طارق الدعجة
عمان - على طريق المطار وفي ساحة معرض عمان الدولي للسيارات يتنقل زائرو معرض الصناعات الأردنية الشامل بين 112 منتجا محليا تدور في فلك قطاعات مختلفة جمعتها الوطنية والجودة.
الوطنية والجود هما ما يرمي اليه المعرض الذي افتتح أبوابه الأربعاء الماضي في الترويج للصناعة الوطنية ونشر ثقافة الوعي بالجودة العالية التي وصلت اليها المنتجات المحلية.
وخلال جولة ميدانية، أجرتها "الغد"، على المعرض لوحظ وجود صناعة وطنية مختلفة أهمها الصناعات الغذائية والإلكترونية والسخانات الشمسية وافران الغاز والبلاستيكية، إضافة إلى الملابس والثلاجات واجهزة التلفاز.
ويقول صاحب مصنع سخانات شمسية، ناصر الحسين، ان الصناعة الوطنية باتت تضاهي مثيلاتها من منتجات مستوردة، بدليل انها تصدرالى اسواق عالمية.
وبين الحسين، الذي يمتلك مصنعا منذ العام 2008، أن صناعة السخانات الشمسية في المملكة يتم تصنيعها ضمن مواصفات عالية؛ حيث انها تنافس مثيلاتها المصنعة في دول أخرى، مبينا أنه استطاع ان يفوز بعطاءات تنفيذ مشاريع سخانات شمسية وتدفئة برك سباحة.
ويشير الحسين الى وجود تحديات تواجه صناعة السخانات الشمسية في السوق المحلية تتمثل في المنافسة غير العادلة نتيجة وجود منتجات مستوردة تباع بأقل من كلف انتاجها محليا، رغم انها لا تضاهي جودة المنتج المحلي.
وبين الحسين ان غياب الوعي لدى المواطنين بالعنصر التكنولوجي في السلعة يعتبر ايضا من بين التحديات التي ما تزال تواجه تلك الصناعة بدليل ان المواطنين يهتمون بالسعر على حساب الجودة.
ويوضح الحسين، الذي يعمل في مصنعه حوالي 18 موظفا، انه يصدر منتجاته الى السعودية وسوريا سابقا، الامر الذي يثبت جودة الصناعة الوطنية.
ويؤكد الحسين أهمية تعزيز ثقة المستهلك بالمنتجات الوطنية، كونها تعتبر ضمانة للمواطنين وتتضمن كفالات وسهولة الحصول على قطع الغيار.
ويقول نائب مدير عام مصنع منتجات بلاستيكية، طارق العموش، إن الصناعة الوطنية تتميز بجودتها وقدرتها على منافسة المنتجات المستوردة، مشيرا الى وجود ثقة من قبل المواطنين بصناعة الاسلاك الكهربائية بفعل الجودة العالية التي تتمتع بها.
ويبن العموش، الذي يعمل في مجال صناعة الكهرباء والاسلاك ومواسير الكهرباء والحبيبات، ان هنالك تحديات تواجه تلك الصناعة تتمثل في ارتفاع تكاليف الطاقة، إضافة الى الضرائب والرسوم. ويوضح العموش، الذي يصدر منتجاته الى العراق والسعودية، إن دخول تلك الاسواق لم يأت من فراغ بل بالجودة العالية التي تتمع بها تلك الصناعة والتي جعلتها تنافس في أسواق تلك الدول.
ويؤكد العموش، الذي يوظف حوالي 150 عاملا، إن قطاع الصناعة بحاجة الى دعم حكومي حتى يتمكن من المنافسة من خلال تخفيض الضرائب والرسوم، خصوصا ان لها مساهمة حقيقية في دعم وبناء الاقتصاد الوطني.
ويقول أحد زائري المعرض، محمود صالح، "تفاجأت وانا أتجول في المعرض بوجود صناعة أردنية تتمتع بمستوى متقدم من الجودة والمواصفات العالية".
ويؤكد محمود أهمية إقامة مثل هذه المعارض المتعلقة بالصناعة والوطنية بشكل مستمر والعمل على الترويج لهذه المعارض من اجل اجتذاب المواطنين وتعريفهم بالصناعة الوطنية ومستوى الجودة التي تتمتع بها.
من جانب آخر، قال رئيس غرفة صناعة عمان، العين زياد الحمصي، إن الغرفة تقوم بجهود كبيرة لتحقيق الأهداف المرجوة للصناعة الوطنية من خلال تعزيز ثقة المستهلك بمنتجاته الوطنية وزيادة اعتماد مؤسسات الدولة على الصناعة المحلية.
وكان المدير التنفيذي للمؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية، المهندس يعرب القضاة، أشار على هامش افتتاح المعرض، إلى وجود صعوبات تواجه الصناعة الوطنية، تتمثل في متطلبات الحصول على التمويل البنكي والمنافسة غير العادلة جراء وجود منتجات مستوردة تباع في السوق المحلية بأسعار أقل من كلف انتاجها.
tareq_aldaja@
