مفاتيح السعادة بين يديك

التخطيط  للحياة بشكل جيد يجلب الفرح - (أرشيفية)
التخطيط للحياة بشكل جيد يجلب الفرح - (أرشيفية)

إسراء الردايدة

عمان - منذ أيام الفيلسوف سقراط والعالم يتداول أسرار السعادة وطرق تحقيقها، حتى وصلت إلى الدراسات التي يمكن أن تُسير الناس لتحقيق السعادة ضمن أسلوب ممنهج، ومن ثم الحكم مثل؛ "افعل ما تحب"، وحتى "كن نفسك حتى تكون حقيقيا"، وهي من الأمور التي أثبتت حضورها في تحقيق السعادة على الصعيد الفردي.اضافة اعلان
وبحسب موقع (أوبرا)، فإن من أبرز الأمور التي تتوافق مع فلسفة سقراط، والأبحاث الممنهجة في تحقيق السعادة هي فردية يقوم الناس بممارستها كعادة، وجزء من روتينهم اليومي ومنها:
- وجدوا معدنهم الحقيقي، فحين تتصور ماهية السعادة بالنسبة لك، ترى أنها أشبه بروح جميلة، أو مجرد صورة جميلة لا روح فيها، وأي منظر ساكن، وفي الحقيقة ففي كل فرد هناك أمر مختلف ينكشف عنه، كالذهب المختبئ من خلال النمو، فأرسطو من خلال اعتباره أن كل روح هي تمثال ذهبي كما عرفها بأنها "يوديمونيا"، أي السعي نحو التميز بناء على أساس المواهب الفردية والامكانات لتحقيق الهدف الأسمى، وهو العيش بهذه الإمكانات وتطويرها، وهو يعرف اليوم بالنمو الشخصي، ويكون أشبه من التحول من جرة فخارية لأخرى تنكسر قشرتها كاشفة عما بداخلها من معادن نفيسة.
وبحسب دريتشارد جي ديفيدسون من جامعة "ويسكونسن ماديسون"، فإن السعادة والرفاهية تنبعان من الدماغ، لأن العاطفة الايجابية المصاحبة للأفكار المتجهة نحو أهداف ذات مغزى، من مكونات الصحة الجيدة.
"يديمونا"، هي كلمة إغريقية "Eudaimonic" تعني "الجيد"، وهي مفيدة للجسم/ بحسب دراسة أجريت في الجامعة نفسها في قسم الصحة النفسية، وترأستها د. كارول ريف، حيث ركزت الدراسة على الذين يتمتعون بنشاط واندماج في الحياة، ويعملون بجد على تطوير أنفسهم، وهؤلاء هم أكثر صحة وعافية وسعادة، بنسبة تصل إلى 70 % خصوصا بين من شاركوا بالدراسة.
- يخططون حياتهم لجلب الفرح، فالناس الذين لا يكرسون وقتا كافيا من التفكير الجدي حول الاستمتاع بحياتهم، وكيف يستفيدون من ما تبقى لهم للعيش بمتعة، سيندمون كثيرا على تضييع تلك اللحظات في اليوم التالي، بحسب الطبيب النفسي والاستاذ الإدراي في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو
(د. ديفيد شكادي).
يؤكد شكادي أن التغيير لا يكون كاملا، بل يكفي التدرج من أجل التحول لحياة أكثر سعادة بوقت قصير، أي التصميم على إحداث ذلك التغيير، والبدء بتحويل ما تكره إلى متعة، أو على الأقل أن تضيف ليومك قليل من النكهة المرحة، وممارسة نشاطات مختلفة تحسن من السعادة للفرد.
- يتجنبون مقولة "ماذا لو"، فتجدهم يقولون: ماذا لو حصلت على فرصة عمل أفضل أو كنت أكثر نحافة أو، أو، أو..، كل هذه الأفكار لا يمارسها الأفراد السعداء، حيث إننا كبشر لسنا بارعين في التنبؤ بما يجعلنا سعداء، وفي الوقت الذي نميل به لقياس سعادتنا من خلال الأشياء واقتناع البعض بوهم التركيز على أن السعادة تتركز في أمر واحد، أو الحصول على ما نريد، وهو أمر غير صحيح، فالسعادة ترتبط بما نملك وليس بما نود الحصول عليه.
- تقدير الصداقة، تعد الارتباطات الاجتماعية من أهم العوامل التي تحقق السعادة، بحسب طبيعة العلاقة وقوتها، فكلما أمضيت وقتا أطول برفقة المقربين إليك بالحديث والاستمتاع بالوقت، بحسب
د. ميلكيش ديمير استاذة علم النفس في جامعة ولاية أريزونا الشمالية، الذي يبين أن العلاقات الاجتماعية القوية مع الأفراد المفضلين لدينا، تمنح شعورا بالراحة والمتعة والسعادة، لما يضيفونه من ألفة ومودة في وجودهم حولنا.
- يسمحون لأنفسهم بأن يكونوا سعداء، ففي الوقت الذي نفكر به بعمق بمدى رغبتنا بأن نكون سعداء، فإن البعض منا يرى أنه ليس من حقه أن يكون سعيدا، وهو ينبع من جهات متعددة كالمجتمع والتربية والبيئة وحتى الثقافة ويشعر أولئك بالذنب لمجرد كونهم سعداء.
ولكن الاستعداد لتلقي السعادة هو جزء من الشعور الفعلي، بحسب د. هوارد كاتلر مؤلف كتاب" Dalai Lama of The Art of Happiness in a Troubled World."، مبررا ذلك أن السعادة تبدأ من الانفتاح على مساعدة الناس والتعامل معهم بلطف، وهذا جانب من جوانب السعادة التي تنشرها بين الآخرين.