"مع السلامة"

من المؤكد أن جماهير الكرة الأردنية تنفست الصعداء، عندما علمت أول من أمس بنبأ ترك المدير الفني للمنتخب الوطني حسام حسن منصبه والاتجاه لتدريب فريق الزمالك المصري، بعد أن كاد يجثم عاما آخر على صدر الكرة الأردنية ويزيد من معاناتها.اضافة اعلان
وبغض النظر عن البيان الرسمي الذي صدر عن اتحاد الكرة بشأن الواقعة ومدى قناعة الشارع الرياضي بتفاصيله وجدواه، فإن ما حدث كان متوقعا من مدرب لم يجلس في الأردن أكثر من شهر واحد بل كان أشبه بـ”السندباد” يترحل بين بلد وآخر، فلم يعش ظروف الكرة الأردنية أو يطلع على همومها وتطلعاتها.
“مع السلامة”... ولا أريد الحديث عن غير ذلك من كلمات وجمل ربما خرجت من نفوس الجماهير السعيدة بعد نبأ رحيل حسام حسن وفريقه المساعد.. وهذا “المقلب” الذي شربه اتحاد الكرة ربما كان “يستحقه” ويشكل درسا له.. فالمدرب كان يتقاضى رواتب خيالية ومكافآت مجزية قياسا بإمكانات الكرة الأردنية وما يحصل عليه المدربون الأردنيون الافضل منه انجازا، ومع ذلك كان “جسده” مع النشامى و”عقله” مع الأندية المصرية وتحديدا الزمالك، وطالما حدثت مفاوضات بين حسام حسن ومساعديه مع الزمالك وهو على رأس عمله، لكنها لم تكتمل بسبب تمسك الزمالك بالمدرب السابق ميدو.. لم يحترم حسام حسن اتفاقه مع الاتحاد الأردني، لأنه بصراحة يعرف أن الفشل سيطيح به، نتيجة ضعف قدراته التدريبية وسوء تعامله مع اللاعبين، ما افقد المنتخب عددا بارزا من اللاعبين الاكفاء الذين يحتاجهم المنتخب.
انتهى “الكابوس” الذي جثم على صدر الكرة الأردنية، على أمل أن يُحسن اتحاد الكرة هذه المرة اختيار مدرب عربي كفؤ قادر على قيادة المنتخب الوطني إلى مزيد من الانجازات التي تحققت في السنوات الماضية، وكان الفضل الابرز فيها بعد الله تعالى للمدرب الراحل محمود الجوهري، الذي عمل مع الكرة الأردنية بصدق وأمانة ولم يتعال عليها بل عاش احوالها و”نحت في الصخر” لكي يبني قواعد متينة لها.
نحو ستة أشهر تفصلنا عن النهائيات الآسيوية، وهي مدة كافية نستطيع من خلالها اختيار مدرب عربي جديد او إعادة المدرب العربي السابق عدنان حمد، وفق رؤية واضحة تساهم في ترجمة الآمال والطموحات إلى واقع سعيد، وحتى تعيين مدرب رسمي يمكن لجهاز فني محلي ادارة شؤون النشامى.