معركة الأمعاء الخاوية

يخوض الأسرى والمعتقلون الأردنيون في السجون والمعتقلات الصهيونية يوم بعد غد الخميس، إضرابا مفتوحا عن الطعام، احتجاجا على أوضاعهم في هذه المعتقلات، وتعامل السجان الإسرائيلي معهم، ولتحقيق مطالب هدفها على الأقل تحسين ظروف اعتقالهم، وفق نصوص وأحكام تشريعات حقوق الإنسان الدولية التي لا تلتزم بها سلطات السجون الإسرائيلية، وحتى لا تلتفت إليها، وتخرقها كل يوم.اضافة اعلان
الأسرى والمعتقلون الأردنيون الذين يقدر عددهم بـ25 أسيرا، يواجهون وحدهم السجان الإسرائيلي، وهم يعرفون أن معركة "الأمعاء الخاوية" هي معركة الإرادة، ولن تكون سهلة؛ فهي معركة حقيقية، قد يقع فيها شهداء، وسيصاب فيها كثيرون من الأسرى بمختلف أنواع الإصابات التي تختلف في شدتها من أسير إلى آخر؛ ولكنهم سيخوضونها حتى النهاية.
لا بديل أمام الأسرى إلا مواجهة السجان والانتصار عليه، من خلال الإضراب عن الطعام. فالسجان الإسرائيلي الذي تعود التنكيل بالسجناء الفلسطينيين والأردنيين والعرب، لا يواجَه إلا بالإرادة، ولا يمكن الانتصار عليه إلا بالتوحد، والصلابة، والإصرار والعزيمة.
ولكن، لا يجب أن يخوض الأسرى هذه المعركة القاسية والخطيرة وحدهم. يجب أن نكون جميعا معهم؛ حكومة، ومجلس أمة، ومؤسسات وهيئات ومنظمات مجتمع مدني، وكافة المواطنين. فالأسرى أبناؤنا وإخوتنا، ولا يجوز أن يُتركوا في معركتهم وحدهم. إنها معركتنا جميعا، فلنقف معهم بكل ما نستطيع، ولندعمهم، ولنعمل بكل الطرق لتسليط الضوء على قضيتهم، ولنتحرك من أجل الإفراج عنهم.
فليكن يوم الخميس موعدا لبدء فعاليات عديدة متنوعة وواسعة، تضامنية مع الأسرى والمعتقلين. كما يقع على مجلس النواب الكثير على هذا الصعيد؛ فالمجلس مطالب بالضغط على الحكومة لتضع على رأس أولوياتها ملف الأسرى والمعتقلين الأردنيين في السجون الإسرائيلية. كما أن وزارة الخارجية مطالبة بالكثير في هذه المعركة، فهي مطالبة بزيارة الأسرى ومراقبة أوضاعهم؛ ومطالبة بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لتحقيق مطالب الأسرى. ومطالبة أيضا، بتنظيم زيارة لذوي الأسرى للاطمئنان عليهم.
كما أن منظمات المجتمع المدني، وخاصة النقابات المهنية المعنية التي تقف دائما مع الأسرى، مطالبة هي الأخرى بتنظيم عشرات الفعاليات التضامنية يوميا، حتى ينتصر الأسرى، ويحققوا أهدافهم، وينتصروا في معركة الأمعاء الخاوية.
الأسرى يتمتعون بإرادة حديدية، وعزم، وقدرة كبيرة على الصبر؛ فسنوات الاعتقال علمتهم كيفية مواجهة السجان. وهم لديهم قدرة على تحمل الضغوط والجوع وسياسة السجان العنصرية والعدوانية. ولكنهم بحاجة إلى الحكومة؛ فهي قادرة على عمل الكثير في ملفهم، وهي المعنية الأولى، دستوريا، بقضيتهم.
فلنحول أيام الإضراب إلى أيام تضامنية حافلة بالنشاطات والفعاليات التضامنية مع الأسرى والمعتقلين الأردنيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية.