معذرة يا وحدات، ولكن..

فليعذرني الإخوة في نادي الوحدات "إدارة وجماهير"، لما سأقوله في هذه المقالة، من باب النصح ليس إلا، وتجسيدا لمقولة "الاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية"، رغم أن المجتمع الرياضي المحلي في عمومه يخلط بين الاختلاف والخلاف!.اضافة اعلان
في اعتقادي أن إدارة نادي الوحدات التي أكن لها ولجماهيرها كل احترام، اخطأت مرارا في التعاطي مع أزمة العقوبات بشأن مباراة "الديربي"، وفشلت في إدارة الأزمة كما ينبغي، بداية من قرار تعليق مشاركة الفريق الأول، وانتهاء بالاجتماع الذي جرى أول من أمس.
من حق نادي الوحدات أن يعترض لاتحاد كرة القدم عن أي قرار يعتبر أنه لم يكن منصفا له، ومن حقه أن يتعاطى مع القنوات القانونية كافة التي تجيزها لوائح "الفيفا"، لكن السؤال الأهم: "هل تعرض الوحدات للظلم حقا؟".
ربما لا يعجب هذا السؤال كثيرين من محبي نادي الوحدات، ومن المؤسف أننا كإعلاميين وجماهير ننجرف في كثير من المرات وراء العاطفة، ولذلك يعتقد المتفرج لأي ناد كان أن كل قرار ليس في صالح ناديه ليس صحيحا وفيه ظلم.. أتفق مع الكثيرين بأنه لا منطق في العقوبتين المتخذتين بحق مدرب الوحدات قيس اليعقوبي ولاعب الفيصلي عدي زهران، مع أن كلا منهما أخطأ، لكن الفيصل في هذا الأمر هو اللائحة التأديبية، التي يتفق الجميع بمن فيهم اتحاد كرة القدم على أنها منقوصة في بعض جوانبها وتحتاج الى تعديل قبل بدء الموسم المقبل، رغم أن جميع الأندية بمن فيها الوحدات وافقت عليها بعد خلوة البحر الميت!.
أعود الى السؤال آنف الذكر… هل تم تخسير الوحدات نقاط مباراته أمام الفيصلي بقرار اتحاد أم أن الوحدات خسر المباراة في شوطها الثاني بهدفين بعد أن كان متفوقا في الشوط الأول بهدف، والسبب في ذلك عدم قدرة المدرب على قراءة المباراة جيدا وانخفاض مستوى أداء اللاعبين في الشوط الثاني.
واسمحوا لي أن أوجه سؤالا ثانيا.. لو فاز الوحدات في تلك المباراة، هل كان سيعلق المشاركة في الدوري بعد ذلك؟.. هو سؤال افتراضي لأنه لا أحد يعلم ما في الغيب الا الله، ولكن برأيي أن المسألة أخذت حيزا أكبر مما تستحق، وسارت الأمور في اتجاهات خاطئة.
ومع الاحترام الشديد لكل وجهات النظر الأخرى، التي تنادي بالاستمرار في تعليق المشاركة والانسحاب من الدوري، فإن الوحدات سيكون الخاسر الأكبر بهذا القرار، والأمر لا يتعلق فقط بالجوانب المادية وإنما المعنوية أيضا، لأن ناديا كبيرا بحجم الوحدات له سمعته الطيبة، يفترض أن لا ينجرف وراء عواطف بعض جماهيره التي لا تدرك جيدا حجم الضرر من ذلك.
تاريخ الوحدات المكتوب بحروف ذهبية على صعيد المشاركات المحلية والخارجية، والدور المهم الذي يلعبه النادي في الساحة الرياضية الأردنية، يفرض عليه طي صفحة "مباراة الديربي" والاستمرار في مسابقتي الدوري والكأس بكل إيجابية واحترام لحقوق الأندية الأخرى، التي "لا ناقة لها ولا جمل" فيما جرى، ومن حقها أن تتواصل جميع المباريات بشكل سليم ونزيه.
وأخيرا، ربما يجدر بإدارة الوحدات المقبلة أن تبحث عن أسباب إخفاق الفريق وتلقيه حتى الآن 5 خسائر محلية واثنتين آسيويتين في 22 مباراة محلية وآسيوية؛ أي ما يقارب 35 % من المباريات.. أعتقد أن المشكلة تكمن هنا. المعذرة مرة أخرى.