مفتى "داعش" الشرعي: هدمنا مراقد الموصل استنادا لـ"حديث نبوي"

مقاتلون جهاديون من تنظيم "داعش" - (أرشيفية)
مقاتلون جهاديون من تنظيم "داعش" - (أرشيفية)

عمان - الغد - قال الوالي الشرعي لتنظيم "داعش" حسام ناجي اللامي، الموقوف حالياً لدى الحكومة العراقية، إن فتاويه بتفجير مراقد الأنبياء في الموصل أو الرد على اتهام أبو محمد المقدسي – أحد منظري السلفية الجهادية – ببطلان الخلافة مستمدة من الأحاديث النبوية.اضافة اعلان
وأقرّ اللامي حسبما أوردت صحيفة "الصباح" العراقية أمس، بأن زعيم تنظيم "داعش" المتطرف أبو بكر البغدادي لم يستمع إلى كلامه بخصوص الأيزيدين والمسيحيين بعدم أخذ الجزية منهم في الوقت الراهن نتيجة لتدهور الأوضاع الأمنية.
يأتي ذلك في وقت كشف مسؤول في "داعش" عن هيكلية وأسماء قيادات أكبر ولايات داعش (الجنوبية)، وتحدث عن بعض الخلافات التي تحصل بين زعامات التنظيم على المناصب، مؤكداً أن خطوط الهاتف النقال التي تستخدم في العبوات الناسفة واللاصقة مصدرها إقليم كردستان لأنها لا تسجل رسمياً هناك.
وحسام ناجي اللامي، الوالي الشرعي لـ "داعش" من محافظة ميسان وولد في بغداد العام 1980، وحصل على شهادة البكالوريوس في آداب اللغة العربية، وهو يحفظ القرآن عن ظهر قلب فضلاً عن حفظه لأكثر من 2000 من حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم.
وعلى الرغم من أن أصوله شيعية، يقول اللامي، إنه ينتمي إلى عائلة علمانية ووالده ذو فكر ماركسي له علاقات وثيقة ببعض قيادات الحزب الشيوعي العراقي.
منذ العاشرة من عمره، يؤكد أنه ارتاد المساجد بكثرة وتطبع بالأفكار السلفية وارتدى ملابسهم وظهر كالمتشدّد، ما جعل النظام السابق يعتقله ويحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة الانتماء إلى الفكر الوهابي، لكنه استفاد من العفو العام الذي أصدره الرئيس الراحل صدام حسين قبل احتلال العراق بأشهر قليلة.
تولّى اللامي إمامة أحد مساجد جسر ديالى في 2004 وبايع تنظيم القاعدة، والقى خطباً تحريضية، تعرض على إثرها للاعتقال وقضى أكثر من 3 سنوات في سجن بوكا.
ويشبه اللامي بوكا بمحافظة مستقلة تجتمع فيها تكتلات من شتى انحاء البلاد، قائلاً "التقيت وسمعت بقيادات بارزة في التنظيم من بينها أبو عبد الرحمن البيلاوي وابو عمر البغدادي وحذيفة البطاوي".
بعد خروجه من السجن يزعم اللامي بأنه سعى للحصول على الدراسات العليا من السعودية مستغلاً ذهابه لأداء مناسك العمرة في أكثر من مرة لكنه فشل.
واضاف "قررت العودة إلى مسجدي، وهاجمت الوضع الحالي من على المنبر وفي إحدى الخطب تواجد ابراهيم عواد البدري السامرائي، والذي عرف في وقت لاحق بانه ابو بكر البغدادي وتحدثنا بعد الخطبة عن الظرف الحالي وتناولنا وجبة الغداء سوية في منزلي"، مستدركاً "بعدها بفترة قصيرة تم توقيفي بالاشتباه في شارع السعدون وسط بغداد".
وخلال العام 2009 قال اللامي ان "شخصا يدعى صلاح قال إنه موفد والي بغداد مناف الراوي الذي خرج من المعتقل في وقت لاحق، وقد أرسله ويريد اللقاء به"، ويعلق قائلاً "شعرت بدهشة كبيرة لأن النملة التي كانت تمشي في بوكا تعرف من هو مناف"، وتابع "حصل اللقاء في بداية شارع الحارثية عند محل للمرطبات مقابل معرض بغداد الدولي".
وتابع أن "الراوي ظهر مرتدياً لـ (دشداشة) بيضاء اللون في لقاء قصير وطلب استمرار العمل مع التنظيم فوافقته"، مشيراً إلى "أنني تجولت على نحو 40 مسجداً لغرض دعم مواقفنا، وهو ما طلبه في وقت لاحق والي بغداد الجديد حينها حذيفة البطاوي"، لكنه استدرك بالقول "بعض المساجد لم تقبل بخطبي، بل إن الشيخ محمود العيساوي، امام جامع عبد القادر الكيلاني، طردني".
