزيادة كميات المياه المخزنة في السدود وتغذية المياه الجوفية.

إقرأ المزيد :