معرض فريد لصور هتلر في فرنسا لسبر أغوار الدعاية النازية

مونبولييه (فرنسا) - يشكّل الكشف عن خبايا البروباغندا النازية من خلال إظهار مكنونات أكثر من مائتي صورة لهتلر، محور معرض هو الأول من نوعه افتتح اعتبارا من الأربعاء الماضي في مونبولييه في جنوب فرنسا.

اضافة اعلان

يقدّم معرض "ديكتاتور في صور" الذي يستمر حتى الثالث والعشرين من أيلول (سبمتبر) المقبل، مجموعة هي الأولى من نوعها مؤلفة من 240 صورة للزعيم النازي اختيرت من بين 12 ألف صورة ملتقطة بين 1924 و1945 من قبل المصور الرسمي هنريش هوفمان (1885-1957).

وقد يرى البعض في هذه المبادرة "مجازفة سياسية"، غير أن مضمونها "تاريخي بحت"، بحسب جيل مورا المدير الفني لمتحف "بافييون بوبولير" الذي أراد إثارة "نقاش سياسي من خلال صور تكتسي طابعا علميا لا شك فيه".

وقال آلان صايغ القيّم على المعرض إن "هتلر كان يتجنب المصورين في بداية مسيرته السياسية لكنه سرعان ما أدرك أهمية هذا النوع من الإعلام للترويج لصورة الزعيم التي كان يرغب في نشرها في أوساط الجمهور"، مشيرا إلى أن "هذا الفنان +الفاشل+ رأى في هنريش هوفمان الفنان الذي سيضفي لمسة بصرية على هذا التصور".

واستمر مسار تشكيل هذه الصورة من 1924 إلى 1927. ويتيح المعرض لزواره مشاهدة حوالى أربعين صورة ملتقطة في آب (أغسطس) 1927 عندما كان هتلر يشحذ مواهبه الخطابية في مشغل المصور في ميونخ.

وبلغ هذا المسار خواتيمه بعد تسلّم هتلر زمام السلطة في 1933 لتستنسخ هذه الصور بأعداد لا تحصى على الطوابع والبطاقات البريدية، مدرّة على المصور ووكيله إيرادات طائلة متأتية من حقوق التأليف. وتتجلى فيها شعارات من قبيل "الزعيم الذي يقود الأمة" و"معبود الشعب" وهي توهم بأن الزعيم قريب من شعبه من خلال أعمال بسيطة تصور هتلر مع أطفال أو حيوانات.

فصورة الزعيم الذي يشكل "محور النظام النازي" لم تكن يوما "تعكس الواقع بل هي ثمرة تخطيط محبوك"، على حد قول القيم على المعرض.

والهدف من هذه الصور "المنخفضة التكلفة نسبيا هو التأثير على الشعب من خلال وابل دعائي متواصل في شعارات ينبغي أن تتحوّل إلى ما يشبه عقائد الإيمان".

وهي بالفعل صور بروباغندا هنريش هوفمان التي سقطت في الملك العام و"التي نجدها اليوم في كلّ كتب التاريخ خارج سياقها" في أحيان كثيرة من دون تاريخ أو اسم مصور، على حد قول صايغ الذي شدد على أهمية "وضع هذه الصور في إطارها الأصلي بغية تحليلها وتبيان المنطق الكامن خلفها".

وهوفمان الذي كان مجرّد شاهد في محاكمة نورنبرغ مثل أمام محكمة في بافاريا حكمت عليه في 31 كانون الثاني (يناير) 1947 بعشر سنوات من السجن. ووضع القضاء يده على كل أملاكه وجرّده من حقوق التأليف ومنعه من مزوالة مهنة التصوير. لكن أطلق سراحه في شباط (فبراير) 1950 وسمح له القرار الصادر في مرحلة الاستئناف باستعادة 20 % من أملاكه.

وفي مقابل هذه الصور المدروسة لهتلر، يقدّم المتحف أيضا معرضا سبق أن أقيم سنة 2013 تحت عنوان "نظرات على الغيتو" يشمل أعمال مصورين لحساب الدعاية النازية حاولوا تخليد تصورات هذه العقيدة، تعكس التداعيات الفظيعة للبروباغندا النازية. -  (أ ف ب)