ويهاجم اللامي بعض أئمة وخطباء بغداد بأنهم الشريحة الاضعف، ويجزم بـ "أنهم لن يشتركوا في أي انقلاب عسكري قد يحصل على الوضع في بغداد".
وزاد اللامي موضحا "انتقلت في العام 2011 الى قضاء الدور للغرض نفسه وهو تأجيج المساجد على الوضع الحالي بناءً على توجيهات مباشرة من (الحجي كريم)، وهو والي صلاح الدين وقد عينت شرعياً على الولاية هناك"، مشيراً إلى أن "النقشبدنية كانوا المسيطرين على اغلب المساجد"، وذكر "تعرضت إلى الاعتقال مرة اخرى بسبب خطبي وخرجت في 2012 وقررت العودة مرة اخرى إلى بغداد".
ونبّه إلى أن "والي الموصل وبعد سقوطها بيد (داعش) أخذ يتصل بي لسؤالي عن بعض الامور، كذلك الحال بالنسبة لوالي بغداد". واضاف "في الموصل اعطيت فتوى في الخراج والحسبة وخصوصاً في تسعير البضائع، وقلت بإمكانية أن تحدد على وفق السعر الذي كانت عليه وقت الاستقرار الاقتصادي إذا تجاوزت حالياً سعر المثل".
وكشف اللامي أنه صاحب فتوى تهديم مراقد الانبياء في الموصل ايضاً، وقال "استدليت بقول للرسول موجود في صحيح مسلم وهو (لا تدع قبراً مشرفاً إلا سوّيته ولا تمثالاً إلا طمسته)، أي أن حرمة القبور من حرمة الدفين وطالما أنه غير موجود فيها فإنها عبارة عن طابوق مرصوف يجب هدمه".
بالمقابل يلفت إلى إن ابو بكر البغدادي أهمل ما أفتيت به بخصوص الازيديين، لانني استدليت بحديث الامام علي في مصنف ابي شيبه حيث قال (إنما أخذنا منهم الأموال على أن تكون دماؤهم كدمائنا وأموالهم كأموالنا) وأبلغته بأن دولة الخلافة غير قادرة على توفير الأمن لهذه الشرائح في الظرف الحالي نتيجة هجمات القوات الامنية والقصف المستمر على الولاية"، وشددّ على أن "البغدادي أخذ بفتوى والي الموصل الذي استدل بآية في سورة التوبة جاء فيها (حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)".
كما كلّف البغدادي، حسام اللامي الرد على فتوى أبو محمد المقدسي (أحد أبرز منظري السلفية الجهادية) الذي قال ببطلان الخلافة، لكن جواب مفتي داعش جاء "حديث للرسول منقول عن حذيفة ابن اليمان نصه "(ستكون خلافة على منهاج النبوة، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون خلافة راشدة ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضاً ويرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكاً جبرياً ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تعود خلافة على منهاج النبوة)".
ومضى إلى القول ان "أوامر صدرت من ابو بكر البغدادي بترفيعي كي احصل على المنصب الشرعي لولاية الشام وعدتُ من الفلوجة إلى بغداد لغرض تهيئة أموري في الذهاب إلى دمشق لكني تفاجأت بمراقبة السلطات لهاتفي واعتقالي عشية السفر".
ويصنف اللامي علاقة داعش مع التنظيمات المسلحة في الميدان على أنها متباينة بين مجموعة وأخرى، مستطرداً "توجد قطيعة تامة مع الجيش الاسلامي وكتائب ثورة العشرين الذين أعلنوا الحرب مسبقاً على القاعدة، في حين نجد تعاطفاً من جماعة أنصار السّنة وجيش الطريقة النقشبدنية وبعض فصائل جيش المجاهدين"، لافتاً إلى "نشوب خلافات بين قيادات التنظيم على توزيع بعض المناصب".
ويختم الدليمي حديثه بالتطرق الى المستحقات المالية للعاملين ضمن داعش، بالقول ان "المتزوج يؤمن له بدل إيجار سكن ومخصصات زوجية عن كل طفل 25 ألف دينار شهرياً ومصروف يومي".
وتابع "غير المتزوج يحصل على ما يسمى بكفالات شهرية قدرها 75 ألف دينار اضافة إلى مصاريف التنقل وبطاقات شحن الهاتف والمأكل والمشرب والملابس، فضلا عن هدايا كتلك التي حصلنا عليها في رمضان الماضي وهي مليون دينار و300 دولار، وفي عيد الأضحى مليوني دينار".
من جانبه يقول المسؤول الفني لقاطع البراء في ولاية الجنوب التابعة لداعش صدام كريم الدليمي، وهو من مواليد 1990، ان "ما شهدته البلاد في العام 2006 من احداث طائفية شجعني على الانتماء إلى القاعدة"، مضيفاً "كنت من الذين يترددون على المساجد وحينها حدثني ابن خالتي (لا يزال يقاتل مع صفوف داعش في الفلوجة) عن الجهاد وأقنعني بهذه الفكرة وقررت دخول هذا المجال بالتزكية".