معان: غياب سوق لتجارة المواشي يفاقم انتشار الزرائب بين المساكن

زريبة أغنام بين المساكن في مدينة معان- (الغد)
زريبة أغنام بين المساكن في مدينة معان- (الغد)
حسين كريشان معان – تفتقر مدينة معان لسوق نموذجي مخصص لتجارة وبيع المواشي، يلبي المعايير الصحية والبيئية، ما يدفع إلى اتساع ظاهرة ما يسمى بـ"أحواش تربية وبيع المواشي" وسط الأحياء السكنية. وأشار سكان في المدينة، إلى أن اقامة أسواق مخصصة لبيع الثروة الحيوانية في موقع محدد، ويبعد عن المناطق السكنية، يحرك السوق التجاري ويسهل على التجار عمليات البيع والشراء، ويوفر التنافس بين التجار بما يجعل الأسعار مكشوفة وبمتناول الجميع، وبالتالي يعيد أسعار اللحوم للانخفاض. وقالوا، إن غياب أسواق مخصصة للمواشي، يدفع تجار المواشي إلى الذهاب إلى أسواق بعيدة عن المدينة من أجل شراء احتياجات الملاحم، ما يزيد من كلف أجور التنقل في عمليات البيع والشراء، وبالتالي ينعكس على ارتفاع أسعار اللحوم في المدينة. وأكدوا أهمية وجود أعداد كبيرة من المواشي، ضمن سوق نموذجي في مكان واحد، ما يسهل على التجار والمواطنين شراء ما يبحثون عنه وبأسعار معتدلة، بدلا من التنقل داخل المحافظة، لشراء المواشي وذبحها وبيعها بأسعار مرتفعة. ويشكل انتشار حظائر الأغنام بين المنازل السكنية في المدينة، خطرا بيئيا وصحيا يتمثل بانتشار القوارض والحشرات وتشويه المنظر الجمالي والحضاري للمنطقة، وفق سكان المدينة. وقال أحد أصحاب كبار تجار الماشية في المدينة وطلب عدم نشر اسمه، انه يأمل أن تحل المشكلة بنقل حظائرهم إلى مكان بعيد عن التجمعات السكنية، بعد إيجاد سوق مواش مزود بالخدمات الأساسية للتجار والزبائن، على غرار أسواق بيع الأغنام الموجودة في مختلف محافظات المملكة، مشيرا إلى حاجتهم الماسة إلى هذا النوع من السوق، لاسيما وانهم يضطرون للتوجه إلى أسواق مواش بعيدة، لشراء الأغنام أو الاتجار بها. وأضاف أن تربية الأغنام وسط المناطق السكنية تزعج السكان، وتخالف شروط وقوانين الصحة والبلدية، ولكنه مضطر ومعه الكثير من التجار إلى ذلك في حال عدم إيجاد بديل للتجار حتى تستمر مهنة تجارته، في اتمام عمليات البيع والشراء عبر حظائر وسط التجمعات السكنية، والتي تشكل مصدر رزق الكثير من التجار التي تعيل العشرات من الأسر، في وقت تزداد فيه نسبتا البطالة والفقر في المحافظة. وبين، أن غياب سوق موحد لجميع التجار يخلق عدم منافسة بين أصحاب المواشي ما يزيد الكلفة على المستهلك، حيث وصل سعر كيلو اللحم البلدي الى حوالي 10 دنانير وأحيانا يصل الى 11 دينارا، بسبب اضطرار القصابين والتجار إلى التجوال بمناطق مختلفة من داخل وخارج المحافظة للحصول على الذبائح. وطالب، المواطنان عبدالله القرامسة وإبراهيم أبوهلالة، من الجهات المختصة إنشاء سوق نموذجي لبيع وشراء المواشي، يراعي توفير متطلبات تجار الأغنام، من حيث مساحات التخزين الواسعة لعرض الأغنام ومستودعا للأعلاف الحيواني وخدمات البيطرة. وأشارا إلى أن هذا السوق يخدم تجار المواشي الذين يقومون بتسويق أغنامهم ومواشيهم، لاسيما وانه سيعمل على إيجاد حلول ومعالجة السلبيات التي تسببها انتشار زرائب المواشي بين المنازل السكنية، مشيرين أن البعض من السكان في الأحياء السكنية التي يتواجد بها زرائب الأغنام ليس بمقدورهم فتح النوافذ، أو الجلوس في الساحات الخارجية لمنازلهم خلال الفترة المسائية، خاصة في أوقات الصيف، إلى ذلك، أكد رئيس بلدية معان الكبرى، الدكتور أكرم كريشان، أن البلدية وضمن خطتها المستقبلية بحاجة لاستحداث سوق نموذجي للمواشي في منطقة بعيدة عن التجمعات السكانية، تتوافق عليه جميع الأطراف ويضم مرافق خدمية ضرورية كالعيادة البيطرية، إضافة إلى مرافق خدمية أخرى، للتخلص من زرائب الأغنام والإبل بشكل نهائي بين المساكن، حفاظا على النظافة العامة والمظهر الحضاري للمدينة، لاسيما وان القانون لا يجيز تربية المواشي بين الأحياء السكنية التي تدخل في نطاق التنظيم، للحد من تأثيرها على صحة المواطنين. وأشار كريشان، أن كوادر البلدية تتابع قضايا تربية وبيع المواشي داخل الأحياء السكنية وبعض الطرقات في غياب لشروط الصحة والسلامة البيئية، الأمر الذي يسبب مكاره صحية وبؤرا بيئية يجب معالجتها مع الجهات التنفيذية، مؤكدا أهمية التعاون مع كوادر البلدية من خلال تقديم شكاوى على كل من يتسبب في المكاره الصحية، لكي يتمكنوا من حصر الأماكن واتخاذ الإجراءات القانونية المشددة بحق المخالفين. ولفت إلى أن كوادر البلدية الرقابية والصحية نفذت حملات رش مكثفة مؤخرا لمكافحة الذباب والحشرات والقوارض، للحد من انتشارها، وخاصة المناطق المستهدفة التي تشكل مكانا خصبا لتكاثرها، مطالبا بتعاون المواطنين من خلال الحفاظ على نظافة جميع الأماكن وفي مقدمتها المنازل، وقيام الأشخاص الذين يقومون بتربية المواشي داخل المنازل بإجراء النظافة اليومية لتلك الأماكن.اضافة اعلان