معان: مجمع سفريات مهجور منذ 3 سنوات ومطالب بتحويله لسوق شعبي (فيديو)

مجمع سفريات معان القديم - (الغد)
مجمع سفريات معان القديم - (الغد)

حسين كريشان

معان – بينما هجر مبنى مجمع السفريات القديم في مدينة معان منذ 3 سنوات، بعد تشغيل المجمع الجديد في تشرين الأول (أكتوبر) 2019، يأمل أهالي المدينة أن توجه بلدية معان الكبرى اهتمامها لاستثماره كسوق شعبي بطابعه المعماري التراثي الذي يمتاز به، ما سيخفف من انتشار البسطات في الوسط التجاري للمدينة، وإنهاء مشكلة البيع العشوائي.

اضافة اعلان


وينتقد أهال في المدينة، بقاء المجمع القديم، لعدم وجود خطة لاستغلاله منذ جرى نقله إلى مجمع جديد، بخاصة وأن المجمع القديم يمتلك خصائص عديدة، من حيث موقعه المتوسط، وقيمته التاريخية وجاهزية بنيته التحتية، ما يمكن من استغلاله أولا كسوق يجمع البسطات التي كانت تضغط على الوسط التجاري، وثانيا كمعلم سياحي.


وأشاروا إلى أن تحول هذا المبنى لموقع مهجور، خلال الفترة الماضية، يتطلب إعادة تأهيل، وتجهيز ليكون ملائما كسوق ومعلم سياحي، مستغربين تركه دون عناية أو اهتمام، بعد أن تحول إلى مأوى للحيوانات الضالة، ليغدو بؤرة بيئية خطرة على السلامة العامة ومجاوريه في الاحياء المحاذية.


ويثير حال هذا المبنى المهجور، حالة استياء لدى الأهالي لعدم الاستفادة منه، مطالبين الجهات المعنية، بأن تنظر للجانب الإيجابي الذي يمكن أن يحققه هذا المبنى التاريخي، ذو الإطلالة الجذابة على قلعة معان "السرايا العثماني" التي تحولت إلى متحف قرب سوق معان التراثي.


ويرون ان استغلاله في نطاق وضعه الحالي، مع ترميمه وإعادة تأهيله، سيستقطب السياح، ويسهم بتمكين أصحاب البسطات والباعة المتجولين، من الحصول على عمل ثابت، ما سيدر دخلا للبلدية.


ولفتوا إلى أن معان، تفتقر إلى سوق شعبي، يتسم ببعد استثماري سياحي، لذا فإن الفرصة باتت متوافرة الان، ولا تحتاج الا تنفيذ استغلال هذا المبنى، لافتين إلى أن هذه العملية ستخفف من أعباء مراقبة البسطات الشعبية في الوسط التجاري، لانها ستنتقل إلى هذا الموقع، وستحقق بعدا استثماريا لا يحتاج إلى رأس مال ضخم، يسهم بتخفيف البطالة، والضغط على أسواق وشوارع المدينة.


وتساءل أهال بشأن عدم انتباه البلدية بأخذ مقترحهم في الاعتبار، مع أن مدينتهم تفتقر للاستثمارات، بينما أمامها فرصة استثمارية يمكن أن تتحقق في مجمع السفريات القديم، لافتين إلى أن تحويل المبنى إلى سوق شعبي نموذجي، سيجذب الأهالي إليه، ويجعله مكانا يمكن ارتياده، ويخفف الضغط على الوسط التجاري وخدماته التي تحتاج أساسا لإعادة تأهيل، ويحقق انتظاما ولو جزئيا في حركة المرور وسط المدينة.


ولفتوا إلى أن الجهات المعنية إلى جانب البلدية، أمامهم فرصة لنقل وتجميع أصحاب البسطات في سوق بديل، لوقف عمليات البيع العشوائي التي تنتشر في معان، وتحديدا في الوسط التجاري، بعد أن أضحت هذه المشكلة مزمنة، وتتسبب بالتضييق على حركة السير والمشاة وإعاقة الحركة التجارية في المدينة.


وطالب أحمد المغربي البلدية، بأن تسرع بتحويل المجمع إلى سوق نموذجي شعبي، لافتا إلى أن بنيته التحتية شبه مكتملة الخدمات، إلى جانب أن موقعه مناسب لإقامة سوق.


