مع ارتفاع أسعار الوجبات.. مأكولات شعبية منسية تعود لموائد الكركيين

44
44

هشال العضايلة

الكرك - أعادت سيدات بمختلف مناطق محافظة الكرك إحياء العديد من الوجبات والمأكولات الشعبية المحلية والتي كانت في طور النسيان لأسباب عديدة وخصوصا في ظل تسارع ايقاع الحياة وعمل جميع افراد الاسرة واعتمادههم على الوجبات السريعة الحديثة.اضافة اعلان
وساعد في عودة احياء تلك الوجبات والمأكولات الشعبية ارتفاع اسعار المواد الغذائية بالمحال التجارية، اضافة لارتفاع اسعار اللحوم والدواجن وتراجع قدرة المواطن الشرائية، يرافقة توافر متطلبات اعداد الوجبات والمأكولات الشعبية في اغلبية المنازل بالبلدات والمدن بالمحافظة، وخصوصا وان اغلبها من الحبوب التي تتم زراعتها بالحقول بالمحافظة اضافة إلى ما يتم انتاجه من المواشي مثل السمن البلدي والجميد الكركي.
وأكدت ناشطات بالكرك على أن انشاء المطابخ الانتاجية والتي توفر تلك الوجبات من قبل السيدات يأتي ايضا للحاجة الملحة لدى العديد من السيدات لتوفير مصدر دخل مالي لأسرهن لأسباب مختلفة، اضافة إلى الطلب المتزايد حديثا على شراء تلك الوجبات والمأكولات، ناهيك عن عقد العديد من الجهات الرسمية والشعبية لدورات التدريب الشاملة على صناعة تلك الوجبات للسيدات بمختلف مناطق المحافظة لتعزيز وتحسين دخل الأسر.
وتشمل قائمة تلك الوجبات التي كانت سائدة لفترة طويلة بالمجتمعات المحلية، مثل (المجللة أو الفطيرة الكركية والشوربة الحامظة والمدقوقة والفتيت والهفيت والمجدرة وخبز العويص واللازاقيات والحلويات الشعبية).
وعلى مدى الاعوام الماضية اعادت تلك السيدات للوجبات الشعبية حضورا كبيرا ربما كان غائبا، واصبحت تلك الوجبات تقدم في المناسبات الشعبية والرسمية بشكل دائم وخصوصا في افتتاح المهرجانات والأعراس واللقاءات التقليدية ويتم طلبها من قبل اشخاص من خارج المحافظة، وفقا للعديد من السيدات.
وقالت المهندسة الزراعية كرم القسوس وإحدى الناشطات في توفير الدورات التدريبية للسيدات بالكرك لأعداد الوجبات التقليدية، إن هناك اقبالا كبيرا من قبل السيدات على التدريب والتعليم لأعداد تلك الوجبات لأنها أصبحت مصدرا للدخل اضافة إلى توفير وجبات للاسر وبكلفة بسيطة قياسا لكلفة الوجبات العادية لأن اغلب مكونات تلك الوجبات متوفر بالمنازل اضافة إلى انها من انتاج محلي واسعاره في متناول الجميع، لأنها من الحبوب والمحاصيل الحقلية من القمح والدقيق البلدي وانتاج المواشي بالمحافظة من السمن البلدي والجميد الكركي الذي يتم انتاجة بكل منازل المحافظة تقريبا.
وأشارت القسوس أن تلك العملية ساهمت في اعادة إحياء وجبات شعبية كانت في طور النسيان، بسبب تطور المجتمع وخصوصا خلال فترة الاربعين عاما الماضية حيث تم التخلي عن تلك الوجبات.
وبينت أن هناك دورات تدريبية تعقدها مديرية زراعة الكرك لتدريب سيدات وفتيات على انتاج مختلف اصناف المواد الغذائية ومن بينها الوجبات التقليدية لأهمية توفير الخبرة لإنتاج تلك المأكولات وتوفير مصدر دخل للاسر واعداد وجبات غذائية ذات قيمة غذائية عالية.
وتؤكد ربة المنزل ام فارس من بلدة الثنية شرقي مدينة الكرك انها بدأت قبل عامين بالتعاون مع سيدة أخرى بإنتاج المواد الغذائية التقليدية وخصوصا المربيات والمخلالات وبيعها، موضحة انه وبسبب الطلب المتزايد من قبل المواطنين على شراء واستهلاك الوجبات الشعبية بدأت بانتاج مختلف اصناف الوجبات الشعبية التقليدية بالكرك وبيعها بأسعار بسيطة داخل وخارج المحافظة.
وأشارت إلى أن الاقبال على الوجبات الشعبية ساهم بإعادتها مجددا الى موائد الاسر بعد أن كانت في طريقها الى النسيان، مشيرة الى أن اغلب متطلبات اعداد تلك الوجبات متوفرة بالكرك ومن انتاج محلي من الجميد والسمن البلدي والجريش والقمح والطحين البلدي اضافة إلى توفر الايدي الراغبات بتعلم وانتاج الوجبات.
وأكدت مديرة ثقافة الكرك عروبة الشمايلة أن المديرية تهتم بالحفاظ على المرورث الشعبي الثقافي وخصوصا وجبات الطعام التقليدية بالمحافظة والتي تشهد عودة واضحة من خلال احيائها من قطاع واسع من السيدات العاملات في انتاج المأكولات وبيعها، مشيرة إلى أن المديرية وبالتعاون مع الجمعيات الثقافية والسياحية تقوم بتنظيم أسواق شعبية موسمية لعرض المنتجات الشعبية، كان آخرها أقامة معرض للمنتجات الشعبية في ساحة قلعة الكرك، بمشاركة واسعة من السيدات والجمعيات الإنتاجية التي تعود لسيدات في المحافظة، وتم خلاله عرض منتوجات متعددة شهدت إقبالا كبيرا من المواطنين.
وقال رئيس جمعية التأهيل المجتمعي فتحي الهويمل إن عدد السيدات العاملات بالمنتجات الشعبية في ازدياد كبير بسبب ظروف الأسر الصعبة بالمحافظة، حيث إن هذه المنتجات باتت توفر مصدر دخل للأسر التي تفتقد لمصدر دخل دائم، مؤكدا أن تلك السيدات تنتج وجبات وأصناف طعام كانت شبه غائبة لفترة طويلة وهي الآن على مائدة المواطنين من فترة لأخرى.