معان: نشاط انتخابي وسط فشل جهود الاحتكام الى صناديق العشيرة

حسين كريشان

معان- يشهد الحراك الانتخابي في مدينة معان نشاطا لافتا، عبر جولات ولقاءات عشائرية تمتد أحيانا الى ساعات متأخرة من الليل. إلا ان ملامح هذا الحراك لم يتبلور بعد لفرز مرشح إجماع عشائري، وسط تعدد الراغبين بترشيح أنفسهم، لخوض الانتخابات النيابية المقبلة من ذات العشيرة.اضافة اعلان
وظهر نشاط هذا الحراك من خلال الزيارات والمشاورات والدعوات واللقاءات، التي اعتمدت النمط التقليدي السابق المتعلق بنظام تتبع طريقة التناوب في التمثيل العشائري بين "أفخاذ" كل عشيرة، أو اللجوء الى نظام الصندوق الداخلي ، بهدف الخروج بمرشح إجماع واحد لكل عشيرة، سيما جلسات موصولة خلف الكواليس تسعى جاهدة لجمع الأطراف والتوافق على مرشح إجماع، بعد فشل الاحتكام الى صناديق العشيرة الداخلية.
ومازالت اللجان المنبثقة عن بعض العشائر في المدينة، تحث الخطى في سعيها لتوحيد الجهود من اجل التوافق على مرشح اجماع لها، والتخلص من التعدد بين مرشحي العشيرة الواحدة، بعد أن جرت خلال الأسابيع الماضية مساع فعلية لجمع المرشحين المفترضين للتنازل أو الانسحاب كما الدورات الماضية، وبذل من خلالها الشباب المتحمس ووجهاء كل تجمع عشائري جهودا كبيرة، إلا إنها لم تجن ثماراً بعد.
فيما بدأت بعض العشائر في المدينة بتلمس طريقها وصولا الى المنافسة القوية بين مرشحي المدينة وسعت الى توحيد كل الجهود في اختيار مرشحها بالتوافق والإجماع دون اللجوء الى خيار صندوق الانتخاب الداخلي، رغم بعض الخروقات في صفوفها، ممن يرغبون بترشيح انفسهم من نفس هذه العشائر.
ويعد موضوع الإجماع على مرشح واحد، الأهم في مسيرة العشيرة الانتخابية، وسط تخوف بعض العشائر من حدوث انقسام داخلي، وما يترتب عليه من تشتيت لأصوات العشيرة، إضافة إلى صعوبة تواصلها في المرحلة اللاحقة مع العشائر الصديقة والقريبة الأخرى، فيما صعوبة الوصول إلى مرشحي إجماع لم تثن ناشطين اجتماعيين من بعض التجمعات العشائرية عن مضاعفة جهدهم وفق ما يمكن وصفه بجهود اللحظة الأخيرة "لرأب الصدع".
ويرى مهتمون بالشأن الانتخابي،  تراجع الفرص والجهود المبذولة للوصول الى مرشحي إجماع في باقي عشائر المدينة، في ظل الانقسامات التي تعصف بالتجمعات العشائرية الكبرى، التي تمسك في العادة بزمام الأمور وتفرز ممثلي المدينة في المجلس النيابي، مشيرين الى أنه رغم بعض الخلافات الديمقراطية التي ظهرت بين أبناء العشيرة للوصول الى مرشح إجماع لها، إلا ان الاحتكام الى التوافق العشائري أو اللجوء الى صناديق الاقتراع الداخلية كان هو الطريق الأمثل للوصول الى حل يرضي جميع الأطراف، كما حدث في دورات سابقة من خلال تقديم مرشح اجماع لها يتمتع بقاعدة انتخابية واسعة اساسها العشيرة ومن يناصرها.
وتوقع أحمد ابو صالح، أن تشهد المدينة أجواء أكثر سخونة للحراك الانتخابي خلال الايام المقبلة، التي ستشهد تنازلات وانسحابات من قبل بعض الذين اعلنوا نيتهم للترشح، خاصة مع اصرار قيادات عشائرية تبذل جهود مكثفة للوصول الى مرشح إجماع داخل عشائرهم، ما يجعل التنافس شديدا للغاية ويسهل عملية تشكيل قائمة انتخابية، مشيرا أن المساعي التي يقودها شيوخ ووجهاء تجمعات عشائرية ستجعل ملامح الخريطة الانتخابية تزداد تعقيداً وصعوبة لرفع وتيرة الحراك شيئاً فشيئاً وزيادة المنافسة بين العشائر.
وأشار الناشط العشائري الشيخ محمد ابوطه، الى أن دواوين العشائر تعد نواة الحراك الانتخابي في المرحلة الراهنة بما تشهده من اجتماعات أشبه ما تكون بالاجتماعات المغلقة التي يقتصِر حضورها على أبناء العشيرة المعنية في الانتخابات، بعد ان بدأ عدد من الذين يمتلكون خبرة واسعة في مجال الانتخابات بالتحرك على الساحة الانتخابية لتقييم الواقع الانتخابي، الذي ينقسم في المدينة الى 4 تجمعات عشائرية تتقاسم المقاعد المخصصة لدائرة معان في كل دورة انتخابية، ما يجعل التنافس شديدا للوصول إلى توافقات للخروج بمرشح اجماع تقضي بتشكيل قائمة انتخابية.