ولفت إلى أن مبنى كهذا كالمجمع القديم، لو وجد في مناطق اخرى، لجرى استغلاله والاستفادة منه على أكمل وجه، ليخدم الأهالي، لكن تباطؤ الجهات المعنية بهذه المهمة، يثير الاسئلة والاستغراب، مع ان المبنى مغلق ومهجور منذ سنوات.


وأشار علي الفناطسة، إلى أن هذا المجمع، معلم بارز في المدينة، لكن بعد هجره، فقد الانتباه إليه، مشيرا إلى أن إمكانية إعادة الحياة اليه، تتمثل باستغلاله على نحو يعزز الاستثمار فيه، بعد إعادة تأهيله، وجعله معلما اقتصاديا وسياحيا، ويمكن الاستفادة منه في أكثر من جانب.


وأكد عبدالله عساف، أن المجالس البلدية السابقة وبرغم مطالبات الأهالي المستمره لها، لوقف تمدد انتشار البسطات في الوسط التجاري وأسواق المدينة، لم تقدم على حل هذه المشكلة، بل أن محاولات حلها المتواضعة، باءت جميعها بالفشل.


وأشار عساف، إلى أن الأهالي يتساءلون على الدوام، بشأن عجز البلدية عن وضع حل لمشكلة البسطات، وان مقترحاتها لانشاء أسواق بديلة لم تتحقق، وبقيت المشكلة كما هي دون أي معالجات حقيقية.


ولفت إلى أن الفرصة، باتت موائمة أمام البلدية، لاستغلال المجمع القديم لحل مشكلة البسطات العشوائية، دون أن تتكبد الكثير من الأكلاف للتخلص منها، بل وسيسهم تحويل المجمع إلى سوق لأصحاب البسطات، بحل جوانب أخرى من المشاكل التي يعاني منها الوسط التجاري، والحد من مشكلة البطالة، وتمكين منطقة المجمع من أن تتحول إلى سوق شعبي تقليدي، يظهر ملامح الثقافة الشعبية والحرفية والاقتصادية للمدينة.


رئيس لجنة البلدية نائب محافظ معان خالد الحجاج، قال إن البلدية بصدد تخصيص واستغلال المجمع القديم لإقامة أسواق شعبية نموذجية فيه، كموقع دائم وملائم لأصحاب البسطات والعربات المتنقلة في المرحلة اللاحقة، لإنهاء مشكلة انتشار البسطات العشوائية في الوسط التجاري.


وأشار الحجاج، إلى أن البلدية ستهيء المجمع بما يتناسب ووضعه الحالي كسوق شعبي بديل، وبما يسهم بتجميع أصحاب البسطات في مكان واحد، وتحت إشراف ورقابة البلدية، ما يؤدي لانهاء مشكلة انتشار البسطات، التي أصبحت تعيق الحركة المروية، وبما يعيد تنظيمها حضاريا وجماليا.


وقال إن المجمع، المنوي إقامة سوق شعبي نموذجي متكامل الخدمات فيه، يشتمل على بنية تحتية، من ساحات ومبان مؤهلة، إضافة إلى قربه من الوسط التجاري، بعد أن تم تفريغه ونقله إلى مجمع السفريات النموذجي الجديد.


وأضاف الحجاج، أن إيجاد الأسواق الشعبية حل مثالي، نضمن عبره إنفاذ القانون دون الإساءة لكرامة الباعة وأصحاب البسطات، ونضمن حقوقهم بالكسب المشروع، مشيرأ أن البلدية تتفهم أن البسطات والعربات المتنقلة جزء من نشاط اقتصادي كبير غير منظم، وهي ظاهرة موجودة منذ نشوء الوسط التجاري في معان.


ولفت إلى أنه من غير المقبول استنادا لواجبات البلدية بتنظيم الأسواق، أن تحتل هذه البسطات الأرصفة والشوارع التي تعتبر حقا للمارة والمركبات، فضلا عن تأثيرها السلبي على التجار الذين يترتب عليهم عبء ومصاريف إضافية لقاء موقعهم الثابت، لكن في الوقت نفسه، يجب معالجة هذه القضية مع أصحاب البسطات من زاوية اقتصادية اجتماعية، تأخذ بالاعتبار الأبعاد الاجتماعية والإنسانية لأصحابها.