معيقات تمنع ترك انطباع إيجابي

ترك الانطباع الايجابي يتطلب تنظيما ذاتيا وضبطا للنفس - (أرشيفية)
ترك الانطباع الايجابي يتطلب تنظيما ذاتيا وضبطا للنفس - (أرشيفية)

إسراء الردايدة

عمان- أن تترك انطباعا جيدا ليس بالأمر السهل عند أي أحد بالرغم من أهميته في الحياة الاجتماعية أو في مقابلات العمل، إذن كيف يمكنك أن تكون شخصا يمكنه تهجئة النجاح أو الفشل؟، ولكي يتم استقبال هذه الشخصية بشكل جيد، يجب أن تحمل صفات مثل الدفء والجدارة بالثقة والكفاءة.اضافة اعلان
ولكن في بعض الأحيان نفتقد هذه اللمسات، إلا أن بحثا علميا جديدا موسعا حول ما يعرف باسم إدارة الانطباع يقدم للناس كيفية المهارة في تقديم أنفسهم بطريقة إيجابية وتحقيق النجاح، وفي الوقت الذي يعتقد فيه أن نضوب الموارد الأساسية هو السبب في الفشل وفي النجاح في خلق انطباع جيد، إلا أن الحقيقة تكمن في غياب الطاقة العقلية التي تسهل انتقاله بشكل صحيح في أي من المناسبات الاجتماعية وكيفية التعاطي معها، كما ذكر موقع "سيكولوجي توداي".
فالعرض الذاتي ينطوي على خطوتين؛ أولا على المرء أن يختار الصورة التي يرغب في نقلها إلى الآخرين، وثانيا عليه أن يقدم هذه الصورة بطريقة استراتيجية، وتلك الأخيرة هي التي تحدث عنها الباحثون، التي تعد بمثابة ضريبة الموارد العقلية.
وترك انطباع إيجابي يتطلب تنظيما ذاتيا وضبطا للنفس وجهدا، فعلى سبيل المثال، حين يكون الناس مشتتين فوق طاقاتهم الإدراكية بأي شكل من الأشكال يصبحون متفاخرين ويبحثون عن طريقة ليزيدوا من حضورهم ولا يتماشون جيدا مع الآخرين.
هل بعض الناس بغض النظر عن مواردهم العقلية غير قادرين على ترك أي انطباع جيد رغم أن الحقيقة قد تكون عكس هذا؟، هذا التحدي لمثل هذا التفكير التقليدي في إدارة الانطباعات هو محور الدراسة الجديدة التي قادتها الطبيبة النفسية جانينا شتايمتز من جامعة اوتريخت ومع معاونيها؛ حيث أكدوا أن بعض الناس يفتقرون إلى قدرتهم على تقديم ذاتهم ليس بسبب قلة مورادهم، بل بسبب عوامل غير مدروسة منها؛ الفشل في تبني منظور شخص آخر، منظور يشير للقدرة على "توقع عقول الآخرين"، وهذا ليس بالأمر السهل حين يأخذ الأمر منحى منحرفا، بسبب "سوء التنبؤ هذا" كرد فعل عاطفي من المتلقي.
فيما العامل الثاني هو النرجسية، وفي البداية تبدو النرجسية مثيرة للاهتمام، وفيها طرق تسلية جذابة، إلا أنه ومع مرور الوقت تتحول لغطرسة وعداء كامل، غالبا ما تمس المعارف وتؤثر في علاقاتهم الخاصة، فالنرجسي يرى نفسه متفوقا على الآخرين وأي مقارنة بحقه تبدو مبخسة ويسخف بالآخرين.
ولكن مجرد سوء التعامل في إدارة المهارات، نتيجة استراتيجيات معينة يؤثر سلبيا في الانطباعات؛ أبرزها:
- الغطرسة: التضخيم الذاتي لا يتناغم مع الناس ويترك انطباعا سلبيا، ففي حالة تعزيز الذات وفي ظل المقارنات الاجتماعية، ومقارنة النفس بالآخرين في ضوء إيجابي قد يقول البعض إنه أفضل من غيره في مجال معين، وأحيانا يقوم في تغييب تعزيز ذاته من خلال تأكيدات لمقارنات غير متساوية، وهنا تتولد النظرة السلبية للآخرين، وتتولد العدائية والغطرسة حين يرى الفرد نفسه أفضل من غيره ومتفوقا عليهم، لأنه يعتقد أنه أعلى منزلة في ذاته بغض النظر عن المهارات التي بحوزته فعليا.
- المفاخرة: هذا الشكل من الانطباعات يتنكر على شكل الشكوى والتواضع، ومن الأمثلة التي قدمها القائمون على الدراسة، مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي الذين ينشرون أمورا خاصة عن حياتهم مثل "شعري غير مسرح، لقد استيقظت للتو من النوم"، في محاولة للظهور بشكل متواضع، يمكن للفرد أن يلفت الانتباه لسمات إيجابية بطريقة غير مؤذية، ولكن هذا تكتيك خفي في بعض الأحيان، لأن يدعو للتشكيك في حقيقة التواضع والنوايا من نشر مثل هذه الأشياء، ما يخلف انطباعا سيئا في الوقت نفسه؛ أي فشل الفرد في النظر لعامل الأصالة والتقاطه. الشعور بغياب الإخلاص سمة مهمة وحاسمة جدا للشخصية التي تظهر متفاخرة وأكثر فعالية من شخص يميل لإظهار الشكوى، لأننا قد نرى أن المتذمرين والمتفاخرين أكثر صدقا ومحبوبون أكثر من خلال منشوراتهم، فهم قادرون على إخفاء دوافعهم الخلفية في النهاية، ولكنهم يتعرضون للخطر وينكشفون في أي لحظة.
- النفاق: المنافقون يحاولون رسم صورة معنية لأنفسهم، ولكنهم يفشلون في الارتقاء لها، ويظهرون بشكل آخر. فهم يجيدون التنظير ولا يسيرون على أثره، وبخاصة في القضايا الأخلاقية. والنفاق يظهر مرة واحدة بدون أي تنبيه من وراء كل شيء، وبخاصة حين يفشل صاحبه في الامتثال لمعاييره. والمنافقون سيكونون مكروهين أكثر من أولئك الذين لا يدعون صورة زائفة بل يحاولون تجميل أنفسهم بطريقة بائسة.
- مجاملات: هي في الحقيقة إهانة لكل من يرتديها؛ حيث يتم التناول عن عمد، فعلى سبيل المثال نقول: "لم أكن أتوقع منك أن تبلي حسنا في الامتحان، هذا أمر عظيم"، الرغبة تنبع في قول مجاملة معينة في أن تكون شخصا محبوبا، وتحتل مكانة اجتماعية بين الجميع. الناس يحبون المديح في العادة ولكن المديح في غير موضعه يتحول لنفاق وكذب، في حين أن أصله يجب أن يكون إيجابيا، وحين تحول المجاملات لغطاءات من أجل التفوق وبلوغ غاية معينة تفشل فشلا كبيرا، وبخاصة أن من يقوم بها يعتمد على تقييم الآخرين له ويقلق من نظرتهم إليه. وعلى أرض الواقع لن تكسبك المجاملات أي نوع من الاحترام ومن حولك لا يبالون أبدا بذلك.